الأحدث

البريئة و الوحش _30

وصف الرواية :
تأليف : Emy   مرت عدة ايام و لم يذهب سلطان لزيارتها لانها طلبت منه ذلك كرجاء اخير و هو قرر احترام رغبتها و لكنه لم يتركها فكان يرسل لها... [أكمل القرأة]
عرض فصول الرواية : البريئة و الوحش
تأليف : Emy
 

مرت عدة ايام و لم يذهب سلطان لزيارتها لانها طلبت منه ذلك كرجاء اخير و هو قرر احترام رغبتها و لكنه لم يتركها فكان يرسل لها الورود و الهدايا بشكل يومي و هي كانت تعيده اليه و لكن ذلك لم يحبط عزيمته لانه يشعر انها ستسامحه ذات يوم 

كانت عفراء تعيش في منزل جدها كضيفة فكان تعاملها معه رسمي وسطحي و حتى انها لم تكن تشاركه اوقات الطعام و تقابلت عدة مرات مع والد سلطان الحقيقي و لم تهتم له بالاخص بعدما اخبرتها ماريا بقصته مع والدة سلطان

ذات يوم بعدما تحسنت صحتها طلب جدها رؤيتها و ذهبت اليه رغم انها لم ترغب بذلك فطرقت الباب و دخلت الى المكتبة 
"لقد طلبتني!" 
قالت بوجه خالٍ من التعبير 

اشار لها ان تجلس ففعلت 
"عفراء، اريد اخباركِ ببعض الاشياء حتى لا يظل هناك شيء مخفي بيننا" 

تنهدت و قالت بملل
"ماذا ايضاً؟" 

فتح الدرج و اخرج ملفاً ثم وضعه امامها فسألت باستفهام 
"ما هذا؟" 

"افتحيه و انظري" 

اخذت الملف و فتحته و اخرجت الاوراق و بدأت بقراءته فعقدت حاجبيها عندما ادركت ما كان و قالت بصدمة
"هذا صك ملكية منزل والدي، كيف حصلت عليه؟؟؟!!"

اسند ظهره على الكرسي 
"لقد اشتريت المنزل بعدما عرضه عمكِ للبيع و سجلته باسمكِ، انه ملك لكِ يمكنكِ ان تفعلي به ما تشائين" 

صحيح انها كانت سعيدة ان منزل والدها لم يضع منها و لكنها لا تريد ان تقبله لانه من اشتراه فوضعت الملف امامه 
"لا اريده" 
قالت ذلك و هي تشعر بالألم فهي لا تريد التخلي عنه و لكنها لن تقبل اي شيء منه 

عقد حاجبيه و نظر اليها و علم انها تكابر و هي صفة متوارثه في عائلته فلم يصدمه ذلك

نهضت 
"هل هناك امر آخر؟؟" 

هز رأسه 
"نعم، عملك"

عقدت حاجبيها 
"هل ستمنعي من عملي؟" 

هز رأسه 
"بالعكس تماماً" 

نظرت له في حيرة 
"ماذا تعني؟" 

"عفراء، انا املك ذلك الفندق الذي تعملين فيه و اذا كنتي ما تزالين تريدين العمل فيه فسأعطيكِ منصباً اعلى او يمكنكِ اختيار اي مكان اخر في شركاتي ل___"

"لا اريد شيئاً منك فقط اتركني و شأني كما فعلت في السابق" 
قاطعته بحدة و هي لا تشعر بالصدمة مما قال ،، في الحقيقة لم يعد يصدمها اي شيء يخرج منه 

استدارت و كانت ستخرج و لكنها توقفت و نظرت اليه 
"بل اريد شيئاً واحداً منك" 

"اطلبي اي شيء" 

"اطلب من سلطان ان يطلقني" 
ثم استدارت مجدداً و غادرت الغرفة 

مرت عدة ايام و كل شيء على حاله ؛ سلطان مازال يحاول التقرب منها و هي تصده في كل مرة ، حاول مراد التواصل معها عدة مرات و لم تكن ترد عليه الى ان توقف و اعتقدت انه يأس و عاد الى بلده 

مر اسبوع آخر ثم ذهبت الى جدها و قالت ما جعله يتفاجأ
"هل مازال عرضك جارياً؟"

"بخصوص ماذا؟" 

"توظيفي في منصب اعلى في الفندق" 

ابتسم لها 
"نعم بالطبع، اختاري المنصب الذي تريدين" 

"منصب المدير" 
قالت بملامح جادة

"لكِ ذلك"
~~~~~~~~~~~~~~
في اول يوم لها في العمل كان الجميع يشعر بالصدمة ان عفراء الموظفة الصغيرة التي كانت معهم في القسم و التي عملت فقط لمدة شهر اصبحت مديرة الفندق و اخذت منصب السيد جابر بالاخص فيانكا و إلهام و مريم و سعاد الذين شعروا بالغيرة و الحقد

الوحيدة التي كانت تعلم الحقيقة هي فاطمة بعد ان اخبرتها عفراء بكل شيء 
و بالطبع السيد جابر لان منصبه كان مؤقتاً هنا و انتقل الى منصب اخر في احدى شركات الحامد الذي يملكه جدها

وجدت عفراء باقة ورد عملاقة فوق مكتبها حالما دخلت الى المكتب و فتحت البطاقة التي كانت وسط الورد و قرأته
"مبارك لكِ المنصب انتي تستحقين ذلك" 
ثم نظرت الى توقيعه في الاسفل لعدة ثواني ثم قذفت البطاقة في القمامة و نادت على سكرتيرتها و طلبت منها التخلص من الباقة فنظرت لها الفتاة بارتباك 
"هل تريدين ان ارمي هذه الباقة في القمامة؟؟" 

"نعم، هل هذا صعب عليك فهمه!!"

هزت الفتاة رأسها 
"لا"
ثم اخذت الباقة و غادرت المكتب 

بدأت عفراء العمل بشكل جدي بعدما علّمها السيد جابر ما تحتاج اليه قبل ان ينتقل الى عمله الجديد و بالطبع كانت الاشاعات تنتشر في الفندق كانتشار النار في الهشيم حتى علم الجميع الحقيقة انها كانت حفيدة مالك الفندق فسكت الجميع خوفاً على وظائفهم

مر اسبوع اخر و اهتمام عفراء كان بالعمل و حتى انها كانت تبقى فيه حتى منتصف الليل احياناً كما كان يفعل سلطان و تركها جدها على راحتها لانه يعلم انها كانت تشغل نفسها بالعمل حتى لا تفكر باي شيء اخر 

اما سلطان فقد نزعوا جبيرته و عاد الى عمله و فعل هو نفس ما كانت تفعله عفراء ،، بل اصبح اسوء منها حيث انه كان يبقى في العمل لمدة طويلة و احيانا حتى لا يعود الى شقته و اغلب الاحيان يفوت وجبات الطعام وفقد الكثير من وزنه بسبب نمط حياته و بسبب مرضه الذي ازداد
اصبح يعاني من نوبات صداع شديده يفقده بصره لفترة اطول تصل الى الدقيقة او اكثر احيانا و اغلب الاحيان يصاب بالاغماء بعد النوبة و الدواء لم يعد ينفعه و نصحه الطبيب باجراء العملية في اقرب فرصة و الا سيفقد بصره بالكامل 

الى الآن لم يخبر احداً عن مرض فقط ماجد لانه كان برفقته ذات يوم عندما اتته احدى نوباته و منذ ذلك اليوم و ماجد يضغط عليه حتى يقوم بالعملية لكنه يرفض لانه خائف ان يحدث له شيء قبل ان تسامحه عفراء 
~~~~~~~~~~~
ذات يوم عندما كانت عفراء منشغلة بعملها اتت لها سكرتيرتها روان لتخبرها ان هناك شخص يود رؤيتها فسمحت له 

"السلام عليكم" 

رفعت عفراء رأسها و نظرت الى الشخص الذي كان امامها بتوتر 
"ماذا تريد يا مروان؟" 

اقترب منها 
"لا تخافي لم آتي لافتعل مشكلة اتيت فقط لأسألكِ شيئاً واحداً يحيرني"

كتّفت يديها على صدرها و نظرت اليه
"ماذا؟" 

"لماذا كذبتي علي و قلتي ان ابني مات مع عهود؟" 

فتحت عينيها بصدمة ثم نهضت و قالت بتوتر 
"ماذا تقول انت،، عن اي ابن تتحدث؟" 

"سيف، اني اعلم ان سيف هو ابني،، شعرت انكِ كنتي تكذبين علي فذلك الطفل لم يكن يشبهكِ ابداً بل كان يشبه عهود بشكل كبير و ذلك ادخل الشك الى قلبي فكان الحل ان اتحرى عن الامر و سافرت الى امريكا و هناك كانت المفاجأة" 

بلعت ريقها ثم قالت بتوتر
"و ماذا تريد الآن؟؟ هل تريد؟ ،،،،، هل تريد ان تطالب به؟" 

هز رأسه 
"لا، لا تخافي لن افعل، انا فقط اريد ان اعلم شيئاً واحداً" 

"ماذا؟" 

"هل،،،، اممممم هل ورث مرض القلب مني؟؟" 
قال ذلك و قلبه ينبض بشدة ،، يريد سماعها تقول لا 

بقيت صامتة لمدة طويلة شعر كانه ساعات الى ان قالت اخيراً 
"انا لا اعلم بالضبط مما تعاني انت و لكن سيف كان مصاب بمرض ضعف عضلة القلب و قمنا بعملية له قبل عدة اشهر"

شعر بضعف في ساقيه فجلس على اقرب كرسي و غطى وجهه بيده ثم نظر اليها 
"هل؟؟ هل هو بخير الآن؟" 

ابتسمت و هزت رأسها 
"انه في افضل حال الآن الحمدلله"
ثم صمتت قليلاً و قالت بعدها 
"هل،، امممممم هل تريد رؤيته؟" 
لا تعلم حقاً لماذا سألته هذا السؤال

ابتسم لها
"هل استطيع؟" 

"نعم، انه هنا في الحضانة" 

"حقاً؟؟!"

رفعت عفراء سماعة الهاتف و اتصلت على المربية حتى تحضر سيف لها 

لم تمر 5 دقائق حتى دخلت المربية و هي تحمل سيف بين يديها فاخذته منها عفراء و طلبت منها ان تغادر 

نهض مروان و اقترب منه ونظر له مطولا ثم قال بحنان 
"انا اسف كان بالمفترض ان اعلم انك ابني انت تشبهها كثيراً حتى ضحكتك و غمازاتك تشبهها" 
ابتسم له سيف بطريقة لطيفة فهو طفل اجتماعي لا يخاف من الغرباء 

مد مروان يده 
"هل استطيع حمله؟" 

شعرت عفراء بالتردد ثم اعطته الطفل فاخذه مروان الى حضنه و جلس مجدداً في الكرسي ثم عانقه بشدة و بدأ بالبكاء  

شعرت عفراء بالحيرة و لم تعرف ماذا عليها ان تفعل فقط بقيت صامتة و هي تسمعه يعتذر لسيف على كل شي فعله بوالدته و كيف انه قسى عليها و ايضاً كيف حزن كثيراً عندما علم بوفاتها 

لم تستطع عفراء كتم دموعها من منظره كان يبدو واضحاً جداً انه نادم اشد الندم و تذكرت سلطان و محاولته ارضاءها بعدما رفض تطليقها

"كان علي ان اقف معها و ارضى بما كتبه الله لي،، اذا كان هذا الطفل مريضاً فانه امتحان لصبري و لكني خفت،، خفت ان يتعب في حياته كما تعبت انا" 
قال من غير ان ينظر الى عفراء و بقي صامتاً لفترة ثم رفع رأسه ونظر لها
"عفراء انا لن اطالب به لسببين اولها اني اعلم انه سيكون افضل حالاً معكِ ولن يشعر ابداً بغياب والديه و السبب الآخر" 
سكت قليلاً ثم قال 
"اني لن اعيش طويلاً" 
ثم نظر الى سيف و مسح على خده بحنان 
"سوف ارى امك قريباً و سأخبرها كم انت طفل جميل و رائع" 
عانقه مجدداً واشتم رائحته ثم قبّله على رأسه و نهض و اعطاه مجدداً لعفراء و قال قبل ان يغادر 

"في امان الرحمن يا اعز ما املك" 

دمعت عفراء مجدداً بعدما غادر مروان لشعورها بالشفقة و الحزن على كلاهما 
~~~~~~~~~
في مكان آخر عند سلطان خصيصاً الذي كان غارقاً في افكاره و هو يتذكر ذلك اليوم عندما مرضت عفراء

Flashback

مشت عدة خطوات حتى اصبحت امامه و قالت بصوت حزين 
"لماذا؟؟ لماذا تركني الجميع؟؟ ماذا فعلت حتى استحق هذا؟"
ثم ضربته على صدره بقبضتيها 
"لماذا؟ لماذا لا احد يهتم لامري؟ لماذا يا سلطان؟ لماذا؟" 
قالت اخر كلمة و هي تصرخ وسط دموعها 

كان يعلم انها تهذي بسبب الحمى و لكنه لم يحتمل اكثر فقام بعناقها و قال بصوت هاديء
"انا اهتم، اقسم لك اني اهتم، لذلك اهدئي"

سحبت نفسها منه بقوة و نظرت له في هدوء غريب ثم همست بتعب
"انا لا اصدقك فانت تكذب كما فعل الجميع" 
ما لبثت ان انهت جملتها حتى ترنح جسدها وفقدت الوعي فامسكها سلطان مجدداً قبل ان تقع على الارض

لم يستطع حملها بسبب ساقه ولكن بمساعدة الخدم استطاع فاخذها الى غرفتها ووضعها على الفراش و بقي عندها حتى اتى الطبيب الذي قام بفحصها و قال لهم انه مجرد ارهاق و انها تحتاج الى الراحة التامة حتى تنخفض الحرارة 

وضع لها الطبيب مغذياً في الوريد ثم غادر بعدما نامت و بقي سلطان معها حتى يهتم بها ويغير لها الكمادات 

كان الوقت قرابة العصر عندما اتت ماريا مع خادمة اخرى وهي تحمل صينية طعام 

"يجب ان تستفيق حتى تأكل شيئاً، فهي لم تأكل شيئاً منذ البارحة" 
قالت ماريا بقلق

نظر سلطان الى الخادمة 
"ضعي الصينية هنا ، انا سأقوم باطعامها" 
اشار لها عند السرير

"سيد سلطان ، انت ايضاً تحتاج الى الرعاية و الراحة ، دع جوسلين تقوم بذلك" 
قالت ماريا معترضة 

"ارجوكِ يا ماريا، عفراء زوجتي و انا سأقوم بالعناية بها" 
قال سلطان برجاء 

"حسناً كما تشاء و لكن اذا احتجت الى اي شيء فقط نادي علي" 
ثم اشارت الى جوسلين ان تضع الصينية على السرير و غادرتا بعدها

حمل سلطان صحن الشوربة ووضعه على الكوميدينو بجانبه ثم جلس على طرف الفراش و ايقظ عفراء
"عفراء ، عفراء، استيقظي، عليكِ ان تأكلي شيئاً" 

فتحت عينيها ببطء و قالت بتعب
"لا شهية لي" 

ابتسم و ساعدها لتجلس
"هذا ليس وقتاً للدلع، هيا هيا حتى تتحسن صحتك" 

اطاعته لانها لم تكن في وعيها 

ابتسم لها ثم اخذ صحن الشوربة و بدأ باطعامها ملعقة بعد ملعقة حتى وصلت الى الملعقة الخامسة فمدت يدها 
"ذلك يكفي لا استطيع تناول المزيد" 

وضع الصحن مجدداً فوق الكوميدينو ثم نظر لها و هي تستلقي مجدداً في الفراش حتى اغلقت عينيها 

ظل يتأملها لمدة لا يعرفها ثم نهض عندما رن هاتفه و مشى حتى الكرسي الذي كان امام السرير و جلس فيه ثم اجاب على هاتفه 

كانت المكالمة بخصوص شيء يخص العمل فاطال فيه و عينه و فكره كان عند عفراء الى ان لحظ انها كانت ترتجف فانهى المكالمة و ذهب اليها و سمعها تهمس بصوت مرتجف 
"اني اشعر بالبرد" 

ذهب الى الدولاب و اخرج غطاء صوفيا ثم عاد اليها و غطاها به فوق الغطاء الذي كان عليها 
"هل هكذا افضل؟"
سأل بحنان و عاطفة 

هزت رأسها و عينيها مغمضتين
"لا، لازلت اشعر بالبرد" 

نظر لها ثم عض على فكه و هو يفكر بشيء بالتأكيد لن يعجبها و لكن عليه ان يفعل على اي حال 

اقترب منها في الجهة الاخرى من الفراش و رفع الغطاء و استلقى بجانبها ثم وضع يده اليسار تحت عنقها و لمست اصابعه اعلى كتفها اليسار 

لم تمر عدة ثواني حتى غيرت عفراء وضعية نومها ووضعت رأسها اعلى كتفه عند عنقه و التصقت به و هي ما تزال ترتجف ثم شعر بانقباض في صدره عندما سمعها تقول
"لا تتركني" 

"لن افعل"
همس ثم شد عناقه عليها و مسح على كتفها و ظهرها حتى تشعر بالدفء 

استمع لها و هي تهذي ببعض العبارات الغير المفهومة و لكنه استطاع ان يسمعها و هي تنادي على امها و ابيها
شعر بالحزن عليها فظل يمسح و يطبطب على ظهرها حتى توقفت عن الارتجاف و الهذيان بعد عدة دقائق و علم انها عادت الى النوم فنظر اليها و ظل يتأملها حتى شعر هو الآخر بالنعاس و نام معها

استيقظ بعد ساعة ووجدها في نفس وضعيتها فنظر اليها لعدة ثواني ثم سحب ذراعه اليسار من تحتها و جلس ثم نهض من الفراش و غادر الغرفة

عاد بعد عدة ساعات و هو يحمل جهاز حاسوبه و بعض الملفات ثم جلس على الكرسي و نظر اليها و هي نائمة بعمق ثم فتح جهاز حاسوبه و اكمل اعماله العالقة 

End of flashback 

قطع عليه حبل افكاره دخول اخته حصة بطريقة مفاجئة الى مكتبه 
"حصة!! ماذا تفعلين هنا؟؟!"
نهض وهو ينظر لها و هو متفاجيء

"لم تأتي لزيارتنا منذ مدة فأتيت لرؤيتك"
ثم اقتربت منه و عانقته ثم ابتعدت قليلاً ووضعت يدها بحنان على وجنته
"كيف حالك يا سلطان!! لا تبدو بخير" 
قالت بقلق

ابعد يدها عن وجتنه بلطف ثم جلس على كرسيه 
"انا بخير فقط منشغل بالعمل" 

استندت على طرف الطاولة امامه ثم نظرت له بقلق
"لا يمكنكَ خداع اي شخص بهذا الوجه"

نظر لها في صمت فاردفت 
"هل مازالت مصرةً على الطلاق؟" 

اخذ نفساً ثم هز رأسه 
"نعم" 

"اسمع يا سلطان ،انا لن اخبرك ان ما قمت به منذ البداية كان خاطئا ً لاني اعلم جيداً انك تعلم ذلك و لكني سأخبرك ان عفراء تكن لك المشاعر حتى لو هي ذاتها لا تعلم بذلك بعد لذلك اذهب لها و اخبرها عن حقيقة مشاعرك" 

"كيف اخبرها و هي حتى لا تريد سماع اسمي ، كانت تعيد كل الهدايا و الورد الذي كنت ارسله لها طوال الاسابيع الماضية"
قال بنبرةٍ حزينة

"انها تتغلا يا سلطان و تريد ان تعرف الى متى ستصبر على صدها لك" 
ثم غمزت له
"نحن نساء و نفهم بعضنا لذلك جرب ماذا ستخسر؟!" 

"لا اعلم يا حصة لا اعلم" 
قال بحيرة

"سلطان عليك ان تفهم شيئاً"
قالت بجدية فجأة ثم اردفت 
"اذا لم ترفع قضية طلاق في المحكمة حتى الآن فهذا يعني انها في داخلها لا ترغب بالطلاق"

ابتسم لها بتعب 
"آمل ذلك حقاً، جل ما اريده يا حصة هو ان تسامحني حتى اذا رفضت العودة الي ، فقط اريدها ان تسامحني" 

ابتسمت له 
"ستفعل فقط امهلها بعض الوقت" 
~~~~~~~~~

مرت عدة ايام و علمت حصة ان سلطان لم يفعل ما طلبت منه فقررت ان تمسك هي بزمام الامور فذهبت لزيارة عفراء في مقر عملها لتجدها غارقة في اعمالها كما يفعل سلطان بالضبط 
ابتسمت في داخلها 
'اصبحا يشبها بعضهما' 

حمحمت فرفعت عفراء عينيها عن الاوراق امامها و نظرت لحصة و هي متفاجئة 
"اوه حصة" 
نهضت و مشت اليها ثم عانقتها بحرارة 

بادلتها حصة العناق ثم جلست و سألتها
"كيف حالكِ يا عفراء؟" 

ابتسمت عفراء و هي تجلس امامها
"بخير" 

نظرت لها حصة بنظرات حادة 
"حقا؟؟! لماذا لا اصدقكِ" 

نظرت لها عفراء و ابتسمت حتى تخفي مشاعرها 
"لماذا لا تصدقيني؟!"

"لان حالكِ مثل حالُ اخي" 
قالت بحزن

"هل ارسلك سلطان؟"

"لا، لقد اتيت من نفسي"
صمتت قليلاً ثم قالت
"عفراء، لقد اخبرتني امي بكل شيء وكنت غاضبة جداً بسبب ما فعله سلطان بكِ و لا ألومكِ على ما تقومين به، لكِ كل الحق ولكن في نفس الوقت لا استطيع ان ابقى مكتوفة اليدين و انا ارى حالكما هكذا" 

نظرت لها عفراء و قالت بنبرة خالية من المشاعر 
"انا بخير لا تقلقي علي" 
ثم نهضت لتعود الى مكتبها و لكنها توقفت عندما قالت حصة و هي تنهض
"عفراء ان سلطان يحبك كما لم يحب احداً من قبل وهو___"

"سلطان لا يحب غير نفسه"
قاطعتها بحدة و ألم و هي تستدير 

تنهدت حصة ثم قالت 
"والله لو تري حاله الآن لما قلتي ذلك" 
صمتت قليلاً ثم قالت برجاء
"عفراء اعطيه فرصة حتى يكفر عن ذنبه،، في الحقيقة كلاكما يحتاج الى فرصة، انسي كل شي وافتحا صفحة جديدة في حياتكما من غير تدخل احد او ضغط من احد" 

"لا استطيع يا حصة لا استطيع،، لا استطيع ان انسى ما فعله بي"

"بلى تستطيعين، واذا لم تستطيعي كما تقولين فقولي له ذلك، قولي له 'سلطان انا لا استطيع مسامحتك' و لكن لا تتركا حياتكما معلقةً هكذا" 
ثم اردفت عندما بقيت عفراء صامتة
"انا اسفة يا عفراء اذا ضايقتكِ بكلامي و لكني اردت المساعدة حتى اذا لم تطلبا مني ذلك" 

"بالعكس تماماً لم تضايقيني، استطيع ان ارى اهتمامك و حبك لسلطان" 

"سأستقيل من هذه المهمة و سأعطيه لكِ" 
قالت ممازحة 

ابتسمت عفراء من ركن فمها 

"علي ان اذهب ولكن فكري فيما قلته لك" 

اكتفت عفراء بهز رأسها ثم ودعت حصة و عادت الى عملها 
~~~~~~~~~~~~~~~
مرت عدة ايام و عفراء تفكر بكلام حصة فقررت اخيراً ان تتواجه مع سلطان و تخبره انها تريد الطلاق لانها لن تستطيع العيش معه بسبب ما فعله بها 

غادرت المنزل في الصباح و ذهبت الى مقر عمل سلطان و هي تعيد الكلام الذي ستقوله في رأسها عدة مرات 

وصلت الى الفندق و سألت عنه و قالوا لها انه وصل قبل قليل و هو في مكتبه 
وصلت الى المصعد و تذكرت بشكل لا ارادي لقاءها الاول به ، في الحقيقة كل شيء في هذا المكان يذكرها به 
وصلت الى الطابق ال20 ثم مشت في الممر ذات السجادة الوثيرة، 
كانت نبضات قلبها تزيد مع كل خطوة و هي تقترب من مكتبه 

اغلقت عينيها ثم اخذت نفساً و طرقت الباب و لكنه لم يجيب فطرقت مجدداً و ايضاً لا اجابة ففتحت الباب ببطء ثم دخلت و بحثت عينيها عنه و لم يكن له اي اثر و اعتقدت انه ربما كان في الحمام لان جهاز حاسوبه كان مفتوحاً و هواتفه فوق الطاولة. 

اقتربت اكثر من مكتبه لتصعق و هي تراه ممدداً على الارض اسفل طاولته فهرعت اليه و هي تصيح باسمه ثم نزلت اليه و حاولت ايقاظه و لكنه لم يستجب لها فاخرجت هاتفها و اتصلت على الاسعاف الذين اتوا في وقت قياسي و اخذوه الى المشفى 
^^^^^^^^^^^^^^

ما هي توقعاتكم ؟؟ ماذا سيحدث لسلطان؟؟ 


التالي











تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-