الأحدث

البريئة و الوحش _33 و الأخيره

وصف الرواية :
تأليف : Emy    في صباح اليوم التالي استيقض سلطان قبلها و ظل ينظر لها حتى فتحت عينيها فادعى النوم حتى يرى ردة فعلها  فعلت عفراء المثل ح... [أكمل القرأة]
عرض فصول الرواية : البريئة و الوحش
تأليف : Emy
 


 في صباح اليوم التالي استيقض سلطان قبلها و ظل ينظر لها حتى فتحت عينيها فادعى النوم حتى يرى ردة فعلها 

فعلت عفراء المثل حالما فتحت عينيها، نظرت له و هي تتأمل ملامح وجهه الذي كان قاسيا ً في الماضي القريب و لكن الآن كل شيء تغير او ربما هي تراه بشكل مختلف لان فكرها عنه قد تغير. 

نهضت بعدها من السرير و ذهبت الى الحمام لتغتسل 

فتح عينيه و نظر الى حيث ذهبت و ابتسامته لا تفارق وجهه
"هل بدأت تحبني ام انها تحبني بالفعل و كانت طوال الوقت تكابر؟؟" 


~~~~~~~~~~~~
طوال اليوم كانت عفراء تنظر الى سلطان و هي سارحة في عالم آخر حتى هو شعر بذلك. حسناً ذلك يجعله سعيداً لذلك قرر ان يخبرهم انه يستطيع ان يرى و لكن ليس اليوم ، ربما غداً او بعد غد حتى لا يشكون به

تغيرت معاملة عفراء معه كثيراً اصبحت تظهر اهتمامها به و هذا شيء جيد و يبشر بالخير، حتى جدهما كان سعيداً بهذا التغيير
~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد عدة ايام ، طلب سلطان منهم جميعاً الحضور ففعل الجميع و اجتمعوا في منزل جده 

قال سلطان لعفراء بعدما جلسوا جميعاً 
"احضري ورقة و قلم" 
ففعلت و جميعهم يشعرون بالغرابة مما يحدث 

"لقد جمعتكم اليوم هنا لاخبركم بشيء" 

هتفت مها 
"عفراء حامل أليس كذلك" 

شعرت عفراء بالحرج
"لا لست حاملاً" 

هز سلطان رأسه 
"كما قالت عفراء، ليس هذا هو الخبر" 

"اذاً ماهو يا سلطان لا تجعلنا ننتظر هكذا" 
قالت حصة بحماس 

"لن اقول بل سأكتبه" 
بحث عن الورقة فوق الطاولة حتى يصدقوا انه لا يرى ثم اخذ القلم و كتب شيئاً عليه ثم رفعه لهم 

نظر الجميع الى الورقة و قالوا بصوت واحد 
"انا و عفراء تصالحنا" 

نظر الجميع ناحية عفراء فشعرت بالحرج 

"حقاً تصالحتما؟" 
سألت امه بسعادة 

بقيت عفراء صامتة و نظرت في الاسفل من الخجل

لم تمر بضع ثواني حتى قالت حصة و هي تشعر بالغرابة 
"لحظة، كيف استطعت ان تكتب هذه الجملة" 

نظر لها و هو يبتسم فهتفت بسعادة 
"انت ترى،، لقد عاد بصرك" 

هز رأسه 
"نعم" 

تفاجأ الجميع من هذا الخبر المفرح و حمدوا و شكروا الله على هذه النعمة و بالطبع لم تحتمل امه الخبر فبدأت بالبكاء و جلست بجانبه و امسكت بوجهه بيديها الاثنتين و نظرت في عينيه 
"هل حقاً تستطيع الرؤية؟؟ لا تكذب على يا سلطان فقلبي لا يحتمل" 

ابتسم لها بحنان
"اقسم لكِ اني ارى و الدليل انتي ترتدين ثوباً بلون ازرق و حذاء بلون ابيض" 

ابتسمت بسعادة اكبر ثم طبعت قبلة في عينيه و عانقته 
"حمداً لله ،، حمداً لله" 

بعدما هنأه الجميع لرجوع بصره انتبه ان عفراء لم تكون موجودة فسأل حصة عنها التي اجابت انها لا تعرف فترك المكان ليبحث عنها حتى وجدها قرب بركة السباحة 

"عفراء" 

بقيت مكانها و لم تستدير فاقترب منها اكثر و ناداها مجدداً 
"عفراء ماذا بك؟" 

وضع يده على ذراعها و ادارها جهته ليجدها تغطي وجهها بيديها فسأل بحنان
"ما بكِ يا غاليتي، لماذا تبكين؟" 
ثم امسك بيديها ليبعده عن وجهها و لكنها لم تسمح له 
"عفراء، هيا لا تحرميني من رؤية وجهك الملائكي" 

توقفت عن البكاء ثم قالت اخيراً و هي ما تزال تغطي وجهها 
"لقد كذبت علي مجدداً" 

لم يسمع ما قالته فابعد يديها 
"ابعدي يديك لم اسمع ما قلتي" 

ابعدت يديها و نظرت له في غضب
"لقد كذبت علي مجدداً" 

ابتسم على براءتها و مسح دموعها باصابعه
"انا اسف ، لقد اردت مفاجأتكم و بالاخص انتي" 

نظرت له بنظرات حادة ثم سألت بشكل مفاجيء
"متى عاد بصرك؟" 

"ليس من وقت طويل" 

بدا وجهها كما لو انها كانت تحاول تذكر شيء ثم شهقت فجأة 
"لا تقل انك رأيتني في؟"
ثم صمتت 

"ماذا؟" 

"لا شيء لا شيء، هممم اذاً عاد بصرك، ذلك جيد" 
ارادت تغيير الموضوع 

قال و هو يضحك
"نعم جيد" 

ظلا ينظران الى بعضهما لبرهة ثم قالت فجأة 
"لنعود في الداخل لابد انهم يريدون الاحتفال بك" 

"حسنا" 
ثم مشى الى جانبها و همس في اذنها
"اذا كنتي تقصدين اذا رأيتك في قميص النوم الوردي القصير فالاجابة هي نعم" 
كان خطؤه الوحيد انه كان يمشي على حافة المسبح لان حالما ادركت عفراء ما قاله حتى دفعته ناحية المسبح فوقع فيه 

خرج الجميع مسرعين عندما سمعوا الصوت و نقلوا نظرهم بين الاثنين 

"ماذا حدث؟" 
سألت امه بخوف 
"كيف وقعت؟" 

نظر سلطان الى عفراء ثم امه
"زلت قدمي" 

حصة الوحيدة الذي كانت تفهم ما يجري من نظرات الاثنان الى بعضهما و كانت ستقول شيئاً و لكنها فضلت السكوت 

عندما حل المساء دخلت عفراء الى الغرفة و اخذت ملابس النوم و اغراضها الشخصية ثم خرجت و رآها سلطان و هي خارجة و في يدها الملابس
"الى اين؟" 

"سأترك لك الغرفة، انا سأنام في الغرفة المجاورة" 

نظر لها بغرابة
"لماذا؟"

"ببساطة لاني لا اثق بك" 

"عفراء انتي زوجتي بمعنى آخر حلالي لذلك لن ننام مفترقين بعد اليوم"

استفزها كلامه
"لم نتصالح الا قبل يومين و انت تريد الحصول على حقوقك الزوجية الان؟" 

"لم يكن ذلك مقصدي" 
قال مدافعاً

"لا يهم ماكان مقصدك، المهم اني لازلت لا اثق بك"

تنهد
هل عدنا الى نقطة الصفر!!!

قرر ان يتركها براحتها حتى تهدأ لان هناك شيء يدور في باله و يريد ان يقوم به 

~~~~~~~~~~~~~~~
عاد سلطان الى شقته و بقيت عفراء في منزل جدها لانها مازالت غاضبة منه بسبب اخفاءه عنها عودة بصره لذلك قرر ان يفعل شيئاً بخصوص ذلك 
"فقط عشرة ايام كل ما احتاجه" 
قال بثقة
~~~~~~~~~~~~~~~~~

في كل يوم صباح كانت عفراء تجد هديةً على مكتبها

في اليوم الاول وجدت صندوقاً صغيراً و لم يكن فيه الا ورقة مكتوب بها كلمتين 
"فقط انتي" 
استغربت من مغزى هذا الكلام 
"فقط انا ماذا؟" 
ثم قررت تجاهل الامر 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في اليوم الثاني وجدت نفس الصندوق و فتحته ووجدت ايضاً ورقة و كان مكتوب فيها 
"لا احد غيرك" 

فكرت، لا يوجد غير سلطان يقوم بهذه الألاعيب فصوّرت البطاقتين و ارسلت الصورة الى سلطان و هي تسأله 
"هل انت من تفعل هذا؟" 

في الطرف الآخر كان سلطان يبتسم بمكر و لم يرد عليها

~~~~~~~~
في اليوم الثالث وجدت ايضاً نفس الصندوق ففتحته و امسكت بالورقة و قرأت 
"اسر قلبي" 

 لم تفهم في باديء الأمر ثم جمعت باقي الاوراق ووضعتهم بجانب بعضهم و قرأت 
"فقط انتي لا احد غيرك اسر قلبي" 
ابتسمت بلا وعي 

~~~~~~~~~~~
في اليوم الرابع وجدت نفس الصندوق و اعتقدت انها ستجد ورقة اخرى و لكن هذه المرة كان يوجد شيء آخر في الصندوق
كان فيه حلق من الألماس 
انبهرت من جماله عندما اخرجته من الصندوق ثم انتبهت انه حلق واحد فقط 
"اين الحلق الآخر؟!"
تساءلت ثم اخرجت كل مافي الصندوق لتبحث عن الحلق الآخر و لم تجده و لكنها وجدت ورقة اخرى فقرأت ما مكتوب فيه 
"لن تجدي ما تبحثي عنه، فقط انتظري" 

ضحكت على نفسها
"حسناً لننتظر"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تستيقظ في كل صباح بحماس لانها تعلم ان هناك شيء ينتظرها ،، حتى ان كل من في المنزل لاحظوا ذلك

في اليوم الخامس وجدت صندوقاً مخملياً وتوقعت ماذا ستجد في الداخل ففتحته و مثل ما توقعت كان عقداً من الألماس من اجمل ما رأت 
"حسناً لديه ذوق"
ثم انتبهت انه يشبه الى حد كبير الحلق الذي رأته البارحة فاخرجته من الحقيبة حتى تتأكد
"يبدو انه طقم كامل ،، هيا لننتظر و نرى" 

ثم تذكرت شيئاً
"لا توجد ورقة اليوم!!" 
بحثت مجدداً في الصندوق حتى وجدت الورقة و قرأت ما كتب فيه

يلمع عليها بالحلا عقد الألماس
‏ متخالط نوره بصافي نحرها

‏ بعيونها موت المخاليق غطاس
‏ لاناظرت بالعين ترسل خطرها

ابتسمت 
"اصبحت تكتب الشعر ايضاً!!" 
صمتت قليلاً ثم قالت 
"انه يحاول جاهداً، حسناً ليجتهد اكثر، ماذا سيضره!!"

~~~~~~~~~~~~~~~~
في اليوم السادس ايضاً وجدت صندوقاً و لكنه كان كبيراً ففتحته ووجدت صندوقاً آخر اصغر حجماً منه و فتحته ثم وجدت ايضاً صندوقاً آخر 
كان مجموع الصناديق الذي فتحتهم ستة صناديق حتى وصلت الى الصندوق الصغير المخملي و اعتقدت انه الحلق الآخر و لكنها كانت مخطئة فقد كان خاتماً من الألماس يشبه العقد و الحلق 
فابتسمت
"بقي الحلق الآخر و يكتمل الطقم" 
ثم بحدث عن الورقة و شعرت بالاحباط عندما لم تجده 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان سلطان ينتظر منها رداً او اي شيء و لكنها لم تفعل فلم يعلم اذا اعجبت بهداياه ام لا

~~~~~~~~~~~~~~~~
في اليوم السابع وجدت صندوقاً اخر و فتحته ثم ازاحت قطعة القماش المخملي لتجد حذاءاً جميلاً بكعب عاليٍ مزين بالكرستالات و انبهرت من جماله و مثل الحلق ، فقط وجدت فردة حذاء واحدة 

فضحكت 
"ماذا هل يعتقد اني سندريلا؟"
ثم جربت الحذاء الذي كان على مقاسها بالضبط و بعدها بحثت عن الورقة حتى وجدته و قرأت ما جاء فيها 

"الفردة الاخرى عند الامير" 
ضحكت
"بالطبع، من غيره الامير!!! مغرور"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اما في اليوم الثامن لم تجد شيئاً ينتظرها في المكتب و شعرت بالاحباط فقد اعتادت على هداياه الغريبة و على ما يكتب في الاوراق 
فاخرجت الاوراق من الدرج و قرأتهم عدة مرات 

عملت في هذا اليوم و هي شاردة للذهن و لم تستطع التركيز في عملها فاخذت نفساً و تساءلت 
"لماذا لم يرسل شيئاً اليوم!!

ما لبثت ان انهت جملتها حتى اتت لها سكرتيرتها روان و هي تحمل صندوقاً صغيراً في يدها 
"وصل هذا لكِ"

نهضت واخذت منها الصندوق بلهفة ثم فتحته ووجدت الحلق الآخر 
فاخرجته من الصندوق و هي تبتسم 

لم تفهم روان شيئاً فهزت اكتافها و عادت الى مكتبها اما عفراء فقد اخرجت الطقم من الخزنة ثم رتبتهم فوق الطاولة و التقطت لهم صورة و ارسلت الصورة الى سلطان الذي لم يفهم مغزى الصورة و لكنه ابتسم

~~~~~~~~~~~~~~~
في اليوم التاسع وجدت صندوقاً اكبر و فتحته فوجدت فيه مجموعة من الورود الحمراء و ظرف صغير

شعرت بالحيرة فلا احد يعلم انها تعشق الورود الحمراء 

اخذت وردة و شمتها ثم اخذت الظرف وفتحته لتجد فيه بطاقة باب (مفتاح لابواب غرف الفنادق) وورقة مكتوب فيه
 "هناك المزيد" 
ثم قلبت الورقة ووجدت رقم الغرفة 

كانت مشاعرها خليط من الاثارة و الحيرة ، فهي حقاً تود الذهاب لرؤية ماذا يوجد في تلك الغرقة و في نفس الوقت لا تريد

مرت ساعة و هي فقط تنظر الى الورقة و لم تستطع التركيز في عملها الى ان قررت اخيراً الذهاب بدافع الفضول لا اكثر 

كان قلبها ينبض بقوة عندما فتحت باب الجناح ثم شعرت بالدهشة وهي ترى المكان مليء بورود حمراء ربما 500 وردة او اكثر 

كانت حقاً منبهرة بجمال الغرفة التي اصبحت كحديقة الزهور ثم انتبهت الى الصندرق الكبير الذي كان فوق السرير 

اقتربت من السرير و فتحت غطاء الصندوق ثم ابعدت الاوراق ليظهر تحته فستان زفاف غاية في الجمال ربما من اجمل ما رأت. 

كان قلبها ينبض بشدة 
"آه يا سلطان ماذا تفعل بي؟" 

نظرت قليلاً الى الفستان و هي تشعر بالتردد ثم مدت يدها و امسكت بطرفه باناملها الرقيقة فوقعت بطاقة على الارض حالما اخرجته من الصندوق

وضعت الفستان على السرير ثم انحنت و التقطت البطاقة ثم قرأتها


جلست على طرف السرير و هي تنظر الى البطاقة التي في يدها و قرأت محتواه عدة مرات ثم نظرت الى الفستان و ادركت ما كان يفعله طوال هذا الاسبوع 
طقم الألماس و الحذاء و الآن الفستان 

حقاً كانت تشعر بالحيرة، اذا قالت نعم فما يضمنها انه لن يكذب عليها او يجرحها مرةً اخرى و اذا قالت لا قد تخسر حياةً جميلة تنتظرها وهي تستحقها بعد كل ذلك العذاب

نهضت ثم امسكت بالفستان و وضعته على جسدها ثم نظرت الى انعكاسها في المرآه 
كان جميلاً بحق و كانت متأكدة انه سيكون على مقاسها لذلك كانت لديها رغبة قوية حتى تجربه لكنها قاومت هذه الرغبة و وضعت الفستان مجدداً على السرير ثم خرجت من الجناح و عادت الى مكتبها 

لم تمر عدة دقائق حتى دخل عمال توصيل و هو يحملون الورد الاحمر و في ثواني فقط تحول مكتبها الى حديقةً من الورود الحمراء مثل ذلك الجناح

اخذت نفساً 
"انه حقاً يعمل جاهداً حتى اوافق" 

ثم انتبهت الى بطاقة كانت على احدى المزهريات فاخذته و قرأته 
"وردة لكل يوم احببتكِ فيه" 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظلت عفراء تفكر الى وقت متأخر من الليل بماذا عليها ان تجيبه ثم استسلمت و تركت كل شيء للقدر 

لم يكن هذا حالها وحدها بل سلطان كان يمر بنفس وضعها و ربما اسوء لانه لم يحصل على اي ردة فعل منها منذ ان بدأ، فقط عندما ارسلت له صورة طقم الألماس و ايضاً لم يعرف اذا اعجبها ام لا.

حسناً ليصبر للغد و يرى ماذا سيحدث

~~~~~~~~~~~~~~~
في صباح اليوم التالي ذهبت عفراء الى العمل كيوم عادي جداً واشغلت نفسها بالعمل و لكن بالطبع لم تستطع التركيز فاغلقت جهاز حاسوبها و اخذت الطقم من الخزنة و فردة الحذاء و ذهبت الى الجناح 
كان كل شي على حاله عندما دخلت، فنظرت الى الفستان الذي تركته البارحة على السرير و هي تشعر بالحيرة فقررت تجربته. 

حسناً ماذا ستخسر اذا قامت بتجربته!! هي فقط تريد ان ترى شكلها بالفستان فهو فستان جميل و اي كان من اختاره فلديه ذوق رفيع 

استبدلت ملابسها و ارتدت الفستان الذي كان على مقاسها بالضبط ثم مشت بخطوات مترددة الى المرآه الطويلة 

نظرت اولاً الى اطراف الفستان في الاسفل ثم رفعت نظرها ببطء للاعلى حتى وصلت الى اعلى الفستان.
كان الفستان عاري باعلى الكتف ثم به اكمال طويلة من الدانتيل الفاخر و به نفخة خفيفة من تحت الخصر. اما القماش فقد كان من الدانتيل الذي كان يغطي الفستان باكمله من الكمين الى اسفل الفستان مما اعطى مظهراً ملكياً 

كل ما احتاجته هو تاج من الكرستال يزين شعرها 

ظلت تنظر الى انعكاسها و هي تتحرك في مكانها يميناً و يساراً لتنظر الى اسفل الفستان و هو يتحرك بانسيابية 

كانت تبدو كفتاة صغيرة و سعيدة بفستان العيد الذي انتظرته طويلاً 

توقفت فجأة عن الحركة و اختفت البسمة عن وجهها 
"انتي لا تكذبين الا على نفسكِ يا عفراء، هذا الفستان لن يمحي عذاب و معاناة الايام السابقة" 

هنا علمت ان الاجابة التي ستعطيها الى سلطان هي (لا) 

رن جرس الباب في اللحظة التي كانت تريد نزع فستانها فتركت الفستان عليها و غطت نفسها و ذهبت الى الباب و فتحته لتجد امرأتين يقفان امامها

"هل انتي عفراء؟" 
سألت احدى المرأتين فهزت عفراء رأسها بنعم و هي تشعر بالغرابة 

"اذاً نحن في المكان الصحيح" 
ردت المرأة ثم فتحت الباب بشكل اوسع حتى تدخل هي و المرأة الاخرى

"واااو ما شاءالله تبدين كملكة ،، فقط بعض اللمسات و يكتمل المظهر" 
قالت المرأة الاخرى بعدما دخلت  

نظرت لهم عفراء بغرابة 
"من انتما؟" 

"انا ادعى ريتا و انا من سيقوم بعمل المكياج لكِ"
ثم اشارت الى الآخرى 
"و هذه زهرة، ستقوم بعمل شعرك و اظافرك"

هنا تشوشت عفراء اكثر 
"لماذا انتما هنا؟" 

نظرت لها ريتا بغرابة 
"نحن هنا لتجهيزك لحفل زفافك" 

"حفل زفافي؟" 

نظرت لها ريتا قليلاً ثم امسكتها من كتفيتها و قادتها الى غرفة النوم و اجلستها على الكرسي امام طاولة الزينة
"هيا لنبدأ العمل" 

'تضعني اذاً امام الامر الواقع يا سلطان،، حسناً لاسايرك و نرى ماذا ستفعل بعدها!!!' 
كانت تحدث نفسها 

بدأت ريتا بوضع المكياج عليها و زهرة كانت تقلم لها اظافرها حتى اذا انتهت ريتا ستقوم زهرة بعمل شعرها

انتهوا من عملهم بعد حوالي الساعتين و انبهرتا ريتا وزهرة بالنتيجة النهائية 
بالطبع لم يكونا وحدهما المنبهرتين بل حتى عفراء نفسها كانت منبهرة و اكثر شيء اعجبها هو التاج فوق رأسها فقد وضعته زهرة بشكل جميل 

"هل لديكِ عقد و حلق لترتديه مع هذا الفستان الخلاب؟!" 
سألت ريتا

اخرجت عفراء العلبة المخملية من حقيبتها و اعطتها لريتا التي اعجبت كثيراً بالطقم ثم البسته لها 
"تبدين كملكة و زوجكِ جداً محظوظ بكِ" 

وافقتها زهراء في الرأي اما عفراء فتجهم وجهها و استفاقت من الحلم 

"عملنا هنا انتهى و بالتوفيق لكِ يا عزيزتي" 
قالت ريتا قبل ان تغادر

بقيت عفراء وحدها في الغرفة بعدما غادرتا ريتا و زهرة 
"حسناً الآن ماذا؟؟ هل حقاً سيقيم لي حفل زفاف؟" 
نظرت الى ساعتها التي كانت تشير الى الساعة الرابعة عصراً 
"الى متى سوف يصبر ليسمع اجابتي!" 
ابتسمت بمكر 

في مكان آخر كان سلطان على اعصابه 
"لماذا لم ترد علي الى الآن؟؟ هل هذا يعني ان اجابتها هي لا؟؟" 
هز رأسه
"لا ، لا اعتقد ذلك،،يقال ان الصمت علامة الرضى،، نعم نعم انها موافقة و فقط تتلاعب باعصابي" 

من يراه سيعتقد انه مجنون و هو يُحدّث نفسه هكذا 

"اهدأ يا سلطان سوف تأتي" 
قالت حصة مطمئنة و هي تقترب منه

نظر لها بأمل 
"هل حقاً تعتقدين ذلك؟؟" 

هزت رأسها و هي تبتسم 
"نعم" 

"ألا تعتقدي اني بالغت في تصرفاتي ان ذلك سيشعرها اني اضغط عليها؟؟" 
قال في توتر و حرج 

هزت اكتافها 
"لا اعلم حقيقةً عنها و لكن بالنسبة لي، ما قمت به لطيف جداً و اي فتاة كانت ستستسلم في النهاية مطاوعةً" 

هنا توتر اكثر 
"اي فتاة و لكن ليست عفراء، كبرياء أل حامد كله يتجمع فيها" 

"اهدأ و توكل على الله و لن يحدث الا ما كتبه الله" 

"و النعمة بالله" 

^^^^^^^^^^^^^^^^
مرت ساعة آخرى و عفراء على حالها لم تتزحزح من مكانها و لم تجب على سؤال سلطان حتى رن جرس الجناح فجأة فنهضت بفزع لانها اعتقدت انه سلطان اتى ليأخذها بالرغم عنها الى عش الزوجية فتوجهت الى الباب بتردد و سألت بتوتر
"من؟" 

"انا حصة افتحي الباب يا عفراء" 

شعرت عفراء بقليل من الراحة و فتحت الباب لترى حصة متزينة 
"ادخلي يا حصة" 

حالما دخلت حصة حتى هتفت بسعادة 
"ما شاءالله ما اجملكِ يا زوجة اخي"

علمت عفراء ان حصة تنغز لها فتجاهلتها 
"ما الذي اتى بكِ؟ و هل حقاً سلطان اقام حفل زفاف لي؟؟"

غمزت لها حصة 
"ألا يبدو واضحاً؟" 

"ارجوكِ اذهبي اليه و اخبريه انه لن يضعني امام الامر الواقع و ما اريده انا سوف يحدث" 
قالت بغضب

"عفراء، لم يكن ذلك مقصده، سلطان لن يجبركِ ابداً على شيء انتي لا ترغبي به"

"و ما معنى كل هذا؟،، ارسال الهدايا و فستان الزفاف هذا!!"
اشارت الى نفسها عندما ذكرت الفستان

ابتسمت لها حصة بدفء
"انه يقوم بكل هذا لانه يحبكِ وهو يحاول ارضاءك، صحيح ان طريقته غريبة و لكنه يعمل جاهداً حتى ترضين و تنسين الماضي، ارجوكِ اعطيه فرصة،، سلطان مر بكثير من الاشياء المؤلمة في حياته و هو يستحق نهايةً سعيدة بل انتما تستحقان ذلك، هيا يا عفراء لا تتركيه ينتظر اكثر قد يصاب بالجنون، لو ترين حالته الآن!!"

عضت عفراء على شفاهها ، فقط لو تستطيع رؤيته 

"عفراء هيا لا تقلقي و لا تفكري كثيراً، واقسم لكِ لو انه جرحكِ او ضايقكِ في يوم فانا من سيلقنه درساً، في الحقيقة كلنا سنفعل ذلك من اجلك، هيا ما هي اجابتك؟" 

^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في مكان آخر في قاعة المناسبات في نفس الفندق بالتحديد 
كان سلطان على وشك فقدان الأمل من قدوم عفراء حتى فُتحت الابواب فجأة لتدخل اجمل عروس رأته عيناه
لم يكن ينظر الا عليها كأن لا احد هنا غيرها 

كان الجميع سعيداً من رؤية ابتسامته العريضة و سعادته التي لم يستطع ان يخفيها حالما ظهرت عفراء 

ولكنهم شعروا ايضاً بالغرابة من شيء واحد وهو ان العروس لم تكن تحمل باقة من الورود في يدها مثل اي عروس اخرى بل كانت تحمل فردة حذاء واحدة و هي تبتسم بغموض

نظر لها سلطان ثم اظهر لها الفردة الآخرى و هو يبتسم ففهم الجميع الأمر و امتلأت القاعة باصوات ضحكاتهم

نزل سلطان من المسرح و مشى بخطوات واثقة اليها و نظره فقط عليها فأمسك يدها و طبع قبلةً على اصابعها مما ارسل شرارة الى جميع انحاء جسدها ثم قال وهو يمد يده 
"هل لي؟؟" 

اعطته عفراء الفردة الآخرى ثم جلست على اقرب كرسي حتى يلبسها الحذاء ثم نهض و مد لها يده 
"جاهزة لنبدأ حياتنا؟" 
قال وهو يبتسم بسعادة 

هزت رأسها و هي تبتسم بجاذبية
"نعم" 
ثم اعطته يدها حتى يساعدها على النهوض 

اعطت حصة عفراء باقةً جميلة من الورود الحمراء ثم امرت منسقة الاغاني ان تشغل موسيقى حتى يزفوا العروسان الى المسرح 

اقتربت عفراء من سلطان و همست 
"كيف علمت اني احب الورود الحمراء؟" 

غمز لها
"لدي مصادري الخاصة" 

كان الحضور يقتصر على افراد عائلة سلطان و بعض الاصدقاء المقربون و من جهة عفراء كانت فقط صديقتها فاطمة التي كانت سعيدةً جداً من اجلها و ايضاً ماريا كانت حاضرة هذه المناسبة المميزة التي لم ترغب بتفويتها 

بعد عدة ساعات من الفرح و السرور عادا سلطان و عفراء الى الجناح بعدما تمنى لهما الجميع حياةً سعيدةً مليئةً بالسعادةً و المسرات و بالرفاه و البنين

هاهي الابواب تُغلق عليهما مجدداً 

"لا مفر لكِ مني" 
قال باغراء و هو يقترب منها 

"و لا مفر لكَ مني" 
قالت بغرور 

اقترب منها اكثر ووضع يده على خصرها النحيل ثم جرها اليه حتى اصطدمت بصدره ثم انحنى عليها
"لا اريد ان افر الاّ الي عينيك" 
همس بحب 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد حوالي الشهر بينما كانت عفراء تلاعب سيف في حديقة منزل والدها الذي انتقلت للعيش فيه اتتها الخادمة لتقول لها ان هناك شخص يود رؤيتها فامسكت بيد سيف الذي بدأ يمشي لتوه و ذهبوا الى الداخل 

حاولت تمالك اعصابها حالما رأت الشخص الذي كان يقف امامها 
و سؤال واحد فقط يدور في بالها 
ماذا يريد منها؟

"عفراء احتاج مساعدتك وانتي وحدك من يستطيع ذلك" 
قال بانكسار و بالكاد خرج صوته 

اخذت عفراء نفساً ثم قالت ببرود
"الآن فقط تذكرت ان لك ابنة اخ تدعى عفراء" 

"عفراء، ارجوكِ سامحيني،، لقد اخطأت في حقكِ و حق عهود كثيراً"

صرخت فجأة و هي تحاول كتم دموعها 
"ماذا يفيد اعتذارك الان،، بسببك و بسبب جشعك عشنا انا و عهود ايام صعبة، انت حتى لم تشفق علينا" 

كاد ان يقول شيئاً و لكنها سبقته عندما سألته بكل قسوة 
"ماذا تريد؟" 

نظر لها ثم قال بتردد
"لقد،، لقد خسرت كل شي حتى منزلي" 

"ذلك اقل جزاء تحصل عليه"

"لا مكان اذهب اليه" 
قال بتردد

"واعتقدت اني سأساعدك!!"
قاطعته بسخرية

"لدي اطفال اين اذهب بهم" 
قال بحرج و انكسار

"الآن تذكرت ان لديك اطفال؟؟" 

"الشيطان لعب في رأسي و الله يا عفراء انا نادم اشد الندم ونسيت ان الدنيا ستدور لي" 

نظرت له عفراء ببرود 
"هذا دائماً هو عذركم" 

انهار عمها على الارض و غطى وجهه و بكى 

ظلت عفراء تنظر له ثم ذهبت اليه و امسكته من ذراعه حتى يقف ثم ابتعدت 

"لن اعاملك كما عاملتني لان ليس ذلك مارباه علي والدي رحمه الله ، سأساعدك فقط من اجل اطفالك الذين لا ذنب لهم" 

مسح دموعه و امسك بيدها حتى يقبّله و ولكنها سحبته بقوة 
"اذهب و ادعو ان يسامحك الله على افعالك" 

شكرها عمها ثم خرج مسرعاً 

اما هي فقد جلست على اقرب كرسي لانها شعرت بالتعب بشكل مفاجيء فاخذت نفساً وبقيت جالسة لبرهة ثم نهضت 

كانت على وشك الرجوع الى غرفتها عندما عاد سلطان من الخارج و هو يشعر بالغرابة 
"هل كان ذلك عمك؟" 

اكتفت برفع حاجبيها 

"ماذا كان يريد بعد؟؟" 

قال بعدما اخبرته بما حدث
"هل انتي بخير تبدين شاحبة؟" 

"نعم انا بخير" 

نظر لها بشك
"لا تبدين بخير، هيا لأخذكِ الى الطبيب" 

"لا داعي للطبيب"

"لماذا؟" 

"لاني اعرف مابي" 

نظر لها بخوف 
"ماذا تخفين عني يا عفراء؟، هيا تحدثي بسرعة"

"هل انت خائف علي؟" 
و ابتسمت بمكر

"اذا لم اخاف عليكِ سأخاف على من؟" 

نظرت له لعدة ثواني ثم وضعت يدها على بطنها فنظر لها بغرابة 
"هل معدتكِ تؤلمك؟" 

عقدت حاجبيها و نظرت له باحباط 
"سلطان ، لماذا اصبح فهمكَ بطيء هكذا؟"

"لانك اصبتني بالجنون و هذا ما تبقى من عقلي"
قال ممازحاً ثم اردف 
"حقاً ما بكِ؟" 

نظرت الى سيف ثم اليه ففهم الأمر
"انتي حامل؟؟" 

هزت رأسها 
"نعم" 

من فرط سعادته حملها من خصرها و ادارها في المكان و هي تصرخ فمشى اليهم سيف و امسك بقدم سلطان 

نظر له سلطان و انزل عفراء 
"ماذا؟ هل تحامي عليها ام تغار عليها مني؟" 

نظر له سيف ثم قال بشكل مفاجيء 
"بابا"

تفاجأ الاثنان فحمله سلطان 
"ماذا قلت ماذا قلت؟" 

"بابا" 
قال و هو يضحك 

عانقه سلطان و قبّل رأسه فشعرت عفراء بالغيرة 
"ما هذا؟ من المفترض ان يقول ماما اولاً و ليس بابا"

اخرج سلطان لسانه لها ليغيضها ثم نظر الى سيف 
"قل بابا مرة آخرى" 

"بابا" 

"سيف سيف ، قل ماما" 
قالت عفراء 

نظر سيف اليها و قال 
"بابا" 
كانه يريد اغاظتها

ضحك سلطان و شعرت عفراء بالغيظ اكثر
"سوف تقول ماما مثل ما قلت بابا،، هيا يا حبيبي قل ماما" 

نظر سيف الى عفراء و قال 
"بابا" 

ضحك سلطان ثم قال
"لا تضغطي عليه، سيقولها في النهاية" 

استسلمت ثم قالت 
"حسناً" 

حالما وضع سلطان سيف على الارض حتى ذهب عند عفراء و التصق بقدمها و نظر لها بعينيه البريئتان و قال بشكل مفاجيء
"ماما" 

حملته عفراء
"ماذا قلت اعد"

"ماما" 

"نعم انا ماما انا ماما" 
ثم قبّلته و عانقته و لاعبته فشعر سلطان بالغيرة و ابعده عنها 

"اصبح ثقيلاً الآن لا تقومي بحمله"

نظرت له عفراء من طرف عينها 
"هل تغار علي من طفل صغير بالكاد نطق كلمة؟" 

"نعم نعم اغار، اغار عليكِ من كل شي حتى من نسمة الهواء و هي تداعب خدكِ" 

شعرت بالخجل فاشاحت بنظرها 

"عفراء" 
قال بجدية بشكل مفاجيء

"ماذا؟"
نظرت له في قلق

"هل تعلمين اني لم اسمعها منكِ الآن؟"

"ماذا؟" 
هي بالطبع تعلم ماذا يقصد ولكنها ارادت التلاعب به قليلاً

"اعلم انكِ تعلمين ما اقصد و لكني سأقولها على اي حال، هل تحبيني؟" 

نظرت له في صمت ثم قالت 
"ربما ستسمعها يوماً ما" 

"متى؟" 

"يوماً ما"
ابتسمت بمكر ثم ذهبت 

نظر اليها من الخلف ثم قال لسيف 
"يبدو انها ستجعلني انتظر كثيراً"

ضحك سيف ثم قال وهو يشير الى حيث ذهبت عفراء
"ماما" 

قال سلطان وهو يمثل الضجر
"نعم نعم ماما، ماما التي تنوي تعذيبي بعد


تمت بحمد لله اتمنى انها نالت اعجابكم 



😍😍😍😍😍😍😘😘😘😘😘

















تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-