استيقظ سلطان و هو يشعر بثقل على صدره فنظر في الاسفل ليتفاجأ بوجود عفراء و هي نائمة على صدره و ذراعها اليسار على بطنه و بالطبع شعرها منثور حوله و حول الوسادة
وهو لم يكن أفضل حالاً منها فيده اليسار كان على ظهرها و اليمين كان على ذراعها اليسار
كانا يبدوان كزوجين سعيدين و يحبان بعضهما
لا يعلم لماذا كانت نبضات قلبه تتسارع، فهو لم يعد يفهم مشاعره و لكنه كان متأكداً من شيء واحد يشعر به الآن و هو الشعور براحة غريبة و احتواء كأنه أخيراً أصبح ينتمي إلى شيء، شيء يتمنى من كل قلبه لو كان حقيقياً.
كان يراقبها بصمت ثم أغلق عينيه فجأة عندما انتبه أنها كانت على وشك الاستيقاظ
لابد أنها ستشعر بالإحراج إذا اكتشفت كيف كانت نائمة و هو لا يريد أن تحدث مشكلة لذلك ادعى النوم
اما هي فقد فتحت عينيها ببطء ثم فتحتهما بصدمة عندما اكتشفت انها كانت نائمة على صدره.
اغلقت عينيها بقوة و شتمت نفسها في داخلها ثم فتحتهما مجدداً و حاولت النهوض ببطء و لكنها لم تستطع لان ذراعه كانت على ظهرها فحاولت التحرر بشتى الطرق و لكنها لم تستطع.
الحل الوحيد كان بايقاظه أو بقاءها مكانها حتى يستيقظ و بالطبع اختارت الخيار الثاني
كان سلطان يفتح عينيه بالخفاء و ينظر لمحاولاتها اليائسة حتى تتحرر منه و كان يبتسم بمرح كلما فشلت فاشفق عليها اخيراً و ابعد ذراعه من ظهرها من بدون أن يفتح عينيه حتى تعتقد أنه مازال نائماً
تنفست بارتياح عندما شعرت به يحرك ذراعه و لكنها بقيت صامتة و مغمضة العينين حتى يعتقد أنها مازالت نائمة.
بقيت هكذا لبرهة ثم فتحت عينيها ببطء و نظرت إليه لتراه مغمض العينين فشعرت بالارتياح لاعتقادها أنه مازال نائماً
ابتعدت عنه ببطء وهي مازالت جالسة فوق السرير ثم لوحت بيديها أمام وجهه حتى تتاكد أنه مازال نائماً.
لم تكن واثقة بعد من ذلك فاقتربت من وجهه بحذر حتى تستطيع التأكد.
كان من الصعب عليه أن يبقي عينيه مغلقتين و هو يشعر بها قريبةً منه و بالأخص عندما وقعت خصلات من شعرها على صدره و قرب عنقه.
بقيت هكذا لبرهة وهمست لنفسها و لكنه سمعها
"لابد أن تأثير الدواء قوي"
ثم نهضت بهدوء من السرير و تفقدت سيف ثم ذهبت إلى الحمام و أغلقت الباب خلفها بهدوء
استطاع أن يتنفس اخيراً و فتح عينيه ثم ابتسم و هو ينظر إلى باب الحمام و قال بسخرية
"تأثير الدواء قوي ها!!!"
تذكر ما حدث قبل قليل ثم وضع ذراعه على عينيه و همس لنفسه برجاء
"ارجو أن لا تبقى أمي كثيراً هنا و إلا لا أعلم ما يمكن أن أفعل"
خرجت من الحمام بعد برهة و هي ترتدي فستانا طويلا وواسعاً و انيقاً بنصف كم و قد رفعت شعرها فوق رأسها على شكل كعكة الذي أظهر طول رقبتها البيضاء.
كانت ستذهب إلى سيف و لكنها توقفت عندما رأت سلطان مستيقظاً و شعرت بالحرج مما حدث في الصباح و حمدت الله أنه كان نائماً فسألت بتردد لتبعد تفكيرها عما ممكن أن يحدث إذا استيقضا معاً
"هل!! هل ايقظتك؟؟"
"لا"
ظلا ينظرا لبعضهما لبرهة في صمت ثم قطع صوت سيف ذلك الصمت الغريب و ذهبت إليه و حملته
"متى ستعودين إلى العمل؟؟"
سأل بشكل مفاجيء
"بعد أسبوع، من الجيد أنهم واقفوا إعطائي إجازة أسبوعين و أنا ابتدأت العمل لتوي"
"اممم عفراء"
"ماذا؟"
"هناك أمر أريد التحدث فيه معكِ"
نظرت له باهتمام
"ماذا؟"
كاد أن يتكلم و لكن طرق على الباب اسكته
نظرا كلاهما على الباب و هو يفتح و تدخل أمه و هي تحمل صينية طعام
"أمي لا عليكِ أن تفعلي ذلك"
قال معترضاً
نظرت إلى عفراء بغرور و قالت
"إذا أنا لم تفعل من سيفعل!!"
قلبت عفراء مقلتيها و كانت على وشك المغادرة و توقفت فجأة عندما قال سلطان
"عفراء ستفعل"
نظرت له عفراء بصدمة
'الى ماذا يخطط الآن؟؟!'
تساءلت بينها و بين نفسها
قالت أمه بغيرة
"هناك ما يشغلها، لذلك دعني أقوم أنا بفعل ذلك"
قالت عفراء بسرعة
"نعم دعها تفعل هذا لك و أنا سوف اصنع الطعام لسيف"
تجاهل سلطان تعليق عفراء ونظر إلى أمه
"امي لا أريد اتعابكِ و إذا كنت حقاً تريدين أن تفعلي شيئاُ فخذي ابني، فانتي لم تحمليه أو تلعبي معه منذ أن أتيتي و انشغلتي بي، لابد أنكِ ترغبي بذلك، أليس كذلك!!، صحيح أنه ليس حفيدك الأول و لكنه يظل حفيدك"
ارادت عفراء الصراخ
'ماذا بحق السماء!!!! لماذا تفعل ذلك يا سلطان؟؟'
نظر لها سلطان برجاء و كانت ستعاند و لكنها وافقت على مضض و اعطت سيف لها الذي كان هادئاً عندما اخذته ام سلطان بتردد ثم غادرت الغرفة
كان يعلم سلطان انها سوف تشتمه لذلك استعد لذلك
"لماذا فعلت ذلك؟؟"
تناول بعض الطعام من الصينية ثم قال ببرود من غير ان ينظر اليها
"فعلت ماذا بالضبط؟"
قالت بغضب
"سلطان، أعلم أنك تعلم ما اعني، لماذا تكذب عليها و ليس عليها فقط بل حتى على اخواتك؟"
نظر إليها
"كذبت بخصوص ماذا؟"
"لماذا قلت لها أن سيف هو ابنك؟"
"أليس الجواب بديهياً، نحن متزوجان من اكثر من عام و لدينا طفل ،، أليس بديهياً ان يعتقد الجميع ان سيف هو ابني، ام تفضلين ان اقول الحقيقة؟؟!"
'نعم قل لهم الحقيقة ربما ستضغط عليك امك حتى تطلقني و انتهي من هذا العذاب'
هذا ما قالته في داخلها ،، كم تود لو تستطيع اخبار الجميع بالحقيقة ، و كم ترغب برؤية ردة فعل سلطان عندما يكتشف الحقيقة و يشعر بالندم على كل ما فعله بها و قاله لها، و لكن ليس الآن،، عليها ان تطلق منه باي طريقة بعدها سيعلم الجميع بالحقيقة
خرجت عفراء من الغرفة و توقفت في المرر و هي تشاهد ام سلطان و هي تلاعب سيف،، كانت هذه المرة الاولى التي تراها هكذا كانها شخص اخر تماماً و صحيح ما يقال (لا يوجد اغلى من الولد غير ولد الولد)
ماذا سيحدث إذا تعلق الجميع بسيف أو أسوء، تعلق هو بهم!!
******************
رن الجرس قبل الظهيرة ففتحت الخادمة الباب لتدخل حصة ووراءها اخواتها مها و هدى
حصة كانت طبيعية جداً و عانقت عفراء حالما رأتها و اما مها و هدى فكانتا تشعران بالتردد و الخجل
"هيا سلما على زوجة سلطان"
قالت حصة لاختيها ثم اعطتهما نظرة
فعلتا مها و هدى ما طلبت ثم جلس الجميع في الصالون و اخذت حصة سيف من عند امها
الوضع كان طبيعياً جداً و عائلياً، كم تفتقد عفراء لهذه الاجواء
"هل سلطان نائم؟"
سألت حصة
هزت عفراء رأسها
"لا"
"هل أستطيع رؤيته؟"
"نعم بالطبع"
ثم اشارت الى حيث يجب ان تذهب و نهضتا مها و هدى و تبعتا اختيهما
طرقت حصة الباب ثم دخلت و سيف مازال في حضنها
"هل نستطيع الدخول؟"
ابتسم
"نعم بالطبع تفضلوا"
دخلوا جميعاً و سلموا عليه و سألوا عن صحته
"شقتك جميلة"
قالت مها مبتسمة
ابتسم لها
"شكرا لكِ"
"ولكنها ذكوريه جداً، و الوانها داكنة"
قالت هدى
كذب
"لم أجد الوقت لتغيير ديكورها على ذوق عفراء، و لكن بعدما اشفى ان شاء الله سأقوم بتغييره"
ثم نقل نظره إلى عفراء و ابتسم لها
لحظت عفراء ازدياد ضربات قلبها كلما ابتسم لها بتلك الطريقة و لا تعلم ما السبب
"ركز على شفاءك الان و لاحقاً ركز على الاشياء الاخرى"
قاطعتهم امهم بحدة
جلست حصة على طرف الفراش وابتسمت لسلطان
"سيشفى بسرعة دام لديه زوجة كعفراء"
ثم غمزت له و هي تبتسم
نظرت عفراءعلى سلطان الذي كان ينظر لها بنظرات لم تفهمها ثم قررت تجاهل الأمر
بقوا عنده قليلاً ثم نهضوا جميعاً ليجلسوا في الصالون ماعاد عفراء توقفت عندما نادى عليها سلطان
سألت عما يريده بعدما خرج الجميع
"أريدكِ أن تساعديني في شيء"
"ماذا الآن، هل تريد أن ارتب لك الوسادات ؟"
هز رأسه
"لا، أريد الاستحمام"
قالت بصدمة
"و ما دخلني أنا؟؟"
ابتسم بحرج
"هل تعتقدي أني سأستطيع أن أفعل ذلك و أنا هكذا؟؟!"
ثم أشار إلى نفسه
نقلت نظرها حول جسده
"امك هنا دعها تفعل ذلك"
"حقا؟؟"
ثم حاول اقناعها
"لا تقلقي لن انزع ملابسي كلها، سوف أبقى مع سروالي الداخلي"
اصبح وجهها كالطماطم
هل يتعمد احراجها هكذا أم ماذا؟؟!
"هيا ، اعتبريني مريض و انتي ممرضة؟"
هزت رأسه
"لا"
مثل الاحباط ثم امسك بعكازتيه و نهض
"اذاً لا تلومي نفسك إذا حدث لي شيء وأنا في الحمام و لا أعتقد أن أمي ستترككِ بسلام إذا حدث لي شيء"
ثم تحرك بصعوبة و توجه إلى الحمام ثم توقف فجأة عندما قالت
"حسناً سأفعل"
ثم خرجت من الغرفة لتجلب اكياساً بلاستيكية حتى تغطي مكان الجبيرة
عادت للغرفة لتجده في الحمام و كما قال لها كان فقط يرتدي سرواله الداخلي
شعرت حقاً بالحرج، كانت هذه المرة الاولى في حياتها التي ترى فيها رجلاً شبه عاري و ايضاً يملك جسداً رياضياً كجسده
كان جالساً في كرسي خاص في غرفة الدش
فدخلت إلى الدش و انحنت قرب ساقه و اغلقت الجبيرة بكيس بلاستيكي ثم نهضت و فتحت الرشاش و وازنت بين الماء البارد و الساخن ثم وضعت الرشاش على ظهره و بدأت بتحميمه و هي تنظر إلى الكدمات من الحادث و تمسح مكانهم برفق و كانت تشعر به يشد على نفسه كلما لمست المياه مكان الكدمات
"هل يؤلمك؟"
سألت من غير وعي كردة فعل طبيعية
"قليلاً"
قال من غير ان ينظر اليها
"لا تقلق ستعيش"
قالت بسخرية
"وأنا قلت أين ذهبت عفراء أم لسانين"
قال بسخرية و هو ينظر لها من طرف عينه
تجاهلته و اكملت تحميمه و هي حقاً تشعر بالخجل و الحرج من رؤيته هكذا و من لمس جسده المبلل
اما سلطان فكان يشعر براحة غريبة عكس عفراء التي كانت مشدودة الاعصاب
لم تبدأ بوضع الصابون على جسده بعد و ملابسها تبللت بالكامل، كانت تريد أن تنتهي من الأمر و تخرج لأن الجو أصبح مشحوناً جداً و حميمياً و لم يعجبها الأمر و ندمت ألف مرة على تحميمه
"لقد تبللتي بالكامل"
اخرجها من دوامة افكارها
لم ترد عليه بل وقفت أمامه وضعت الشامبو على شعره و بدأت بفركه بقوة، تريد تعذيبه كما عذبها
"ببطء ببطء ، سوف تسلخين فروة رأسي"
ابتسمت بمكر
"هذا أقل شيء يمكنني فعله"
حدث كل شيء بسرعة عندما وضع يديه على خصرها النحيل و قام بسحبها جهته فزلت قدمها ووقعت في حضنه و تمسكت بعنقه حتى لا تقع على الأرض وهي ترتجف و اما هو فكان يمسك بها من كتفها و خصرها
كانا قريبين جداً من بعضهما فظلا ينظران إلى بعضهما لوهلة و كلاهما مبللان من رأسيهما إلى اخمض قدميهما
لم يمر غير ثواني و لكنها شعرت كأنها ساعات إلى أن همس باغراء
"اذاً تريدين تعذيبي،، لذلك وافقتي على تحميمي"
ارادت مسايرته رغم أن قلبها ينبض بجنون فقالت بمكر
"لن يضرك إن تعذبت قليلاً"
اقترب أكثر من شفاهها و همس بنفس النبرة
"ولكنكِ اخطأتي في شيء"
بلعت ريقها فقربه منها بهذه الطريقة يوترها كثيراً
"و ما هو؟"
"ليس هذا ما سيعذبني"
شعرت بانفاسه الدافئة على وجهها
"ماذا اذاً!!"
بالكاد خرج صوتها
ابتسم بمكر وهو يهز رأسه
"لن أخبركِ ثم ستستخدميه ضدي"
اقتربت من اذنه و همست بنفس نبرته
"ربما أعلم ما هو"
ثم سحبت نفسها منه بقوة و نهضت على قدميها و امسكت بالليفة و قذفتها عليه
"يبدو أنك بخير و تستطيع الاستحمام وحدك"
ثم غادرت الحمام و هي تشتمه و تشتم نفسها. كانت تتنفس بسرعة كانها في سباق مارثون.
اسندت نفسها على الحائط و ضربت على صدرها بقبضة يدها كما يفعل المختنق بقطعة طعام
"توقف عن النبض بهذه السرعة"
ثم اغلقت عينيها وحاولت التنفس بشكل طبيعي و لكن ذلك كان صعباً لأن كلما اغلقت عينيها تتذكر ما حدث
حاولت مجدداً أن تتنفس بانتظام ليعود ضربات قلبها للمقياس الطبيعي و تتوقف عن ترويع نفسها هكذا
بدلت ملابسها بعدما هدأت ثم جففت شعرها و خرجت من الغرفة لتجد مها و هدى تلعبان مع سيف الذي كان مستمتعاً بصحبتهما
جلست بجانب حصة التي قالت حالما رأتها
"تبدين كقطة وقعت في بركة ماء، هل سلطان من فعل بكِ هذا؟؟"
ثم ضحكت
شعرت عفراء بالحرج من تعليقها
"كنت أساعده على الاستحمام"
نظرت لها حصة لبرهة ثم قالت
"تعلمين، لم أرى سلطان يضحك منذ أن غادر منزلنا قبل 6 أعوام"
استمعت لها عفراء في صمت فهي حقاً ترغب ان تعرف ماذا حدث له مع عائلته ليس لسبب معين فقط بدافع الفضول
"آه حقا!!"
اكملت في داخلها
'و أنا أيضاً اراه هكذا للمرة الاولى'
"إنه يحبك يا عفراء،، لقد عادت إليه الحياة بعدما تزوج بك لذلك أنا لست غاضبة منه بسبب زواجه بهذه الطريقة، لابد أن له سبب خاص جعله يفعل ذلك"
شعرت عفراء بالصدمة
"هل ؟؟ هل هو من أخبركِ بذلك!"
هزت رأسها
"لا،، أستطيع أن أرى ذلك في عينيه ،، إنه ينظر لك كما ينظر العاشق إلى معشوقته"
قالت بسخرية بداخلها
'لانه ممثل بارع،، فقط لو تعلم لماذا تزوج بهذه الطريقة"
نظرت عفراء إلى مها و هدى و سألت حتى تغير الموضوع
"هل هما توأمان؟"
تفاجأت حصة من سؤالها
"ألم يخبركِ سلطان؟"
ابتسمت بحرج
"ربما قال و أنا نسيت"
ضحكت حصة
"افهم ما تعنين، على كل حال نعم إنهما توأمان و اعمراهما في ال17 و انا عمري 30 و متزوجة و لدي ولدين زايد و ذياب اعمارهما 8 و 6 سنوات و بالطبع تعرفين عمر سلطان"
هزت رأسها
"لا لا أعلم"
تفاجأت حصة للمرة الألف
"يبدو أنه لم يخبركِ أي شيء عنه،، اعتقدت أنه سيتغير بعدما يتزوج و لكن يبدو أنه مثل ما هو لا شيء سيغيره"
سألت عفراء باهتمام
"ماذا تعنين؟"
"منذ ان كان سلطان صغيراً و هو يتكتم على نفسه حتى عندما يمرض لم يكن يتحدث،، كان على والِدَي ان يتفقدانه دوماً حتى يتأكداً انه بخير و لا يعاني من شيء و ايضاً لم يكن يحب ان يطلب المساعدة من اي احد،، كان يصر دوماً ان يفعل كل شيء بنفسه"
شعرت بالغرابة
"لماذا؟"
هزت حصة اكتافها
"لا أحد يعلم حقاً"
ثم نظرت لها بمكر
"ربما أنتي ستعلمين ذات يوم"
إنها حقاً تشك في ذلك
"هل تتحدثون عني؟"
قطع حديثهم صوته الآتي من خلفهم فنهضت حصة مسرعة لتساعد أخاها الذي كان يرتدي سروالاً قصيراً باللون الرمادي الى الركبة و قميصاً قطنياً بنصف كم بلونٍ ازرق كحلي
"اتكأ علي"
ضرب ساقها بخفة بطرف احد العكازين و نظر اليها بغرور
"لست كسيحاً إلى هذه الدرجة أستطيع أن امشي و إلى جانب المسافة قصيرة من غرفتي إلى الصالون"
نظرت حصة إلى عفراء بنظرة تعني أرأيتي؟؟!
جلس سلطان بطرف الكرسي و رفع قدمه المكسورة على مسند القدم ثم نظر إلى حصة
"لم تجيبا على سؤالي، هل كنتما تتحدثان عني؟"
رفعت حصة حاجبها وقالت بسخرية
"و هل تعتقد أنك محور العالم و أن الدنيا تدور حولك أنت فقط"
ابتسم بلطف
"أين هما زايد و ذياب؟"
"لم اجلبهما، أصبحا كبيرين الآن و لا يحبان أن يذهبا معي لكل مكان"
قطع حديثهم صوت الخادمة و هي تقول أن الغداء جاهز فنهض الجميع إلى طاولة الغداء إلا عفراء فنظر لها سلطان بغرابة
"لماذا لا تنهضي؟"
"لست جائعة"
في الحقيقة لم تكن ترغب أن تكون بالقرب من أمه
و هو كانه شعر بذلك و كاد ان يتحدث لكن امه اتت و هي تحمل صينية الطعام
"لماذا غادرت غرفتك؟"
"أردت الجلوس معكم"
ثم نظر الى عفراء بمكر
شعرت عفراء بالاحراج من نظراته فكلما التقت اعينهما تتذكر ما حدث في الصباح و في الحمام
هي حقاً تريد ان تعرف لماذا يستمتع باحراجها هكذا
في المساء غادر الجميع ماعاد امه بالطبع التي ذهبت الى غرفتها لتنام فبقيت عفراء وحدها في الصالون ، حتى سيف كان نائماً
اشغلت نفسها بقراءة كتاب ثم شعرت بالنعاس و كانت محرجة جداً من النوم مجدداً في غرفة سلطان و تمنت لو اختارت الغرفة الخالية تنام فيها حتى لو تنام على الارض.
نهضت
"حسناً لا مجال للهروب الآن"
ذهبت إلى الغرفة و وشعرت بالاحباط عندما وجدت سلطان مازال مستيقظاً و جهازه المحمول امامه مما يعني انه سيظل ساهرا طوال الليل كما كان يفعل عندما كانا يعملان معاً
اخذت اغراضها الشخصية ثم ذهبت إلى الحمام و استعدت للنوم
خرجت من الحمام و ذهبت إلى الكنبة و استلقت عليه
"هل ستنامين هناك؟"
سأل و هو ينظر لها بمرح
جلست و نظرت اليه وقالت و هي تتلعثم من الخجل
"ها، نعم، هنا أريح"
"آه حقاً!!"
سأل بمرح ثم عاد الى عمله
قال بعد مدة عندما رآها تتحرك كثيراً في الكنبة و هي تحاول النوم
"لا يبدو أنكِ مرتاحة هناك"
انه محق، لم يكن مريحاً ابداً فهي طويلة نوعاً ما و ذلك الكنب صغير بالكاد تستطيع ان تستلقي فيه و هي تثني ركبتيها
"هناك مساحةٌ كافية لكِ في السرير، لذلك لا داعي لتعذيب نفسك هناك"
جلست و نظرت إليه ثم نهضت و مشت إلى السرير . أخذت جميع الوسائد و قسمت السرير بينها و بينه فنظر لها وهو يضحك بسخرية
"ماذا تفعلين؟"
"كما ترى، أقسم السرير"
قالت و هي ترتب الوسائد
سأل بغباء مصطنع
"لماذا؟"
تجاهلت سؤاله لأنه يتعمد إحراجها و استلقت في السرير و اعطته ظهرها
عاد إلى عمله و لكنه كان يسترق النظر إليها و علم أنها مازالت مستيقظة
"إذا كنت ترغبين أن تعودي إلى غرفتك سريعاً فعليكِ أن تفعلي شيئاً"
تنهدت ثم جلست و نظرت إليه
"ماذا؟"
اغلق جهاز حاسوبه ثم نظر إليها
"هل تعلمين لماذا مازالت أمي هنا؟"
قالت بسخرية
"لأنك ولدها المدلل"
"ها ها غير مضحك، ليس هذا هو السبب"
"ماذا إذاً؟"
"لانكِ لا تهتمين بي، لو رأتكِ تفعلين ما تفعله لي منذ الحادثة ستعلم اني لم اعد احتاج اليها و ستغادر"
"انا لدي حل أفضل، ما رأيك لو أني أغادر المنزل و أبقى في فندق حتى تغادر أمك، أو أفضل من ذلك، سأبحث عن مسكن اخر"
رغم أنها كانت تمزح و لكن لم يعجبه كلامها فقال بعصبية
"نامي أفضل"
نظرت له لعدة ثواني ثم اعطته ظهرها و استلقت
كان هو أيضاً على وشك النوم عندما وصلته رسالة نصية على هاتفه و فتحه و قرأه
"أرسلت لك بريداً الكتروني اقرأه"
اغلق هاتفه ثم أخذ جهاز حاسوبه و فتح البريد
كانت صدمته كبيرة عندما قرأ محتوى الرسالة فاغلق عينيه و اسند رأسه على لوح السرير حتى يستوعب ما قرأه ثم فتح عينيه و حرك رأسه و نظر إلى عفراء النائمة بجانبه.
"لماذا يا عفراء؟ لماذا لم تخبريني؟"
*************************
ما هي المعلومات التي وصلت سلطان؟
توقعاتكم للأجزاء القادمة