ظل سلطان ينظر الى عفراء طوال اليوم بنظرات لم تفهمها و لكنها تجاهلته و مارست يومها طبيعياً
استغل سلطان الفرصة عندما خرجت امه و كان الوقت بعد العصر
كانت عفراء في الصالون و هو في غرفته فنهض من كرسيه و فتح الباب ثم استدعاها
تأففت عفراءعندما نادى عليها
"اوف ماذا يريد هذا الآن؟؟ ألا يستطيع ان ينتظر حتى تعود جلالتها"
و لكنها نهضت و ذهبت اليه و سيف في حضنها
جلس خلف مكتبه الذي كان في الغرفة و جهاز حاسوبه مفتوح امامه
ثم طلب منها اغلاق الباب و الجلوس
فعلت ما طلب ثم جلست و نظرت له بغرابة
"ماذا لديك؟ لماذا انت هكذا اليوم!!"
"ستعلمين بعد قليل، املكي بعض الصبر"
ثم اكمل بهدوء بعدما فتح جهاز حاسوبه
"هل تذكرين عندما سألتك اذا كنتي تعرفين المذيع مروان ال........و انتي انكرتي معرفتكِ به؟"
هنا بدأ قلبها يدق كطبول الحرب وحاولت ان تبدو طبيعية و لكن كل جسدها كان يفضحها و ذلك جعله يشك بها اكثر
انها المرة الثانية التي كانت ردة فعلها هكذا بعدما ذكر اسم المذيع
"اخبرتك ذلك اليوم اني لا اعرفه لذلك اذا لم يكن هناك شيء آخر دعني اذهب"
ثم نهضت
"و ماذا عن هذا؟"
قال بعدما ادار جهاز الحاسوب حتى ترى
نظرت على الشاشة بصدمة ثم جلست مجدداً في الكرسي باستسلام
مازالت ردة فعلها تشعره بالغرابة
"هل ما زلتي تنكري معرفتكِ به؟"
نظرت له و الدموع تملأ عينيها و صرخت بألم حتى افزع ذلك سيف و بدأ بالبكاء
"لماذا تريد ان تعرف؟ ماذا ستستفيد اذا عرفت؟"
"اريد فقط ان افهم لماذا تكوني هكذا كلما ذكرت اسمه امامكِ؟ اذا لم يكن هو والد سيف الحقيقي فهناك شيء اخر يجعلك هكذا كلما ذكرت اسمه؟"
هزت سيف حتى تسكته ثم قالت بسخرية
"اظنك تستطيع ان تعرف السبب من الصورة التي اريتني اياها او ما رأيك ان تسأله دام اصبحتما صديقين! اسأله عن زميلته السابقة عهود ال........... اسأله اذا كان مازال يتذكرها و عندما يقول نعم قل له انها ماتت بسببه"
ثم نهضت و غادرت الغرفة بغضب و اخذت عباءتها و حقيبتها من دولاب في الصالون و خرجت من المنزل و سيف معها ، لا تعلم الى اين تذهب و لكن الى ابعد نقطعة من هنا
جعلته اجابة عفراء يعيش دوامة اخرى
"ماذا كانت تعني ان اختها ماتت بسببه!!"
ثم نظر مجدداً الى صورة عقد الزواج الذي امامه في الشاشة و حاول ان يضع النقاط على الحروف
"ما وصلني من المتحري الخاص الذي وكلته بالبحث وراء مروان ان مروان غير متزوج علناً" ثم نظر الى الشاشة "ولكن هناك عقد زواج رسمي بينه و بين عهود شقيقة عفراء مما يعني شيئاً واحداً ، انه تزوج بها بالسر و لكن ما علاقة مروان بموت شقيقتها؟؟!"
ان ذلك كله جعله يشعر بالصداع فاخذ نفساً ثم فتح درج مكتبه و اخرج دواءه و شربه قبل ان يزيد الصداع ثم استند على ظهر الكرسي و اغلق عينيه
في تلك اللحظة دخلت امه التي لا يعلم متى عادت و شعرت بالخوف عندما نظرت الى سلطان فركضت اليه
"هل انت بخير؟؟ هل يألمكِ شيء؟!"
ابعد رأسه عن الكرسي و نظر لها
"لا تقلقي انا بخير، اممم اعتقدت انكِ عدتي الى منزلك"
"ماذا؟ لم تعد ترغب بي هنا؟"
قالت و هي تمثل الحزن
رغم انه يعرف حركات والدته و لكن اراد مسايرتها
"لا لم اقل ذلك! يمكنكِ البقاء كما تشاءين"
ابتسمت
"اوه حقاً؟؟"
ابتسم لها برسمية
"نعم بالطبع"
*****************
لم تعرف عفراء اين عليها ان تذهب و تلك اللحظة رن هاتفها و كان المتصل مراد
كانه شعر بها
اجابت
"مرحباً مراد"
شعر مراد ان بها شيء من صوتها فسأل بقلق
"هل انتي بخير؟"
بدأت بالبكاء
"لا لست بخير يا مراد"
"عفراء ما بكِ؟" ثم قال عندما لم تجيب "اين انتي؟"
"لا اعلم"
"عفراء، تعالي الى الفندق الذي اقيم فيه، هناك مقهى في الطابق الارضي قابليني هناك" ثم اعطاها اسم الفندق
مسحت دموعها
"حسناً"
وصلت للفندق بعد برهة ثم ترجلت من السيارة ووضعت سيف في عربة الاطفال و ذهبت حيث طلب منها مراد
وجدته جالساً في احدى الزوايا حالما دخلت الى المقهى فنهض حالما رآها
"مابكِ؟ ماذا حدث؟"
طلب من النادل فنجانين من القهوة حالما جلسا ثم نظر لها بقلق
"الآن اهدئي و اخبريني ما حدث؟"
"انه سلطان؟"
"ما به سلطان؟"
"لقد علم بأمر عهود"
"اي أمر؟"
"زواجها السري بذلك الحقير مروان"
عقد حاجبيه
"لا اعلم اين المشكلة؟"
"انها مسألة وقت حتى يكتشف ان سيف هو ابن عهود، بالتاكيد سيخبر مروان انه والده و عندها قد يطالب مروان به"
ثم بدأت بالبكاء
"مراد انا لا استطيع العيش من غير سيف،، سأموت اذا اخذه احد مني"
نظر لها مراد بألم وحيرة ، انه حقاً لا يعلم ماذا عليه ان يفعل لمساعدتها هذه المرة
"لماذا انتي متأكدة ان سلطان سيخبره؟"
هزت رأسها بضياع
"لا اعلم لا اعلم"
مد لها منديلاً
"خذي امسحي دموعك"
رفعت رأسها و اخذت المنديل و مسحت دموعها ثم اخرجت سيف من العربة و وضعته في حضنها و هي تفكر ثم قالت فجأة
"ساغادر"
"ماذا تعنين؟"
"سأختفي و لن يجدني احد، ربما ساعود الى امريكا"
"عفراء ذلك ليس حلاً، الى متى ستظلين تهربين؟ سوف يأتي يوم و ستتعبين من الهرب ، حينها ماذا ستفعلين؟"
نظرت له ثم ومسحت وجهها براحة يدها و اخذت نفساً عميقاً
"ماذا علي ان افعل اذاً؟"
"عليك المواجهة و ليس الهرب"
"ماذا تعني؟"
"دعينا نفكر بعقلانية ، ما اسوء شيء ممكن ان يحدث اذا علم سلطان بالحقيقة منكِ و ليس من شخص آخر!!"
"اتعني ان علي اخباره الحقيقة"
"ذلك خيار او هناك خيار اخر"
نظرت باهتمام
"ماذا؟"
"ان تتطلقي منه وتتزوجي بي فيحمل سيف اسمي ثم نغادر معاً الى اذريبيجان"
تنهدت
"اخبرتك سابقاً عن رأيي في هذا الموضوع يا مراد"
صمتت قليلاً ثم قالت
"حسناً لنقل ان هذا حصل! كم تتوقع ستأخذ اجراءات الطلاق و الى جانب علي ان انتظر 3 اشهر حتى اتزوج بك و بالاضافة اذا علم مروان بوجود سيف و طالب به، لا توجد محكمة في العالم سترفض اعطاءه الطفل دام انهما يتطابقان في الحمض النووي"
لم ينظر للامر من هذا الجانب
"معك حق"
ثم نظر لها بجدية
"اذاً ماذا ستفعلين؟"
استرخت في الكرسي و قالت باستسلام
"لا شيء، لن افعل اي شيء و اذا علم سلطان بأمر سيف سأخبره ما فعل مروان بشقيقتي ، ربما حينها لن يخبره بالأمر و سيبقى سيف معي"
*********************
عادت الى الشقة في المساء ثم دخلت غرفة سلطان و حمدت الله انها وجدته نائماً فوضعت سيف في فراشه ثم ذهبت الى الحمام و استبدلت ملابسها ثم خرجت و ذهبت الى المطبخ لتحضر كأساً من الشاي
"هل هناك زوجة تترك زوجها المريض كل هذا الوقت و تعود في منتصف الليل؟!"
استدارت عفراء بفزع و نظرت الى ام سلطان ثم تجاوزتها لتخرج من المطبخ
امسكت ام سلطان بذراعها بقوة فوقع فنجان الشاي من يدها و اصدر صوتاً عالياً عندما ارتطم على الأرض الرخامية
"أين كنتي الى هذا الوقت؟"
حاولت عفراء تمالك اعصابها و عضت على شفاهها حتى لا تتكلم و نزلت للاسفل حتى تجمع القطع المكسورة
لم تحتمل ام سلطان برودها فامسكتها من ذراعها مجدداً و جعلتها تنهض و قالت بغضب
"عندما أسالكِ اجيبيني"
لم تعد عفراء قادرة على الصمت فصرخت بقهر
"ماذا تريدين مني؟؟ ألا يكفي ما فعله ابنكِ بي؟ ماذا تريدون مني؟ ماذا فعلت بكم حتى تعاملوني بهذه الطريقة؟"
تفاجأت ام سلطان قليلاً ثم قالت بعصبية
"انا قلت ، انتي لستي كما تدعين، مجرد فتاة انتهازية و لا تملك اي اخلاق، لا اعلم لماذا تزوج بكِ سلطان؟؟!"
"ارجوكِ اذا علمتي اخبريني انا ايضاً"
قالت بسخرية
نظرت لها ام سلطان بغضب و كادت ان تقول شيئاً و لكنها سكتت عندما ظهر سلطان فجأة
"ماذا يجري هنا؟"
ادعت ام السلطان البراءة و ذهبت الى سلطان و قالت بنبرة حزينة
"صرخت في وجهي فقط لاني سألتها عن سبب تأخرها"
نقل سلطان نظره بين امه و عفراء التي كانت تحاول ان تتماسك ثم نقل نظره الى القطع المكسورة على الارض
"امي اذهبي الى النوم"
نظر الى امه و قال بحزم
اعترضت امه
"ألن تقول لها شيئاً، لقد صرخت في وجهي، انا بمثابة امها و هي لم تحترمني"
قال برجاء
"امي ارجوكِ اذهبي الى النوم و ما يحدث هو بيني و بين زوجتي، رجاءاً لا تتدخلي"
شعرت امه بالغضب اكثر و نظرت الى عفراء بحقد ثم ذهبت الى غرفها
"ماذا حدث؟"
سأل بهدوء
تجاهلته ثم نزلت الى الاسفل لتجمع القطع المكسورة و هي تحاول كتم دمعتها
"اتركيه، ستنظفه الخادمة غداً"
قال باسلوب امر كما اعتدات منه
"لا بأس،، سأنتهي الآن"
قالت بصوت متقطع
"عفراء ارجوكِ توقفي و انظري الي"
قال بنبرة حنونة فجأة
ثم امسكها من ذراعها حتى يجعلها تنهض ثم وضع اصابعه على ذقنها حتى يرفع رأسها
"انظري الي"
ثم كرر عندما لم تفعل
"انظري الي يا عفراء"
ثم قال بعدما نظرت اليه
"ماذا حدث؟"
نظرت له بانكسار و بعينين مليئتان بالدموع و قالت بحزن
"لماذا تجعلني اعيش هكذا يا سلطان؟ لماذا اخذتني من حياتي و جعلتني اعيش في جحيم؟؟ لماذا؟؟ لماذا انا؟"
ثم بدأت بالبكاء
نظر لها في صمت فهو وحده لا يعلم لماذا هي بالذات!!
"لماذا انا يا سلطان؟؟ لماذا انا؟ لماذا؟ لماذا؟"
كانت تضربه على صدره بقبضتها مع كل كلمة تخرج من شفتيها فلم يستطع ان يفعل شيئاً غير احتواءها فوضع يده حول كتفيها و سحبها الى صدره
كان يضمها اليه اكثر كلما زادت من بكاءها ثم دفعته فجأة و ركضت الى الغرفة و ذهبت الى الحمام و اكملت بكاءها هناك
خرجت من الحمام بعدما غسلت وجهها و تفقدت سيف الذي كان مازال نائماً ثم استلقت على الفراش و نامت سريعاً من شدة التعب
دخل سلطان بعد برهة الى الغرفة ليجدها نائمة و لاحظ دمعتها التي تسللت من عينها و شعر بانقباض في صدره ،، انه حقاً يشعر بالحيرة فهو لا يعرف ماذا عليه ان يفعل؟؟ هل يتركها تذهب و يلغي كل شي فعلاقتهما بدأت بشكل خاطيء و لن تسير بالطريق الصحيح الا اذا توضح كل شيء.
استلقى في الفراش بجانبها و ظل ينظر الى ظهرها لفترة ثم عاد مجدداً الى النوم ليهرب من جميع الافكار التي تزاحمت في رأسه
استيقض في الصباح الباكر و لم يجدها بجانبه و شعر بالاحباط قليلاً ثم نهض من فراشه و توجه الى الحمام ليغتسل.
امسك هاتفه حالما غادر الحمام و اتصل على ماجد و طلب منه ان يأتي لأخذه
ارتدى بنطالاً و قميصاً قطنياً باكمام طويلة و سرح شعره بطريقة مرتبة ثم رش قليلاً من العطر عليه ثم غادر الغرفة
تفاجأت امه حالما رأته
"هل ستخرج؟؟"
"نعم ، لدي عمل مهم علي القيام به"
قاات امه بضيق
"العمل يمكنه ان ينتظر"
"انه عمل مهم لا استطيع تأجيله"
نظرت له لبرهة ثم سألت
"بالطبع لن تقود!!"
"لا، صديقي ماجد ينتظرني في الاسفل"
انقلب وجه امه من ذكره اسم ماجد فهي لا تستلطفه
"حسناً و لكن لا ترهق نفسك كثيراً"
ابتسم لها و قبّل رأسها
"حسناً على امرك"
انتبه الى عفراء جالسة على طاولة الطعام و هي تطعم سيف الذي كان جالساً في كرسي اطفال فاقترب منها
"صباح الخير"
"صباح النور"
اجابت من غير ان تنظر اليه
نظر لها لبرهة ثم سألها
"هل تحتاجين الى شيء، سوف اخرج قليلاً"
اجابت ايضاً من غير ان تنظر اليه
"لا"
نظر لها لبرهة ثم غادر الشقة
تنهد حالما اصبح في سيارة ماجد
"مابك؟"
سأل ماجد باهتمام
اغلق سلطان عينيه و اسند رأسه على مسند الرأس
"اشعر بالتعب يا ماجد"
شعر ماجد بالقلق
"هل ترغب بالذهاب الى المشفى؟"
نظر له سلطان
"لا اشعر بالتعب في جسدي" ثم ضرب صدره بقوة
"بل اشعر بالتعب هنا"
شعر ماجد بالقليل من الراحة و قال بهدوء
"اوجاع القلب لا علاج له"
"آه يا ماجد آه ،، ياليت لو استطيع ان اعود بالزمن للوراء لاصلاح كل شيء،، لما كانت حالتي هكذا الآن"
ظل ماجد صامتاً لفترة ثم سأل بتردد
"سلطان،، هناك سؤال لم اجد له اجابة و ولكني لم اساله لاني لا اريد التدخل بحياتك"
"ماذا؟"
"لماذا من الاساس تزوجت بها بتلك الطريقة؟؟"
نظر له سلطان في صمت ثم قال
"هي كانت تكرهني و ربما مازالت و كنت متأكداً لو فاتحتها بالموضوع سترفض و عندما علمت ان عمها يملك وكالة عامة بعد وفاة والدها استغليت الفرصة و تزوجت بها و بعدها كنت سأحاول كسب ودها و بعدها سأخبرها ثم اختفت بشكل مفاجيء و عندما عادت كنت سأخبرها بالامر و لكنها فاجئتني بعودتها مع طفل و باقي القصة انت تعرفها"
حاول ماجد استيعاب كل ماقاله سلطان ثم سأل
"هل كنت تعلم انها كانت تعمل في الفندق عندما قمت بشراءه؟"
هز رأسه
"لا"
ظل ماجد صامتاً قليلاً ثم قال
"هناك شيء لا افهمه"
نظر له سلطان باهتمام
"ماذا؟"
"انا لا اصدق ان ما حدث معك صدفة"
"ماذا تعني؟"
"كيف تقوم بشراء فندق تعمل فيه ثم يخبرك جدك ان عليك الزواج بها؟ ألم يقل لماذا هي بالذات؟"
نظر له سلطان بدهشة
"بالطبع تفاجأت في باديء الامر عندما اخبرني ان علي الزواج بها و لكن لم افكر بها بهذه الطريقة؟؟ اتعني ان لجدي يد بكل ما حدث منذ البداية؟؟!"
هز ماجد كتفيه
"لا اعلم ربما"
فكر سلطان قليلاً ثم لمعت فكرة في رأسه
"تذكرت شيئاً"
نظر له ماجد باهتمام
"ماذا؟"
"اجراءات شراء الفندق كانت سلسة جداً حتى ان سعرها لم يكن كما توقعته و انهيت كل شيء في اجتماع واحد و كنت اعتقد اني محظوظ و اني اخيراً استطيع الاستقلال وبدأ حياتي المهنية بعيداً عن والدي اعني خليفة"
ثم سرح و هو يفكر بكل ما حدث و حاول ربط الامور مع بعضها
"اين كنت تريد الذهاب؟"
قطع ماجد حبل افكاره
"لم اكن اريد الذهاب الى اي مكان محدد، فقط اردت الخروج من المنزل و لكن الآن علي ان اذهب الى جدي، عليه ان يفسر كل شيء لي"
"وماذا اذا رفض او انكر؟؟"
"عندها سأخبره اني سأطلق عفراء و سأتخلى عن كل شيء"
نظر له ماجد لبرهة ثم ادار محرك السيارة و ذهب حيث ما اخبره سلطان
"سأنتظرك حتى تنتهي"
قال ماجد بعدما ترجل سلطان من السيارة
تفاجأ جو عندما رآه
"اوه سيد سلطان ماذا حدث لك؟"
"اصبت بحادث سيارة و لكن لا تقلق انا بخير فقط كسر في ساقي"
"تستحق السلامة"
"شكر لك،، امم هل هو هنا؟"
هز جون رأسه
"نعم، اعتقد انه مازال في المكتبة"
توجه سلطان الى المكتبة و دخل من غير ان يطرق الباب
نهض جده من الكرسي و نظر له بصدمة
"سلطان!!! ما الذي اتى بك الى هنا؟؟"
ثم دار حول الكرسي و توجه له ليساعده على الجلوس
سحب سلطان ذراعه من يد جده و نظر له بغضب
"انا لم آتي الى هنا حتى اجلس و اذا كنت اهمك حقاً كنت اتيت لزيارتي في المشفى و لكن لا،، كل ما يهمك ان يكون لك حفيد يحمل اسمك"
"اتيت حالما علمت بالحادث و كنت في غيبوبة"
نظر له سلطان بشك
"انا لا اصدقك، لماذا اذاً لم تأتي لزيارتي بعدما استفقت"
نظر له جده لبرهة ثم عاد الى كرسيه وراء الطاولة و قال وهو يجلس
"لم ارغب ان اتواجه مع احد اقرابكِ الى جانب ان اخبارك تصلني اول باول"
"ما زلت لا اصدقك لانك تتلاعب بي كما تفعل منذ البداية"
عقد جده حاجبيه
"ماذا تعني؟"
"انت تفهم تماماً ما اعني"
قال بسخرية
نظر له جده لبرهة
"اجلس يا سلطان و دعني افهم سبب غضبك"
قال سلطان بغضب
"اخبرتك اني لم اتي الى هنا حتى اجلس،، لقد بقيت جالساً بما فيه الكفاية، اريد فقط ان اعلم شيئاً واحداً"
عقد جده اصابعه فوق الطاولة و سأل بهدوء وهو ينظر اليه
"و ما هو؟"
"هل لك دخل بكل شيء حدث معي!!! ،، كمثلاً شرائي للفندق الذي كانت تعمل به عفراء؟"
"و ماذا اذا؟"
قال ببرود و دبلوماسية
"اذاً تعترف ان لك يد بكل شيء"
قال بغضب و عصبية
"انا فقط بدأت و انت اكملت كل شيء من غير تدخلي، تذكر اني خيرتك و انت اخترت و موضوع الفندق انا فقط سهلت لك الامر"
صرخ بغضب
"لماذا فعلت ذلك؟؟ هل كنت تستمتع بالتلاعب بنا؟؟"
"لا"
ثم نهض مجدداً من كرسيه و اقترب منه و جلس على احدى الكراسي
"اجلس يا سلطان،، لا فائدة من اخفاء الامر اكثر ، لقد حان الوقت لاخبرك بكل شيء،، في الحقيقة كنت سأخبرك بعدما تشفى تمام و لكن بما انك هنا سأخبرك الآن"
نظر له سلطان لبرهة و رآى الصدق في عينيه فقرر ان يجلس حتى يسمع ما عنده لانه حقاً يريد ان يفهم الكثير من الامور فحياته انقلبت رأساً على عقب و يريدها ان تعود الى وضعها الطبيعي باقل الاضرار
"بدأ كل شيء منذ 30 عاماً عندما قررت عمتك عصيان اوامري"
نظرت له بغرابة
"عمتي، لم اكن اعلم ان لدي عمة"
"كان لديك عمة و لكنها توفيت قبل 11 عام"
نظر له سلطان بصمت فاردف جده
"تزوجت عمتك من شخص كان يعمل لدي من غير رضاي و اخبرتها اذا فعلت سأحرمها من كل شيء و عليها ان تنسى ان لديها عائلة و هي لم تمانع بل فعلت ما رغبت به، كانت ذا شخصية قوية و انا من ربيتها هكذا" ثم ابتسم بحزن
اردف
"تزوجت و انجبت ثلاثة اطفال ، صبي و فتاتان و اجتهد زوجها بالعمل حتى اصبح يملك بعض العقارات و تحسنت حياتهم كثيراً و بالرغم اني كنت ما ازال غاضباً منها و لكن ذلك اراحني.
طوال تلك الفترة ،كانت جدتك ترجوني حتى اسامحها واعيدها الى المنزل و لكني كنت ارفض و حتى لم اسمح لها برؤية احفادها الا من الصور"
سكت مجدداً ثم اكمل
"بعد مضي حوالي 19 عاماً وصلتنا اخبار عن وفاتهم في حادث سيارة"
شعر سلطان ان بنبضات قلبه تتسارع وتمنى ان ما يفكر به ليس صحيحاً
"عندما علمت جدتك بالخبر اصيبت بجلطة قلبية و توفيت من اثرها" صمت مجدداً ثم اردف
"اعتقدنا في باديء الامر انهم توفوا جميعاً بالحادث بعدها اكتشفت ان الفتاتان كانتا في المنزل مع جدتهم ام والدهم ، كنت اود حقاً اخذهما معي و لكن قررت ان اتركهما مع جدتهم واقوم فقط بالصرف عليهم من غير علمهم و ذلك بعدما علمت ان عمهم الذي كان يمتلك وكالة عامة بالتصرف بأملاك والدهم قد استولى على كل شيء"
"لا تقل ان احدى الفتاتين كانت عفراء!!! ارجوك لا تقل ذلك! ارجووووك"
قاطعه سلطان بحدة
اكتفى جده بهز رأسه بنعم
اغلق سلطان عينيه بقوة و مسح على وجهه ،، لابد انه يعيش في كابوس و كل ما سمعه مجرد خيال و سوف يستيقظ في اي لحظة
بقي هكذا لبرهة لا يعرف ماذا يقول الى ان قال اخيراً وهو يصرخ بألم
"لماذا لم تخبرني الحقيقة؟ لماذا؟"
"كنت سأخبركما بكل شي بعدما تنجنبا طفلاً و يصبح كل شيء لكما"
بقي سلطان صامتاً لا يعرف ماذا يقول فكل هذا كثير حتى يستوعبه عقله، لقد تلاعب جدهم بهم لغاية في نفسه وهو مثل الغبي انصاع له وكأنه مسلوب الارادة،، كم يشعر بالغضب الآن و يود تحطيم اي شيء حتى ينفس عن غضبه
حاول تهدئة نفسه ثم نظر اليه و سأل بسخرية و غضب
"حقاً اعتقدت ان كل شيء سيحدث مثلما تريد و تنتهي الحكاية في نقطة معينة!!!"
ثم اردف عندما لم يرد
"لا اريد ان اكون الشخص الذي ينقل لك الاخبار السيئة و لكن ما تريده ان يحدث لن يحدث"
سأل جده باستفهام
"ماذا تعني؟"
"انت تريد ان تعيد بناء حياتك التي دمرتها بنفسك بنا،، الآن بعدما اصبحت وحيداً تريد ان تكون لك عائلة و تكفر عن اخطائك و اخترعت قصة الورث حتى تقنعني بالزواج بعفراء، كنت تعلم اني سأفعل ما تريد لانك كنت تعلم اني اريد الانتقام من والدي الحقيقي فاستغليت هذه النقطة لصالحك و انا الغبي وقعت في شباكك لاني تبعت عاطفتي"
ثم ضحك بهسترية
"و طوال هذا الوقت ، اعتقت اني مسيطر على كل شيء و لكني للاسف اكتشفت اني كنت دمية بين يديك، و قد يكون ابنك متواطيء معك ايضاً، نعم انا لا استبعد هذا فاي ابن سيرضى ان يحرمه والده من كل شيء من غير سبب"
كان جده يستمع له بصمت قد يكون ما قاله صحيح و لكن ليس كل شيء
نهض سلطان فجأة و كاد ان يقع و حاول جده مساعدته و لكنه سحب ذراعه منه و ابتعد قليلاً عنه و قال بسخرية
"دعني اخبرك ان خطتك لم تسير على هواك و انا و عفراء متزوجان بالاسم فقط"
نظر له جده وهو متفاجيء و كاد ان يقول شيئاً و لكن سلطان قاطعه
"واذا كنت تريد ان تسأل عن سيف دعني اقول لك انه ليس ابني،، حفيدتك التي___"
"اعلم انه ليس ابنك"
قاطعه فجأة
"لماذا لا يصدمني ذلك!! فانت تعرف كل تحركاتي و اخباري تصلك اول بأول مثل ما قلت"
تجاهله جده و نهض و هو يقول
"و لكني لا اعلم لماذا تخبر الجميع انه ابنك؟"
"لاني لم اشأ ان يعتقد الجميع ان زوجتي لديها طفل غير شرعي فذلك سيمسني و يمس سمعتي و سمعة عائلتي لذلك بقيت صامتاً و اقنعت الجميع انه ابني"
قال بغضب و قهر
"طفل غير شرعي؟؟؟!"
قال بصدمة ثم ابتسم بعدما اتضح له امر
نظر له سلطان بغرابة
"لا اذكر اني قلت شيئاً مضحكاً"
"لماذا تعتقد ان سيف ابن عفراء الغير شرعي؟"
سأل جده
"هي قالت لي ذلك"
قال و هو يشعر بالغرابة
"حقا؟؟"
ثم ابتسم مجدداً
"لقد كذبت عليك"
نظر له سلطان بصدمة و هو يحاول استيعاب ما قاله
"ابن من هو إذاً؟"
"ابن عهود"