نظر سلطان وهو متفاجيء الى امه و الحقيبة التي تجرها خلفها
"امي!!!!"
"دام انك لا تريد البقاء في منزلي ، فانا سأبقى هنا معك"
قالت اخر جملة و هي تنظر الى عفراء بغرور
اغلقت عفراء الباب بعدما دخلت ام سلطان ثم لحقت خلفهم الى الصالون
طلبت منه امه ان يجلس ثم ساعدته حتى يرفع قدمه على مسند القدم امام الكرسي ثم رتبت الوسادات خلف ظهره
كان واضحاً عليه انه لا يحب ان يعامل كطفل لذلك كانت عفراء مستمتعة و هي تنظر لهم
كان سلطان يسترق النظر إلى عفراء و استطاع ملاحظة انها مستمتعة و تحاول كتم ضحكتها فاستغل الفرصة عندما ذهبت امه إلى المطبخ
"هل تجدين ما ترينه ممتعاً؟؟"
ضحكت و كتفت ذراعيها أمام صدرها
"جداً، من الجيد رؤية شخص آخر يتأمر عليك و لا تستطيع أن تفعل شيئاً"
كاد أن يقول شيئاً و لكنه سكت عندما عادت انه و في يدها صينية بها طعام و تعمدت قول
"لقد صنعت لك طعامك المفضل، لا أحد يطبخه أفضل مني"
و نظرت إلى عفراء بغرور
قلبت عفراء مقلتيها ثم اخذت سيف من سريره المتنقل و ذهبت الى غرفتها
"أرأيت،، من الجيد أني أتيت فهي لا تهتم بك"
نظر سلطان بحركة لا ارادية إلى حيث ذهبت عفراء ثم مجدداً إلى أمه
"أمي أرجوكِ لا تبدئي"
قالت له أمه باستسلام
"حسناً كما تشاء"
كانت عفراء تقرأ كتاباً عندما سمعت طرقاً على الباب فنهضت لتفتح الباب للتفاجأ بوقوف سلطان امامها
"هل يمكنني الدخول؟"
نظرت له لبرهة ثم فتحت الباب بشكل اوسع حتى يدخل
قال بعدما جلس على طرف الفراش
"اغلقي الباب"
فعلت ما طلب ثم وقفت أمامه و هي تشعر بالغرابة
"ماذا؟"
قال من غير مقدمات
"عليكِ أن تنتقلي لغرفتي"
فتحت عينيها بصدمة
"ماذا؟؟"
"أمي ستنام هنا و انتي في غرفتي"
"لماذا؟"
"ماذا تعنين لماذا؟؟؟ هناك فقط 3 غرف نوم و اثنتين منهم مؤثثة ، غرفتي وهذه الغرفة لذلك امي ستبقى هنا و انتي عليكِ الانتقال إلى غرفتي"
حاولت استيعاب الأمر
"اتعني أن نتشارك الغرفة!!"
عقد حاجبيه و هو ينظر إليها
"عفراء ما بكِ!! هل من الصعب أن تفهمي ما قلت؟؟!!!"
"ألم تقل ان غرفتك خط احمر ليس علي تجاوزه!!!"
"لكل قاعدة شواذ و بالاضافة ان امي لا تعلم عن طبيعة علاقتنا وبالتأكيد ستشعر بالغرابة عندما تعلم اننا لا نتشارك غرفة النوم و ستبدأ بطرح الاسئلة و انا حقاً لست في مزاج لذلك"
قالت بسخرية
"بالعكس تماماً بل ستفرح فهي لا ترغب بي لذلك ابحث عن عذر آخر"
نظر لها بغرور
"اذاً لديك خياران، أما أن تتشاركِ معها الغرفة و اما ان تنامي في الغرفة الخالية"
ثم نهض و غادر الغرفة قبل ان يسمع ردها و ذهب الى غرفته
لم تمر 10 دقائق حتى وجدها تدخل غرفته و هي تجر سرير سيف ثم خرجت و عادت مجدداً و هي تحمل حقيبة بها اشياءها و اشياء سيف الشخصية
من الجيد ان امه خرجت الى السوبرماركت مع سائقها لشراء بعض الاغراض التي رأتها ناقصة في المطبخ و لم تشهد ذلك كله
هذا ماكان يفكر به و هو ينظر اليها
كاد ان يقول شيئاً و لكنها سبقته
"إياك أن تعلق"
ثم غادرت الغرفة و جلست في الصالون
اما هو فظل ينظر على الباب و هو يبتسم بمكر ثم نقل نظره الى سرير سيف الذي كان نائماً
نهض من الفراش و مشى الى الطرف الاخر من السرير ثم جلس و نظر الى داخل سرير سيف الذي كان ملتصقاً بسريره الكبير
تمعن النظر الى سيف ذلك الطفل الجميل الذي يجعل اي احد يقع في حبه من اول نظرة
كان طفلاً هادئاً قليل الحركة ووسيماً جداً و تساءل اذا كان يشبه والده الحقيقي و هنا تذكر رغبته بالتحري عن والده الحقيقي ، عليه ان يتأكد اذا كان مروان هو والده ام شخص اخر
بدأ سيف يستفيق و لكن كان واضحاًً عليه انه مازال يرغب بالنوم فمد سلطان يده بحركة لا ارادية و طبطب عليه ليعود للنوم و لكنه لم يفعل بل جلس و مد يده حتى يحمله سلطان
نظر له سلطان لبرهة و هو يشعر بالتردد ثم حمله و اخرجه من السرير
ظلا ينظران إلى بعضهما لبرهة ثم وضع سيف رأسه على صدر سلطان بشكل مفاجيء و اغلق عينيه
تفجأ سلطان من فعله و شعر بمشاعر مختلفة قد تكون جديدةً عليه
ابعد سيف عن صدره و ابتسم له عندما ابتسم سيف الذي اعاد رأسه مجدداً على صدره
"تريد النوم على صدري إذاً!!"
كان سينادي على عفراء حتى تأخذه ثم غير رأيه ونظر إليه ثم ابتسم و أعاد ظهره للخلف و سيف مازال في حضنه
لم يتعامل مع طفل في هذا العمر من قبل و لكن سيف طفل سهل التعامل و يجعله يشعر بمشاعر اعتقد انها ميتة
نظر له لبرهة ثم طبطب على ظهره حتى عاد للنوم مجدداً و نام هو ايضاً معه من غير ان يشعر
دخلت عفراء للغرفة بعد مدة لتتفقد سيف و هالها المنظر الذي كان امامها و جعلها متصنمة و قلبها ينبض بقوة،، لم تتوقع انها سترى هذا المنظر في يوم
سيف نائم في حضن سلطان الذي كان نائماً ايضاً!!
منظرهما كان جميلاً جداً و لم تشأ ان توقظ اياً منهما و لكن عليها ان تأخذ سيف فكلاهما يحتاج الى الراحة التامة.
مشت بخطوات هادئة اليهم و امسكت بسيف من جنبيه حتى تحمله فشعر سلطان بذلك و استيقض بفزع و هو يمسك بسيف لانه اعتقد انه سوف يقع من فوقه فقال بصوت ناعس
"عفراء!!"
ثم نظر إلى حيث وضعت يديها اللتان كانتا تحت يديه فكان يبدو مظهرهم كانهما يعانقان سيف معاً
ابعد يده ببطء حتى لا يوقظ سيف ثم نظر إليها عندما قالت
"انا اسفة ايقظتك،، كنت أريد إعادة سيف إلى فراشه ، لابد انه ضايقك"
لا تعلم لماذا تعتذر منه دائماً
حاول ان يبدو طبيعيا و لم يقل شيئاً فاخذت منه سيف الذي انزعج قليلاً من تغيير وضعيته فهزته قليلاً حتى يعود إلى النوم ثم وضعته في فراشه و غطته
"استيقظ و اردته أن يعود إلى النوم"
قال بحرج، في الحقيقة هو لا يعلم لماذا يفسر لها!!
"لو ناديت علي"
نظر لها في صمت ثم سأل فجأة
"هل عادت امي؟"
كأنه يريد تغيير الموضوع
هزت رأسها
"لا"
"يبدو أنها ستشتري السوبرماركت كله"
همس لنفسه و لكن عفراء سمعته فابتسمت
"امم هل تحتاج الى شيء؟؟"
سألت باهتمام لأنها اعتقدت أن هذا كان السبب لسؤاله عن امه
نظر لها و هز رأسه
"لا"
قالت قبل تخرج من الغرفة
"نادني إذا احتجت إلى شيء أو إذا استيقظ سيف"
ابتسم لها احدى ابتساماته العذبة التي كانت نادراً ما تراها و التي لم تكن لها
"شكراً لكِ"
نظرت له بغباء ثم غادرت الغرفة مسرعة و هي تضع يدها على قلبها الذي كان يتسارع بحنون
'لماذا قلبي ينبض هكذاً؟؟؟! هل لانه ابتسم لي؟؟!'
ثم انبت نفسها
'كم انتي بلهاء يا عفراء، بالطبع هو هكذا بسبب وضعه و سيعود الى طباعه السيئة حالما يشفى تماماً، لا تنسي ذلك و تنخدعي به الآن'
رن هاتفها في تلك الحظة و كان المتصل مراد فخرجت الى الشرفة و ردت عليه
"مرحباً مراد"
"اهلا عفراء، كيف حالكِ و حال سيف؟؟"
"اننا بخير شكراً لك"
كان هناك صمت الى ان سأل مراد
"امممم هل غادرتي المشفى؟"
"نعم"
"عدتي الى الشقة أليس كذلك!! هل يمكنني زيارتك؟"
ثم قال بسرعة حتى لا تسيء فهمه
"اريد الاطمئنان على سيف"
"لا أنا اسفة، أنا لست وحدي فسلطان و أمه هنا ايضاً"
شعر بالاحباط و لكنه تفاجأ من وجود امه ايضاً
"امه؟؟"
"نعم، ستبقى هنا عدة أيام لأن سلطان تعرض لحادث سير"
تفاجأ مراد من نبرة صوتها التي اظهرت تعاطفاً مع سلطان أكثر من تفاجئه من الحادث نفسه
"اوه حقاً!!"
ثم سأل من باب اللباقة لا غير
"ماذا حدث له؟"
"لا أعلم بالضبط و لكنه تعرض لكسر في الساق و عدة رضوض حول جسده"
"سيعيش"
قال بسخرية
"في الحقيقة إنه يستحق ذلك"
"مراد أرجوك"
قالت بتأنيب
"هل تتعاطفين معه؟؟" قالها بدهشة "بعد كل ما فعله بكِ و تتعاطفي معه؟؟؟!"
"ليست من اخلاقي أن اتشمت بأحد و بالاخص بأعدائي، هذا ليس ما رباني عليه والِديَّ رحمهما الله"
"انتي حقاً اصيلة يا عفراء و ذلك الحقير لا يستحقكِ بل لا يستحق أي شيء"
ظلت صامتة لانها شعرت بالحرج من اطرائه
"عفراء أنا أقول الحقيقة، انتي امرأة نادرة الوجود و لا تستحقين الا الافضل"
صمتت مجدداً فاردف
"اعلم انه لا يعجبك ان امدحك و لكني اقول الحقيقة ، انتي حقاً تستحقين الافضل و لو تركتي الامر لي سوف القنه درساً لن ينساه"
رغم وجود عم و زوج و لكن وجود مراد في حياتها ، حقاً يشعرها بوجود سند تستطيع الاتكاء عليه.
"شكراً"
قالت بامتنان
"من أجل ماذا؟"
"من أجل كل ما فعلته من أجلي،، أنا حقاً لا أعرف كيف أرد جميلك"
"تزوجي بي" ثم ضحك "إني أمزح" أو لم يكن، ثم قال بنبرة جدية "يكفي أن تكوني سعيدة"
"ربما ذات يوم"
قالت بأمل
عادت إلى الداخل بعدما انهت المكالمة لتجد ان امه عادت و معها الكثير من الاكياس فذهبت لتساعدها من باب اللباقة رغم ان خادمتها كانت معها
سحبت أم سلطان الكيس من يدها و قالت بغضب
"لا تحاولي أن تظهري بمظهر الزوجة المهتمة فأنا أعرف امثالكِ من النساء"
حاولت عفراء تمالك اعصابها
"و من أي نوع انا؟"
"النوع الذي يهتم فقط بالماديات و انا اعرف انكِ وافقتي على الزواج به بهذه الطريقة من اجل ماله و مركزه الاجتماعي"
'هل هذا ما قاله سلطان لها او انها استنتجته وحدها؟؟' ،، ارادت حقاً سؤالها ذلك و لكنها عضت على شفاهها حتى تمنع نفسها من الكلام ثم اخذت نفساً عميقاً و ابتعدت من امامها
كان واضحاً جداً من اين اكتسب سلطان طباعه السيئة و طريقته في الحكم على الآخرين
في المساء اخذت امه طعام عشاءه الى غرفته بينما كانت عفراء ومعها سيف في الصالون
"متى ستطلقها؟"
سألت امه بشكل مفاجيء
"ماذا؟"
"ألم تقل أنك سوف تطلقها بعدما تنجب الطفل و تستلم ورثك!!"
"امي لا أعتقد أن الوقت مناسب حتى نتحدث بهذا الخصوص"
"متى إذاً ؟؟!! ، إني أتحملها من أجلك فقط و من أجل إبنك"
كم مرة سمع تلك الكلمة إلى الآن (ابنك) حتى بدأ يصدقها ، لا يعلم لماذا يشعر بمشاعر غريبة كلما قال احد هذه الكلمة!! كانه لو كان يتمنى لو كانت تلك الكلمة حقيقية
طرد تلك الافكار من رأسه ثم نظر إلى أمه
"أمي،، لماذا لا تحبينها؟"
سأل بشكل مفاجيء
"لأنها فتاة استغلالية و تدعي أنها فتاة جيدة"
قالت من غير تردد
تساءل في داخله 'هل هي حقاً تدعي انها فتاة جيدة؟' ثم تذكر كل المواقف التي حدثت بينهم ، قد لا يصدق ذلك قبل ان يعلم بوجود سيف و بعلاقتها بمراد و لكن الآن انه حقاً لا يعلم من هي عفراء
رن هاتف أمه في تلك اللحظة فاخذت هاتفها و خرجت من الغرفة و بقي هو يفكر بالشيء الذي كان سيفعله عندما ذهب إلى جده قبل الحادث
فكّر ملياً وقرر انهاء كل شيء و الانفصال عن عفراء و التخلي عن ورثه و لكن بعد رؤيته لوالده الحقيقي تغير كل ذلك و قرر بعدها الاستمرار بما اقدم عليه حتى النهاية
اما بعد الحادث؛ لم يعد يعرف ماذا يريد فتجربة القرب من الموت جعلته يعيد اولوياته و بالاخص عندما رآى تعامل عفراء معه. اذا كانت حقاً كما وصفتها امه لما تعاملت معه بعطف و اهتمام الآن.
هل هو حقاً يريد الانفصال عنها؟ ام يريد ان يفتح معها صفحة جديدة و ينسى كل ما حدث و يبدأ معها حياة اخرى، حياة كان يريدها لنفسه قبل ان يبدأ كل شيء.
عادت أمه بعدما انهت المكالمة
"والدك يسلم عليك"
اشاح بنظره و قال بصوت خالٍ من التعبير
"الله يسلمه"
كادت امه ان تقول شيئاً و لكنه قاطعها بحدة
"أمي أشعر بالتعب و أريد البقاء بمفردي"
نظرت اليه امه بأسى ثم اخذت صينية الطعام الذي لم يأكل منه إلا القليل و غادرت الغرفة
رأت عفراء في طريقها و نظرت لها بحقد ثم ذهبت الى المطبخ و ذهبت بعدها الى غرفة النوم الآخرى و اغلقت الباب خلفها
بقيت عفراء في الصالون مع سيف حتى وقت متأخر من الليل و كانت تشعر بالنعاس الشديد ولم تعلم ماذا تفعل!! ربما ستنام هنا في الصالون و لتعتقد امه ما تريد اعتقاده فهي لا تريد مشاركة سلطان للغرفة وليس فقط لانها لا تطيقه ولكن ايضاً من شعورها بالخجل.
فسلطان بالنسبة لها شخص غريب حتى انها دائماً ترتدي ملابس محتشمة وفضفاضة في وجوده فكيف اذاً ستشاركه الفراش.
"ذلك صعب، صعبٌ جداً"
همست لنفسها
لم تمر عدة دقائق حتى سمعت صوته و هو يقف خلفها
"نامي في الغرفة أنا سأنام هنا"
قفزت بفزع ثم استدارت في الكرسي و نظرت اليه بغرابة ،، هل هذا حقاً سلطان البغيظ او انه شخص آخر؟؟! ما الذي غيره؟؟!!!
"ألم تنم؟؟!"
"حاولت النوم و لكن لم أستطع"
نهضت و قالت باهتمام
"هل هناك شيء يؤلمك؟"
نظر لها بدهشة،، أنها حقاً تجعله يخجل من نفسه، لماذا تعامله بطيبة و هو يعلم انه لا يستحق ذلك!!!
هز رأسه
"لا، فقط هناك ما يؤرقني"
"هل تناولت دواءك؟"
هز رأسه
"نعم"
ثم تحرك لامام الكرسي و جلس في الطرف الاخير (الكرسي بحرف L) و كان يحاول رفع قدمه المكسورة و لكنها سبقته و ساعدته على رفعها فوق الكرسي
شكرها من غير ان ينظر اليها
"هل حقاً تستطيع النوم هنا؟"
نظر لها
"نعم لا بأس"
جلست بجانبه
"لا أعتقد أنك سترتاح هنا، الأفضل أن تعود إلى غرفتك و إلى جانب إذا علمت أمك لا أعلم ما يمكن أن تفعل"
"سأستفيق قبلها لا تقلقي"
نظرت له لعدة ثواني ثم هزت رأسها و امسكته من ذراعه لتساعده على النهوض مجدداً
"لا زلت غير مقتنعة بنومك هنا،، لقد خرجت اليوم فقط من المشفى لذلك لا أستطيع أن أدعك تفعل ذلك"
نظر لها بنظرات لم تفهمها ثم نهض و استند بها و ذهبا الى الغرفة و ساعدته على الجلوس على الفراش ثم خرجت و عادت مجدداً و هي تحمل سيف الذي وضعته في فراشه
فتحت حقيبتها و اخذت بعض الملابس و بعض الاشياء الشخصية و ذهبت الى الحمام
خرجت بعد مدة قصيرة لتجد سلطان يلاعب سيف فشعر بالاحراج عندما وجدها تراقبه و حاول ان يبدو طبيعياً
"كان على وشك البكاء"
رفعت حاجبيها و هي تنظر اليه
'آه حقاً!!'
تجاهلت تعليقه ثم اخذت كتابها و جلست على الكنب الذي يكفي لشخصين و انشغلت بالكتاب حتى لا تنام قبله
اما هو فأخذ يراقبها بدايةً من شعرها الاحمر المموج و نهايةً الى قدميها الحافيتان
كانت ترتدي قميصاً ذات كم طويل بلون وردي و بنطالاً طويلاً بنفس لون القميص. صحيح ان البدلة كانت واسعة و لكنها كانت تظهر جميع انحناءات جسدها بسبب نوع خامته
"هل ستنامين على الكنبة؟"
قال بعدما انتهى من تحليل مظهرها
"قلت سأشاركَ الغرفة و لكن لم أقل اني سأشاركك الفراش"
قالت ببرود و عينيها مازالتا على الكتاب
كان هناك صمت لمدة في الغرفة، فقط صوت سيف و هو يلعب بألعابه و يتشقلب في فراشه
"عفراء"
رفعت رأسها و نظرت اليه
"ماذا؟"
"هل يمكنكِ مساعدتي بشيء؟!"
"ماذا؟"
"هل يمكنكِ ترتيب الوسائد حولي؟؟ لا اشعر بالراحة"
نظرت له لعدة ثواني ثم نهضت و حاولت ترتيب الوسائد خلف ظهره فوقع شعرها على كتفه و بعض الخصلات على عنقه ووجه
اغلق عينيه و هو يستنشق رائحة شعرها الذي يشبه رائحة الفواكه في يوم صيفي، كانت الرائحة منعشة
كان غارقاً في خياله و لم يسمعها عندما سألته
"هل هكذا أفضل؟"
سألت مجدداً بعدما ابتعدت عنه قليلاً
"سلطان هل هكذا افضل؟"
"ها"
ثم استند على الوسائد و ابتسم لها
"نعم شكراً لكِ"
ناداها مجدداً عندما كانت على وشك العودة الى الكنبة
"عفراء"
توقفت و استدارت
"ماذا؟"
ابتسم بأدب
"حتى الوسائد حول ساقي"
تنفست ثم عادت إليه و رتبت الوسائد
"أمر آخر قبل أن أعود إلى الكنب؟"
هز رأسه
"لا، شكراً لكِ"
مرت حوالي النصف الساعة و طوال ذلك الوقت و عفراء تحاول ان تنام بشكل مريح في الكنبة و لكنها لم تستطع فنهضت و نظرت الى فراش سلطان المغري ، كان يبدو كبيراً و مريحاً جداً
مشت الى الفراش و نظرت الى سلطان الذي كان نائماً على ظهره ثم الى المساحة الكبيرة الخالية بجانبه و فكرت قليلاً ثم جلست مجدداً على الكنبة
ظلت تذهب و تعود قرابة ال5 مرات حتى قررت اخيراً ان تنام على الفراش
*********
استيقظ سلطان و هو يشعر بثقل على صدره فنظر في الاسفل ليتفاجأ بوجود عفراء و هي نائمة على صدره و ذراعها اليسار على بطنه و بالطبع شعرها منثور حوله و حول الوسادة
وهو لم يكن أفضل حالاً منها فيده اليسار كان على ظهرها و اليمين كان على يدها اليسار
كانا يبدوان كزوجين سعيدين و يحبان بعضهما
هذا ما سيعتقده أي شخص يراهما الآن