الأحدث

البريئة و الوحش _29

وصف الرواية :
تأليف : Emy   في حوالي الساعة الخامسة سمع مراد و عفراء صوت جرس الباب فقال مراد من غرفته  "انها خدمة الغرف ، افتحي لهم ، اتوا لأخذ ... [أكمل القرأة]
عرض فصول الرواية : البريئة و الوحش
تأليف : Emy
 

في حوالي الساعة الخامسة سمع مراد و عفراء صوت جرس الباب فقال مراد من غرفته 
"انها خدمة الغرف ، افتحي لهم ، اتوا لأخذ الحقائب"

نهضت عفراء و توجهت الى الباب و شعرت بالصدمة عندما فتحته و التقت عينيها بعينين تشبهها في اللون 
"الى اين انتي ذاهبة يا عفراء؟" 

لم تستغرب انه عرف مكانها ، شخص مثله لابد ان له نفوذ في كل مكان 

نظرت له في غضب 
"لا دخل لك اين اذهب و ماذا افعل بحياتي" 

كاد جدها ان يتكلم و لكنه سكت عندما ظهر مراد من احدى الغرفة و هو يقول 
"عفراء ماذا تفعلين ع___" 
ثم صمت وهو ينظر الى الرجل الواقف امامه و معه رجلان اخران يرتديان بدلة سوداء 

ابتسم جدها من ركن فمه
"مرحباً يا مراد، الى اين كنت ستأخذ حفيدتي؟؟!"

نقلت عفراء نظرها بين الاثنين و هي تشعر بالضياع 

"اظن اني اخبرتك يا مراد ان تبتعد عن حفيدتي" 
قال جدها بوعيد و نبرة صارمة

"واخبرتكَ اني لن افعل" 
قال و هو يقف بكل ثقة امامه 

"ماذا يحدث هنا؟" 
سألت عفراء و فكرها مشوش 

كاد مراد ان يتكلم و لكن جدها سبقه 
"مراد الذي تثقين به يعمل لدي" 

عقدت حاجبيها و نظرت الى مراد 
"مراد ماذا يقول هذا الرجل؟؟" 

نظر لها مراد و هو لا يعلم ماذا يقول فاقتربت منه و دفعته من كتفه بعنف عندما بقي صامتاً
"قل ان ما يقوله غير صحيح" 
ثم صرخت 
"تكلم" 

"عفراء، دعيني اشرح لك" 

اقتربت منه اكثر و صفعته على وجنته بقوة حتى طبعت يدها على وجهه 
ثم صرخت بألم
"ماذا ستشرح ها!! ماذا ستشرح؟؟ هل ستشرح لي كيف خذلتني كما خذلني الجميع؟"
لم تستطع كتم دموعها اكثر
"لقد وثقت بك كيف سمحت لنفسك ان تخذلني هكذا يا مراد" 
ثم صرخت بصوت اعلى
"كييييف؟؟؟" 

"عفراء ارجوكِ اسمعيني،، لقد كنت اعمل لديه عندما كنتي في امريكا، قام بتوظيفي حتى اعتني بكِ و بعهود، ولكن لم اعد كذلك الآن"
قال بتوتر و رجاء
"و اقسم لكِ ان نيتي لم تكن سيئة و فعلت كل ذلك لاني احبك" 
لم يستطع كتم ذلك في صدره اكثر

اراد الاقتراب منها و لكن الرجلين بالبدلة السوداء لم يسمحا له

ابتسمت بسخرية و قالت بهدوء غريب
"نعم هذا هو العذر، الحب!!! مروان ترك عهود تموت لانه يحبها، سلطان عذبني و اهانني لانه يحبني، جدي تخلى عنا لانه يحبنا، و الآن انت؟ تبرر كذبك علي بقول انك تحبني"

ثم عادت الى الغرفة الاخرى و حملت سيف الذي كان نائماً ووضعته في عربة الاطفال و اخذت حقيبتها ثم خرجت من الجناح و مراد ينادي عليها و لكنها لم تلتفت له 

"ستعيشين عندي في المنزل منذ الآن و صاعداً"
قال جدها عندما تجاوزته و هي خارجة

لم تعد لديها قوة للمقاومة فقالت بضعف و تعب
"لم يعد يمهني" 

^^^^^^^^^^^^^^^^^

طوال طريق العودة كانت صامتة فقط تبكي في صمت ، من يمكنه تحمل كل هذا؟ لو شخص اخر لقتل نفسه منذ زمن 

وصلا الى منزل جده فترجلت من السيارة 

"ماريا خذيها الى غرفتها" 
قال جدها حالما اصبحوا في الداخل 

"من هنا سيدتي"
اشارت لها ماريا 

نظرت عفراء الى حيث اشارت ثم مشت خلفها 

"انا ماريا مدبرة المنزل ، يمكنكِ مناداتي اذا احتجتي لاي شيء" 
قالت ماريا و هي تبتسم لها بحنان 

نظرت لها عفراء بوجه خالٍ من التعبير و هي تمشي معها في هذا القصر الكبير 

"كنت سعيدةً جداً عندما اخبرنا السيد الكبير انكِ ستعيشين هنا و امرنا بتجهيز الجناح الغربي لكِ و لهذا الطفل الجميل" 

"ماذا تعنين؟"
توقفت و نظرت الى ماريا بغرابة 

"ماذا سيدتي!!"
نظرت لها ماريا بضياع

"ماذا تعنين انه اخبركم اني ساعيش هنا؟ متى قال لكم هذا؟" 

شعرت ماريا بالارتباك 
"اليوم اخبرنا، في الحقيقة الجناح الغربي كان جناح امك - ليرقد روحها في سلام- لذلك جهزناه في وقت قصير، كنا فقط نحتاج ان نشتري مستلزمات للطفل" 
ثم ابتسمت بدفء
"متأكدة انه سيعجبكِ" 

اذاً جدها كان واثقاً انها ستأتي للعيش عنده، لقد خطط لكل شيء و ذلك جعلها غاضبةً منه اكثر 

اكملا المسير الى جناحها و ماريا تثرثر بكلام كثير لم تسمع اياً منه لان فكرها كله كان فيما قالته ، انها ستعيش في جناح امها

لم تستطع منع دهشتها حالما رأت الغرفة التي كانت تعيش فيها امها، كانت كجناح الاميرات و مقسمة الى قسمين،، غرفة نوم و صالة جلوس 

"السيد الكبير ابقى على الغرفة كما هي عندما تزوجت امك، اذا فتحتي الدولاب ستجدين كل اشياءها مازالت في مكانها" 
قالت ماريا بحزن 

شعرت عفراء بالصدمة 
"لماذ احتفظ باشياءها؟؟" 

"سيدتي الصغيرة،، ان امك كانت فتاة والدها المدللة و لم يكن يرفض لها طلباً و غضب كثيراً عندما اصرت على الزواج من والدك و من كثر حبه لها وافق و لكن شرط عليها ان لا تعود و اعتقد انها ستعدل عن قرارها و لكنها لم تفعل، اعتقد انها كانت تحبه مثلما يحبها، لذلك بقي حزيناً لسنوات،، ارجوكِ لا تقسي عليه، انتي لا تعلمي ما مر به و بالاخص عندما توفيت جدتك- ليرقد روحها في سلام-"

حاولت عفراء استيعاب ما سمعته قبل قليل، كان من الصعب عليها جداً ان تصدق ما تقوله ماريا و لكن هي تذكر جيداً عندما اعطتها امها عنوان و رقم جدها قبل ان تسافر حتى تذهب اليه اذا احتاجت لاي شيء او اذا حدث لهم شي و هي بالطبع لم تفعل لعدة اسباب و اولها بالطبع لانه لم يقبل والدها في عائلته و لانه طرد امها من حياته
"منذ متى و انتي تعملين هنا؟" 

ابتسمت ماريا 
"منذ 35 عاماً او ربما اكثر،، لا اذكر حقاً فكما ترين اني امرأة عجوز وصلت الى عمر ال60 و ذاكرتي تخونني احياناً" 

ابتسمت لها عفراء 

"لابد انكِ متعبة،، استريحي الآن و سأرسل عشائك مع الخادمة"
ثم اخبرتها على اي ارقام تتصل اذا احتاجت الى شيء 

وضعت سيف على فراشه الجديد ثم نزعت عباءتها و ذهبت الى غرفة الملابس و فتحت الدواليب بتردد ثم اغلقت عينيها من الرائحة الزكية التي خرجت منها 

اجهشت بالبكاء حالما لمست احدى ملابس امها ثم جلست على الارض و هي تحضن بعض الملابس 
"اين انتي يا امي!! عودي ، عودي و انظري الى حالي،، انا وحيدة من غيركم ، كلهم حولي و لكني وحيدة، لماذا لم امت معكم لماذا؟لماذا؟"
ثم قذفت الملابس بعيداً و عانقت الارض و هي تبكي بحرقة 
"لقد تعبت يا امي و الله تعبت، اريد ان ارتاح ، اريد ان ارتاح" 
ظلت تردد اخر جملة حتى نامت في مكانها من غير ان تشعر 

اتت الخادمة بعد برهة و هي تحمل صينية الطعام 
"سيدتي، سيدتي" 
ظلت تنادي عليها و لكن لا احد يرد عليها فتوقعت انها في الحمام فذهبت لتفقدها ثم توقفت و هي تشعر بالصدمة عندما رأت عفراء مستلقية على الارض و الملابس منثورة من حولها و اعتقدت انها فقدت الوعي فركضت عندها و هزتها بخفة 
"يا الهي ، سيدتي، سيدتي هل انتي بخير؟" 

فتحت عفراء عينيها و جلست فشعرت الخادمة بالراحة 
"سيدتي هل انتي بخير؟ هل استدعي الطبيب؟" 
قالت بتوتر بعدما رأت حال وجهها من كثر البكاء  

"انا بخير لا داعي للطبيب"
قالت بتعب 
"لقد غفيت هنا من غير ان اشعر" 

كانت الخادمة تعلم بقصة والدة عفراء فشعرت بالحزن على عفراء التي كانت ردة فعلها طبيعية لذلك لم تقل شيئاً

قالت الخادمة بعدما نهضتا 
"لقد جلبت لكِ طعام العشاء، من فضلكِ تناوليه، تبدين ضعيفة جداً"  

رغم ان عفراء لا شهية لها للطعام و لكنها قالت حسناً فقط حتى لا تكسر هذه الخادمة او توترها اكثر مما هي متوترة 

حاولت تناول شيء بينما كانت الخادمة تعيد ترتيب الملابس التي قذفتها عفراء 

استبدلت عفراء ملابسها بعدما غادرت الخادمة ثم صعدت الى الفراش وحاولت النوم و لم تستطع و بقيت مستيقظة حتى ساعات الفجر الاولى ثم نامت 

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
استيقظ سلطان في صباح اليوم التالي و هو مازال يشعر بقليل من الصداع رغم انه نام منذ البارحة عصراً حتى صباح اليوم التالي 

كان الوقت في السادسة صباحاً فنهض من الفراش و ذهب الى الحمام ليغتسل حتى يصلي صلاة الفجر و يقضي الصلوات التي فاتته البارحة 

حالما انتهى من صلاته اخذ هاتفه الاخر و تفقد الرسائل ووجد رسالةً من جده يخبره ان عفراء ستعيش عنده من الآن فصاعداً و هو مرحب به اذا كان يرغب هو ايضاً بالعيش معهم 

شعر بالراحة بعدما علم اين هي و لكن كان يشعر ايضاً بالغرابة ، كيف اقنع عفراء ان تعيش عنده و هل هو بشكل مؤقت ام دائم!!

استبدل ملابسه ثم غادر الشقة و ذهب الى منزل جده 

كان جده يتناول طعام الافطار وحده في تلك القاعة الكبيرة و الفخمة

"تفضل يا سلطان و شاركني الطعام"
قال جده حالما رآه

"لا شهية لي"
قال سلطان بوجه خالٍ من المشاعر فهو لم يأتي في زيارة ودية بل آتى من اجل عفراء فقط

نظر له جده لعدة ثواني
"هل فكرت بما قلته لك؟" 

تجاهل سلطان سؤاله
"ماذا تفعل عفراء هنا؟ كيف اقنعتها ان تعيش معك؟"

ارتشف جده قليلاً من الشاي ثم قال
"ليس لها مكان آخر تذهب اليه" 

كان سلطان ما يزال واقفاً 
"ماذا تعني؟" 

"كانت ستسافر خارج البلد ولكني اوقفتها"

عقد سلطان حاجبيه 
"الى اين كانت ستذهب؟" 

"الى اذربيجان" 

تشتت ذهن سلطان قليلاً 
"اذربيجان!!!! من لديها هناك؟؟!"
ثم قال بغضب عندما ادرك الامر 
"مرااااد" 

"لا تقلق لقد حللت الامر، لن تلجأ له مجدداً" 

نظر سلطان اليه بنظرات حادة
"ماذا تعني؟"

تنهد ثم قال بصوت متوازن
"سلطان، عندما ذهبت عفراء مع عهود الى امريكا طلبت المساعدة من مراد، فذهبت انا ايضاً لأتفقد احوالهما بعدما علمت بذهابهما. و هناك رأيت مراد و علمت ان عفراء تثق به فطلبت منه ان يعتني بهما ، كما لو قلت حارس شخصي او وصيهما و لكنه __"

"لحظة لحظة لحظة، انت فعلت ماذا؟؟؟ لم افهم" 
قاطعه سلطان بحدة و غضب

"كانت هذه الطريقة الوحيدة التي استطعت فيها ان اعتني بهما بغير علمهما و لكني ادركت خطئي" 

"كان بامكانك اعلامي بمكانها لما احتجت للجوء الى شخص آخر بالاخص ليس مراد" 
شعر بالمرارة ان مراد كان معها طوال مكوثها في امريكا وكان يعلم كل ما كانت تمر به و بالطبع كان يعلم بحقيقة سيف

"نعم ادركت هذا الآن، كان خطئي فمراد لم يرغب بتركها و كان سيأخذها معه الى اذربيجان"

شعر بانقباض في صدره ، لا يستطيع تخيل حياته من غير عفراء و بالاخص لا يستطيع تخيلها مع مراد،، كم يود الآن ان يذهب اليه و يلقنه درساً حتى لا يقترب مجدداً من امرأة متزوجة ولكن في نفس الوقت لا يستطيع ان يلوم عفراء فهو و جده دفعاها لتبحث عن الامان في مكان آخر لذلك لا يوجد شخص اخر يلومه غير نفسه و عليه الآن اصلاح الامر 

كل ما يملكه الآن هو امل صغير انها ستسمح له ان يصلح ما دمره 
"ماذا قلت لها حتى قبلت الذهاب معك؟" 

"اخبرتها حقيقة مراد فغضبت منه و اتت معي"

كاد ان يقول شيئاً و لكنه تنهد و قال عوضاً عن ذلك 
"لم يعد يصدمني اي شي قمت به" 
قرر تجاهل كل ما سمعه فذلك لم يعد مهماً الآن ثم سأل 
"اين هي؟" 

"انها نائمة" 

"الى الآن!! لقد تجاوزت الساعة 10 هي لا تنام بالعادة الى هذه الساعة"
قال وهو يشعر بالغرابة 
"اريد رؤيتها"

نظر له جده لعدة ثواني ثم استدعى ماريا و طلب منها ان تأخذه الى غرفة عفراء

تبع سلطان ماريا الى غرفة عفراء وكانا صامتين لبرهة حتى قالت ماريا بتردد عندما وصلا امام باب جناحها

"سيد سلطان، ارغب باخبارك شيئاً قبل ان ترى السيدة الصغيرة" 

توقف سلطان 
"ماذا؟ هل حدث لها شيء بالامس؟؟"
قلبه كان يخبره انها لم تكن بخير 

"لا اعرف ماذا اقول بالضبط" 
قالت بتوتر

"ماريا"
تكلم ببطء و خوف
"هل زوجتي بخير؟" 

هزت رأسها 
"نعم، انها بخير لا تقلق و لكن البارحة" 
ثم صمتت فقال سلطان بنفاذ صبر 
"ماريا بحق السماء تكلمي" 

قالت له ماريا ما حدث البارحة عندما وجدتها الخادمة في تلك الحالة

تحولت يده الى قبضة و هو يستمع الى كلام ماريا و شعر بالغضب فاخذ نفساً ليهديء من نفسه وفكر ان عليه ان يرى عفراء اولاً ثم سيتحدث الى ذلك الرجل الذي يقال انه جده

دخل الى الغرفة التي كانت شبه مظلمة ثم سار بخطوات مترددة حتى وصل الى فراشها و رآها نائمة و لحظ شحوب وجهها 

شتم نفسه مئة مرة و شتم جده الف مرة لانهما السبب فيما تعاني منه، انه حقاً لا يعلم كيف يمكنه اصلاح ما تدمر 

كان لديه رغبة قوية حتى يلمسها و يحتضنها فانحنى ومد يده بتردد ولكنه تراجع و اعتدل في وقفته و انّب نفسه باي حق يلمسها

"انا اسف يا عفراء، جداً اسف و اتمنى ان تستطيعي مسامحتي في يوم" 
همس بحزن و ألم ثم غادر الغرفة و ذهب الى جده الذي كان يجلس في الصالون و يرتشف القهوة 

"هل احضرتها الى هنا حتى تعذبها؟؟؟!"
قال بغضب و قهر 

نظر له جده بعدم فهم 
"ماذا تعني؟" 

"لماذا وضعتها في غرفة امها،، أليس في قلبك رحمة؟؟ لماذا تريد ان تقهرها اكثر؟؟ هل تريد كسرها حتى تخضع لك كما فعلت معي؟؟؟!" 

نظر له جده بغرابة اراد ان يخبره ان ذلك لم يكن مقصده وانه اعتقد انها ستشعر بالانتماء اكثر في تلك الغرفة و لكنه ظل صامتاً لان سلطان وهو في هذه الحالة لن يصدق اي شيء سيقوله 
"سلطان اهدأ" 

"لا اريد ان اهدأ"
صرخ بغضب

"ماذا تريد اذاً؟؟!"
صرخ هو الآخر

"اريدها ان تعود معي، الا تعي ان بقاءها هنا اكثر سيدمرها" 

"عفراء لن تذهب الى اي مكان و ستبقى هنا" 

"بل ستعود معي"
صرخ بأعلى صوته لعله لم يسمع جيداً 

"ذلك يكفي، لا تتدعيا انكما تهتمان لامري" 
جاء صوت ضعيف من خلفهم فاستدارا لرؤيتها 

كانت تستند الى احدى الاعمدة و هي بالكاد تستطيع الوقوف، كان واضحاً عليها التعب 

اقترب منها سلطان و قال بقلق و خوف
"عفراء انتي لستي بخير، عليكِ ان ترتاحي" 

"اخبرتك ان لا تدعي ان امري يهمك" 
قالت بتعب و بالكاد خرج صوتها ثم اقتربت منهم وكادت ان تقع على الارض و لكن سلطان امسكها في اللحظة الاخيرة و انتبه ان جسدها كان ساخناً جداً فوضع يده على جبينها و قال بقلق و خوف
"عفراء انتي مريضة جداً حرارتك مرتفعة، دعيني اعيدكِ الى الفراش" 

سحبت نفسها منه و قالت بقرف
"لا تلمسني يا سلطان" 

ابعد سلطان يده و نظر اليها بحزن 
"عفراء ارجوك عودي الى الفراش، و عندما تتحسن حالتكِ سنتحدث" 

استجمعت قوتها و صرخت
"انت لا تفهم، قلت لك لا تدعي ان امري يهمك فكل ما يهمك هو الورث، انا كنت مجرد وسيلة" 
حاولت تمالك نفسها حتى لا تضعف و تبكي امامهم

هز رأسه 
"ذلك غير صحيح" 

"بل صحيح، لذلك لا تدعي عكس ذلك" 
قالت وسط دموعها 
"الجميع تركني و خذلني، لا احد يهتم لأمري لذلك لا تقول عكس ذلك" 

مشت عدة خطوات حتى اصبحت امامه و قالت بصوت حزين 
"لماذا؟؟ لماذا تركني الجميع؟؟ ماذا فعلت حتى استحق هذا؟"
ثم ضربته على صدره بقبضتيها 
"لماذا؟ لماذا لا احد يهتم لامري؟ لماذا؟ لماذا؟" 
قالت اخر كلمة و هي تصرخ وسط دموعها 

كان يعلم انها تهذي بسبب الحمى و لكنه لم يحتمل اكثر فقام بعناقها و قال بصوت هاديء
"انا اهتم، اقسم لك اني اهتم، لذلك اهدئي"

سحبت نفسها منه بقوة و نظرت له في هدوء غريب ثم همست بتعب
"انا لا اصدقك فانت تكذب كما فعل الجميع" 
ما لبثت ان انهت جملتها حتى ترنح جسدها وفقدت الوعي فامسكها سلطان مجدداً قبل ان تقع على الارض

"ماريا استدعي الطبيب حالاً"
صرخ جدها فجأة 

^^^^^^^^^^^^^^^
استفاقت بعد مدة لا تعلمها حتى نظرت الى الساعة المعلقة على الجدار التي كانت تشير الى الساعة الخامسة فلم تعلم هل هي الخامسة فجراً او الخامسة عصراً فالستائر كانت مغلقة باحكام و الغرفة مظلمة فقط من ضوء الاباجورة بجانبها 
ثم انتبهت الى المصل في يدها و حركت رأسها لتنظر حولها فشدها شي.
كان يبدو كأن هناك شخص نائم فوق الكرسي و قدماه مرفوعتان على مسند القدم 

لم تتبين ملامحه في باديء الامر و لكن بعدما حاولت التدقيق اكتشفت انه لم يكن غير سلطان 

اغلقت عينيها حتى تحاول تذكر ما حدث البارحة و لم ترى غير مقتطفات و احداها و هي بين يديه و هو يحتضنها 

اخذت نفساً ثم حاولت النهوض لتذهب الى الحمام و اخذت معها المصل.

هالها ما رأت عندما نظرت الى انعكاسها في المرآة، كان وجهها يبدو شاحباً جداً و هالات سوداء تحيط عينيها العسليات و بالتأكيد لمحة حزن يحيط وجهها الملائكي. 

تنهدت و غسلت وجهها بالماء ثم جففته و خرجت لتعود الى الفراش

"عفراء!!!" 
كان صوته اقرب للهمس 

نظرت له و قالت بنبرة خالية من المشاعر 
"ماذا تفعل هنا؟" 

نهض من الكرسي و استند الى عكازه و اقترب منها 
"ألا تذكرين ما حدث البارحة؟" 
قال بهدوء و حنان

جلست على طرف الفراش 
"لا اذكر" 

"كانت حرارتك مرتفعة و فقدتي الوعي من اثرها"
ثم اقترب اكثر و لمس جبينها بيده 
"حمدلله لقد انخفضت الحرارة" 
نظر لها بحنان ثم ابتسم 
"لابد انكِ جائعة، سأطلب من ماريا ان تحضر لكِ الطعام" 
ثم استدار 

"سلطان لماذا انت هنا؟" 
سألت بشكل مفاجيء و هي تشعر بالحيرة 

بلع ريقه ثم سأل
"ماذا تعنين؟" 

"اظن ان سؤالي كان واضحاً، لماذا انت هنا؟" 
قالت بنبرة خالية من المشاعر

"لاني قلق عليكِ" 

"آه حقاً" 
قالت بسخرية 

"اعلم انكِ لا تصدقيني و لكن هذه هي الحقيقة" 

"سلطان، انا اعلم ان امري لا يهمك لذلك توقف عن ادعاء عكس ذلك" 
قالت بنفس النبرة 

"عفراء، لماذا لا تصدقيني، انا بالفعل اهتم لامرك و امر سيف" 

"كاذب"
صرخت بشكل مفاجيء
"انت لا تهتم الى بنفسك لذلك لا تكذب علي و لا على نفسك" 

لم يرغب بمجادلتها فهي مازالت تشعر بالتعب فاخذ نفساً ثم قال بهدوء
"عفراء ارتاحي الآن و تناولي شيئاً حتى تستعيدي صحتك بالكامل ثم سنتحدث" 
ثم استدار حتى يغادر و لكنه توقف عندما قالت فجأة 
"طلقني" 

استدار و نظر اليها عندما قالت مجدداً 
"طلقني يا سلطان، انت قلت انك سوف تطلقني بعد ان اعلم كل شيء، لماذا لم تفعل بعد؟؟" 

كم يود ان يقول لها انه لن يفعل لانه لا يريد ان يخسرها و لكن ذلك سيجعلها تغضب اكثر فقال عوضاً عن ذلك
"ارتاحي الآن و سنتحدث لحقاً" 
ثم غادر الغرفة 


توقعاتكم للاجزاء الاخيرة 
هل سيطلقها سلطان؟ 
ماذا سيحدث لعفراء بعد هذا اليوم ؟

ترقبوا الاحداث في الأجزاء القادمة


التالي










تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-