في المساء سمع سلطان اصوات مزعجة امام باب غرفته ثم صوت الباب فجأة و هو يفتح ليقع عينيه على والدته التي كانت في حالة صدمة و هي ترى ابنها بتلك الحالة
"يا الهي يا سلطان لماذا لم تخبرنا بما حدث لك هل كان علينا ان نعرف بتلك الطريقة!!"
ثم بدأت بالبكاء
لذلك السبب بالذات لم يشأ اخبار احد
كاد ان يتكلم و لكن اخواته دخلوا وراء والدته
حصة
"الحمدلله على سلامتك يا اخي،، كنا في حالة صدمة عندما علمنا ولولا حسن لما علمنا"
مها و هدى
"الحمدلله على سلامتك يا سلطان، لقد اخفتنا عليك"
ابتسم لهم
"الله يسلمكم"
هدى
"كيف حدث الحادث، اخبرنا حسن ان السيارة تدمرت بالكامل و انها معجزة انك خرجت منها حياً"
"الحمدلله الحمدلله انه بخير ومازال بيننا ، السيارة تعوض و لكن الروح لا تعوض"
قاطعتها أمهم
اقتربت منه حصة ومسحت يدها على كتفه بحنان
"انت بخير أليس كذلك!!"
هز رأسه و هو يبتسم لهم
"نعم بخير حمداً لله، فقط بعض الرضوض و كسر في ساقي"
عانقته امه و قبّلت رأسه
"كدت ان اموت عندما علمنا"
امسك سلطان بيد امه و قبّل يدها
"بسم الله عليك يا امي"
قالت امه وسط دموعها
"اقسم اني شعرت ان هناك شيء سيء حدث لك"
ابتسمت مها
"قلب الام"
سأل سلطان بتردد
"اممم و كيف علم حسن بالامر"
"كان يزور احد اصحابه الذي كان في السيارة الاخرى و عندما علم عن حالة الشخص في السيارة التي اصطدم بها صاحبه كان يرغب بزيارتك و الاطمئنان عليك و بعدها علم انه انت من كنت في السيارة الاخرى و اخبرنا بالأمر وجئنا حالما علمنا"
قالت حصة و هي تشرح له الأمر
"بحق يا سلطان لماذا لم تخبرنا بالامر؟؟!"
"لم اشأ ان اقلقكم و لولا زوجك حسن لما علمتوا بالأمر"
نظرت له امه بتأنيب
"ذلك كله لم يعد مهماً ، المهم الآن انك بخير و بعد ان تخرج من المشفى ستأتي الى المنزل و سأهتم بك لان كما يبدو زوجتك المصون غير مهتمة بك"
قالت اخر جملة بغضب
"أمييييييي"
قالت حصة بتأنيب
قالت أمهم باندفاع
"ماذا؟؟ لم أقل شيئاً خاطئاً،، أليس بالمفترض بها أن تكون هنا الآن و تعتني بزوجها؟ منذ أن رأيتها و علمت أنها تزوجت بك فقط من أجل الم___"
"أمي أرجوك ذلك يكفي"
قاطعها سلطان بحدة ثم اردف
"كانت هنا قبل أن تأتوا و أنا طلبت منها أن تذهب إلى البيت لأخذ قسط من الراحة،، فقد كانت هنا منذ الأمس و لم تنم طوال الليل"
لا يعلم حقاً لماذا كذب عليهم
طبطبت حصة على كتفه
"اهدأ يا سلطان ، أمي لم تقصد ذلك"
كتفت امه ذراعيها امام صدرها بغضب و ظلت صامتة
اتت الممرضة
"أنا أسفة ، إنتهى موعد الزيارة"
نظرت أمهم على الممرضة بحقد
"تشاجرنا معهم حتى يسمحوا لنا بزيارتك و الآن يقومون بطردنا، أنا سأبقى، يمكنكم أنتم المغادرة"
اعترض سلطان
"أمي أرجوكِ غادري معهم، ستشعرين بالتعب إذا بقيتي و لا تقلقي بشأني"
يعلم أن أمه عنيدة و لن توافق على المغادرة و لكن عليه أن يجرب
"سأبقى و لا أحد سيستطيع إخراجي من هنا"
"أمي أرجوكِ كلام سلطان صحيح، لا يجب أن تبقي، أنا يمكنني البقاء"
تدخلت حصة
وافقها سلطان فهو حقاً لا يريد ان تبقى لانه يعلم انها لن تظل صامتة و هو ليس في حالة يمكنه تحمل كلام والدته
"نعم حصة يمكنها البقاء و انتي تعالي غداً صباحاً"
نقلت امهم نظرها بين حصة و سلطان و استسلمت في النهاية
"حسناً و لكني سأعود غداً و مثل ما قلت لك، ستعود الى المنزل بعدما تخرج"
تنهد سلطان ثم قال بهدوء
"حسناً مثلما ترغبين"
قالت حصة بعدما غادر الجميع
"أعلم أنك تريد البقاء وحدك لذلك سأغادر بعد قليل"
"ابقي"
نظرت له متفاجئة
"حقاً"
"نعم، مللت البقاء وحيداً، كنت سأطلب من ماجد ان يأتي و لكنه مسافر"
عضت على شفاهها ثم سألت بتردد
"وماذا عن زوجتك؟ اسمها عفراء أليس كذلك؟"
تغيرت ملامحه
"لا تستطيع المجيء"
لم ترغب بالتدخل لذلك ظلت صامتة و لكنها حقاً تريد ان تعرف سبب زواجه منها بهذه الطريقة،، هناك ألف سؤال و سؤال يدور في رأسها و يحتاج الى اجابة
"أعلم أن لديكِ الكثير من الأسئلة، يمكنكِ سؤالي لابأس"
اخرجها من دوامة أفكارها
تفجأت كيف يستطيع قراءة افكراها
"لا ليس لدي،، في الحقيقة حتى لو لدي فأنا لا أريد التدخل بحياتك انا فقط اشعر بالفضول و أرغب برؤيتها و رؤية إبنك، ليتك عرفتنا بها"
ظلت كلمة (ابنك) ترن في اذنه ، إبنك إبنك إبنك ، كم يتمنى لو كان سيف إبنه حقاً
"سلطان"
لم يسمعها بالمرة الاولى فظلت تناديه و في المرة الثالثة نظر اليها
"نعم"
"ما بك؟ هل يؤلمك شيء؟"
هز رأسه ب لا
'فقط روحي'
"هل لديك صورة له؟"
عقد حاجبيه
"من؟"
ابتسمت بغباء
"إبنك بالطبع ، سيف أليس كذلك؟!"
"نعم سيف"
ثم أخذ هاتفه و فتح ملفات الصور ثم أعطى الهاتف لحصة
"هذا هو"
التقط صورة له من غير أن تعلم عفراء و لا يعلم حقاً لماذا فعل ذلك
أخذت حصة منه الهاتف و هتفت باعجاب
"يا إلهي ما أجمله ، كم أرغب بعضه الآن، إنه حتى أجمل من ابنائي ما شاءالله عليه"
ثم عقدت حاجبيها
"ولكنه لا يشبهك أبداً، لابد أنه يشبه والدته أكثر"
تحولت يده إلى قبضة و أشاح بنظره ثم نظر إليها و اغتصب الابتسام
"نعم إنه يشبهها أكثر"
اعادت الهاتف إليه
"امم لقد تأخر الوقت و الأفضل أن أذهب حتى تأخذ قسطاً من الراحة، ثم سأعود غداً صباحاً قبل أمي حتى تعتقد أنني بقيت معك"
ابتسم بامتنان
"شكراً لكِ يا حصة"
ابتسمت له ثم قبّلت جبينه و قالت قبل ان تغادر
"بالمناسبة، أبي سأل عنك، لم يستطع المجيء لأنه مسافر و سيعود غداً و يرغب برؤيتك، كان مصدوماً جداً من الخبر و ظل يتصل بنا حتى يطمأن عليك"
اكتفى بهز رأسه في صمت
نظر الى هاتفه حالما غادرت حصة و كان يرغب حقاً بالاتصال على عفراء حتى يطمأن على سيف فاستجمع قواه و اتصل بها
في الجهة الاخرى
كانت عفراء تنظر إلى شاشة هاتفها بغرابة
"لماذا يتصل بي الآن؟"
ثم قررت أن ترد
"نعم"
"عفراء، اممم كيف حالكِ؟"
اجابته بنبرة خالية من المشاعر
"الحمدلله أنا بخير"
"الحمدلله،، اممم و كيف ،،،، و كيف هو سيف؟"
"لماذا تسأل عنه الآن؟؟ لو كان يهمك حقاً لأتيت لرؤيته بعدما خرج من العملية"
ظل صامتاً لبرهة ثم قال من غير شعور
"أصبت بحادث سير لذلك لم أستطع أن آتي"
لا يعلم حقاً لماذا يخبرها!! أو مالذي جعله يخبرها
نسيت عفراء كل كرهها له في تلك اللحظة و تذكرت عائلتها فشعرت بنبضات قلبها تتسارع و عادت اليها كل المشاعر التي شعرت بها عندما وصلها خبر وفاة عائلتها فقالت بصوت مرتجف
"ممممتى؟"
"قبل يومين"
بلعت ريقها
"وهل؟؟؟ و هل أنت بخير؟"
صحيح انها تكرهه و لكنها لا تتمنى له الموت و بالاخص ليس الموت في حادث سير
لا يعلم لماذا شعر بالراحة قليلاً من نبرة صوتها ، كان وضحاً جداً اهتمامها بما حدث له
"أصبت ببعض الرضوض و كسر في ساقي"
ظلت صامتة لبرهة ثم قالت
"الحمدلله على سلامتك"
ابتسم بغير شعور
"الله يسلمك"
كان هناك صمت طويل إلى أن سأل سلطان
"هل مازلتما في المستشفى؟"
"نعم"
سأل باهتمام
"هل كل شيء على ما يرام؟؟"
"نعم سيف بخير و أخبرنا الطبيب أننا نستطيع المغادرة غداً"
"ذلك جيد"
كان هناك صمت مجدداً الى ان سألت عفراء بتردد
"اممم و ماذا عنك؟ إلى متى ستبقى في المشفى"
"ربما يومان آخران"
ثم صمت مجدداً
"عفراء"
اخرجها من سرحها
"هممم"
كاد أن يقول شيئاً ولكنه غير رأيه
"سأرسل سائق الفندق غداً ليوصلكِ إلى المنزل"
"حسناً شكراً لك" ثم صمتت مجدداً
كان سلطان سينهي المكالمة و توقف عندما نادت عليه عفراء
"ماذا؟"
"اممم ، لا شيء،، تصبح على خير"
كانت تود ان تقول انها تتمنى له الشفاء العاجل و لكنها غيرت رأيها
"تصبحين على خير"
اغلق عينيه و تنهد بعمق بعدما انهى المكالمة
"آآآه،، ليت ، فقط ليت"
*****
كانت الساعة مازالت الثامنة صباحاً عندما دخل احد الى غرفته و اعتقد انها حصة
"من الجيد أنكِ أتيتي قبل أمي"
رفع رأسه عندما لم يسمع رداً و تفاجأ بوجود شخص لم يتوقعه
"عفراء!!!!!!"
ابتسمت عفراء باحراج ثم اقتربت منه بتردد و سيف بين يديها و الذي لم يكن نائماً
"أنا أسفة، ماكان علي المجيء"
قالت ذلك بعدما رأت تعابير وجهه الغريبة
استدارت و كانت على وشك المغادرة و لكنها توقفت فجأة عندما نادى عليها و هو يحاول الجلوس
"عفراء لا تذهبي"
استدارت مجدداً و نظرت إلى نظرة الرجاء في عينيه
"أرجوكِ إبقي"
لا تعلم لماذا كان قلبها ينبض بقوة من طلبه،، منذ أن قابلته لم يتحدث معها بهذا الأسلوب
ظلا ينظران لبعضهما لبرهة إلى أن قال سلطان وهو يبتسم
"إنه يريدني أن أحمله"
"ها"
وقفت عفراء كالبلهاء أمامه
اشار سلطان على سيف و قال بهدوء و حنان
"سيف يريدني أن أحمله، اعطني اياه"
مد يديه
نظرت له متفاجئة ثم قالت
"الأفضل أن لا تفعل، لا تبدو أنك بخير"
اعاد يديه إلى جانبيه باحباط
و نظر في الأسفل
نظرت له عفراء لبرهة ثم وضعت سيف في حضنه
نظر لها وهو متفاجيء ثم نظر الى سيف و داعب خده و شعره ثم قال وهو ينظر الى عفراء
"يبدو أنه بخير،، إنه طفل قوي ماشاءالله"
ابتسمت نصف ابتسامة
"نعم إنه كذلك"
ظلا ينظران إلى بعضهما في صمت لمدة لا تقل عن الدقيقة حتى كسر هذا الصمت فتح الباب و دخول شخص آخر و هو يقول
"الحمدلله وصلت قبل أمي"
ثم صمت غريب
ظل الثلاثة ينظرون إلى بعضهم بصمت
"آه اذاً انتي عفراء"
هتفهت حصة بسعادة ثم قامت بعناقها بحرارة
"أنا حصة شقيقة ذلك الأحمق"
و اشارت الى سلطان
"حصة"
ناداها بتأنيب
نظرت له حصة
"ماذا؟؟ لم أقل شيئاً خاطئاً أنت فعلاً أحمق"
ثم تجاهلته ونظرت إلى سيف
"وأنت لابد أنك سيف ،، ما شاءالله ما أجملك و أجمل بكثير من الصورة"
عقدت عفراء حاجبيها من كلام حصة ولكنها ظلت صامتة فعلى الأقل هذه الأخت تعاملها بشكل أفضل من والدته
قالت حصة بجدية
"لا تكن أحمقاً مثل والدك، حسناً"
نظر سلطان إلى عفراء و هز رأسه ب لا بمعنى لا تقولي شيئاً
"هل أستطيع حمله؟"
قفزت عفراء بفزع
"امم و لكن كوني حذرة لقد خرج لتوه من المشفى"
نظر لها سلطان بتأنيب إنه لم يكن عليها أن تقول شيئاً
نظرت لهم حصة بغرابة
"لماذا؟"
كادت عفراء أن تقول شيئاً و لكن سلطان سبقها
"كانت حرارته مرتفعة و لكن كما ترين فهو أفضل حالاً الآن"
قالت حصة موجهة الكلام لسلطان
"لذلك قلت أنها لا تسطيع المجيء"
عقدت عفراء حاجبيها مجدداً و تساءلت عما قاله سلطان لهم عنها
بدأ سيف بالبكاء فجأة فاخذته من بين يدي سلطان
"سأبدل حفاظته"
ثم ذهبت إلى الحمام
جلست حصة على طرف الفراش
"هي لم تكن هنا البارحة كما قلت لأمي، أليس كذلك؟؟!"
هز رأسه
"لا و أرجوكِ لا تقولي شيئاً لأمي ،، سأفهمكِ كل شيء لاحقاً"
كادت ان تقول شيئاً و لكن في تلك اللحظة بالذات وصلت امهم و الخادمة وراءها تحمل حقيبة خاصة لحفظ الطعام
"السلام عليكم"
الجميع
"وعليكم السلام"
"كيف حالك اليوم يا عزيزي؟"
"انا بخير الحمدلله"
ثم أخذت حقيبة الطعام من بين يدي الخادمة ووضعته على الطاولة و بدأت بإخراج الطعام
"ماهذا يا أمي؟؟"
سأل سلطان
"طعام"
"انهم يطعمونه هنا يا أمي، ما كان عليكِ إحضار طعام من المنزل"
قالت حصة
قالت أمه باستنكار و هي تشير إلى صينية الطعام الذي لم يمسه بعد
"وهل تسمين هذا طعاماً؟"
ثم أشارت الى سلطان
"انظري إليه كيف يبدو،، يبدو واضحاً أن لا أحد يهتم به ، لقد فقد الكثير من وزنه"
في تلك اللحظة، خرجت عفراء من الحمام و في يدها سيف و تفاجأت من وجود أم سلطان التي في دورها كانت متفاجئة أيضاً
"أتت ست الحسن إذاً"
قالت أم سلطان بسخرية
"أمي أرجوكِ"
قال سلطان بتأنيب
رفعت أم سلطان يديها باستسلام
"حسناً حسناً"
تجاهلت أم سلطان وجودها بتاتاً و غرفت بعض الطعام ووضعته في صحن ثم جلست بطرف الفراش و رفعت الملعقة إلى فمه
ابتسم سلطان بحرج
"لا داعي أن تفعلي ذلك سأقوم به بنفسي"
ثم أخذ منها الصحن و الملعقة
رغم الجو المشحون في الغرفة و لكن عفراء شعرت بالتسلية من رؤية سلطان كطفل صغير أمام والدته ،، لا سلطة لديه فسرحت و هي تنظر لهما
ثم شعرت بالحزن فجأة عندما تذكرت والدتها التي كانت تعاملها بالمثل عندما كانت تمرض
كانت حصة تنقل نظرها بين عفراء و أمها التي كانت ترمقها بنظرات قاسية فقالت حصة فجأة
"عفراء، ما رأيك لو نتمشى قليلاً في الخارج"
نظرت لها عفراء ثم مجدداً إلى سلطان و أمه و هزت رأسها
"حسناً"
قالت حصة حالما اصبحوا خارج الغرفة وهي تشير الى سيف
"كم عمره؟؟ نسيت أن أسأل سلطان"
"سيدخل الشهر التاسع بعد أسبوعين"
تفاجأت حصة
"حقاً؟؟! يبدو أصغر من عمره"
لا تعرف ماذا قال سلطان لها
"لقد ولد قبل أوانه بشهرين"
شعرت حصة بالحزن
"أوه لم أكن أعلم"
لم تشأ ان تسأل اكثر
"سيف إسم جميل، لابد أن سلطان من أسماه"
نظرت لها عفراء و هي تعقد حاجبيها
"لماذا تقولين ذلك؟"
"لأنه يحب هذا الإسم كثيراً و كان يقول دائماً أنه سيسمي أبناءه سيف و صقر"
عضت عفراء على شفاهها ،، هي حقاً لا تعرف عنه أي شيء
"عفراء، كنت حقاً أتمنى لو تقابلنا بظروف مختلفة"
ابتسمت عفراء
"وأنا كذلك"
ثم ظلا صامتين لبرهة و هما تتمشيان في حديقة المشفى
"امم هل أخبركِ سلطان أن أمي تريده أن يبقى في منزلنا حتى يتعافى؟"
هزت عفراء رأسها
"لا لم يقل"
توقفت حصة فجأة
"انظري يا عفراء،، أعرف أنه واضح لكِ أن أمي لا تستلطفك بسبب طريقة زواج سلطان بكِ و لكني متأكدة أنها ستحبكِ إذا عرفتكِ أكثر"
قالت في داخلها
'لا تكوني واثقة لهذه الدرجة،، فابنها لا يحبني فكيف ستحبني هي'
ثم قالت بلباقة فهي لا يهمها ان اتحبها ام سلطلن او لا تحبها فهي لن تبقى في عائلتهم كثيراً او على الاقل تأمل ذلك
"شكراً لك على كلامك"
ابتسمت لها حصة
"إني أقول الحقيقة"
عندما عادتا الى غرفة سلطان كان والده قد وصل و سمعت عفراء بعض حواراتهم حالما دخلت الغرفة و بالطبع كانوا يتحدثون عنها
صمت الجميع وإلتفتوا إليها عندما أصبحت في الداخل و شعرت بالتوتر من نظرات والده لأنه كان يبدو كرجل صارم و حازم و لكن حالما تحدث معها تغيرت نظرتها له
"تعالي يا ابنتي لا تخجلي"
اقتربت منه عفراء
"السلام عليكم"
ابتسم لها خليفة
"وعليكم السلام، كيف حالكِ يا ابنتي؟"
ابتسمت بلباقة
"بخير"
نقل نظره إلى سيف
"إذاً هذا هو حفيدي"
نقلت عفراء نظرها إلى سلطان الذي كانت ملامح وجهه خالية من التعبير ثم مجدداً إلى والده
"اسمه سيف"
مد خليفة يده
"هل أستطيع حمله؟"
شعرت بالتردد ثم قررت اعطاءه له فماذا سيفعل به مثلا، جميعهم يعتقدون أنه إبن سلطان
"نعم بالطبع"
أخذ منها سيف و نظر إليه و هو يبتسم
"الغالي إبن الغالي"
ثم أخذ يقبله و ذلك أعجب سيف الذي كان يتسلى بلحيته البيضاء الطويلة و يقوم بسحبها و خليفة يحاول فك يده الصغيرة و عفراء تساعده
"أنا اسفة، أصبحت لديه هواية جديدة لسحب الشعر"
ابتسم خليفة
"دعيه يفعل ما يشاء إنه الأمير سيف، ولي العهد سيف"
و قبّله على رأسه ثم أعاده إليها
أخذت عفراء سيف منه ثم نقلت نظرها إلى سلطان الذي كان يراقب ما يحدث بصمت و لم تعرف بماذا كان يفكر
بقيت عفراء قليلاً ثم غادرت لأنها شعرت أنها دخيلة عليهم و أن هناك شيء خاص يدور حولهم
قال خليفة بعدما غادرت عفراء
"إنها فتاة جيدة"
"ما أدراك ربما فقط تمثل"
قالت أمه بسخرية
"منال، لا تسيئي الظن بها"
غضبت أم سلطان
"لماذا تدافع عنها؟؟ لابد أنها ساحرة ، سحرت ابني ثم سحرت زوجي"
ضحك خليفة على تفكيرها
"هل تقولين هذا لأنك تغارين على إبنك؟"
شعرت أم سلطان بالحرج
"ليس ذلك السبب، إني أحب ابني كثيراً و أريد له الأفضل"
"يبدو عليها انها فتاة طيبة و خلوقة بغض النظر عن طريقة زواجهما فكلاهما بالغان و لهما حرية التصرف بحياتهما"
ظل سلطان يستمع لهم في صمت و لا يصدق ما كان يقوله خليفة، هل هو حقاً مقتنع بما يقول أو إنه فقط يريد كسب سلطان
"امي، ابي، ألا تعتقدان ان الوقت غير مناسب للتحدث بهذا الأمر!"
قالت حصة فجأة و كان سلطان ممتن لتدخلها
سرح سلطان بعدما غادر الجميع و هو يفكر بعلاقته بخليفة التي اصبحت رسمية منذ عام تقريباً عندما مرض خليفة و دخل على اثرها الى المشفى، منذ ذلك اليوم و هو يزورهم بشكل متقطع و لكن علاقته بخليفة لم تعد كما كانت فهو لا يستطيع ان ينسى كذبه عليه بغض النظر عن السبب الذي جعله يخفي عنه الحقيقة هو و امه. مازال يعتقد انه كان من حقه ان يعلم انه لم يكن والده الحقيقي
****************
بقي سلطان في المشفى لثلاث أيام أخرى و كانت أمه تأتي لزيارته يومياً و لكنها لم تكن تبقى كثيراً لأن صديقه ماجد عاد من السفر و صدم من الخبر و ذهب لزيارة صديقه و لم يغادر المشفى أبداً حتى إنه كان ينام عنده
وكان سلطان يكذب على والدته و يخبرها أن عفراء تاتي يومياً لزيارته رغم أنها لم تفعل عندما تسأل عنها
كانت عفراء في المنزل تحضر الطعام لسيف عندما رن جرس الباب فنهضت لتفتح للتفاجأ بوجود سلطان أمام الباب بالعكازات
"سلطان؟؟؟؟؟!!!!!اعتقدت أنك ستذهب إلى منزل والدتك"
لا يعلم لماذا شعر بالاحباط من ردة فعلها و لكنه حاول إخفاء ذلك
"ارتاح هنا أكثر"
نظرت له بغرابة
'حقاً إنه متقلب المزاج'
دخل إلى الصالون و جلس في الكرسي و جلست عفراء أمامه
"من أوصلك؟"
"صديقي ماجد"
"آه صديقك الذي بقي معك في المشفى"
تفاجأ سلطان و قال بنبرة مازحة
"هل تتبعين أخباري؟"
شعرت عفراء بالحرج
"لا،، حصة كانت تتصل بي و تخبرني أن أمك غاضبة من ماجد لأنه لا يعطيها المجال لتبقى أكثر معك"
ابتسم نصف ابتسامة
"اها، اذاً، انتي و حصة اصبحتما صديقتين!!"
هزت اكتافها
"لا أعلم"
ظلا صامتين لبرهة فنهضت عفراء فجأة
"هل أنت جائع ،، كنت أحضر الطعام لسيف، هل أحضر لك أيضاً؟"
نظر لها لبرهة و لم يعلم لماذا هي تهتم به
"لا شكراً لكِ لست جائعاً، أنا فقط أشعر بالتعب و أريد الإستلقاء في غرفتي"
ثم حاول النهوض و كاد أن يفقد توازنه و لكنها أمسكت ذراعه و ساعدته على الوقوف بحركة لا ارادية
كانت قريبةً جداً منه لدرجة الالتصاق مما سمح له النظر بعمق الى عينيها العسليتان حتى ابتعدت فجأة و هي تقول بحرج
"اعتقدت أنك ستقع"
ابتسم ابتسامةً غريبة ثم وضع العكازات تحت ذراعيه و ذهب إلى غرفته
نظرت له عفراء لبرهة ثم عادت إلى المطبخ لتكمل تحضير الطعام لسيف وسرحت و هي تفكر
'نبدو كعائلة طبيعية' ثم ابتسمت بغير وعي ثم انبت نفسها 'ماذا يا عفراء، هل نسيتي ما فعله بك او ماذا؟؟ ربما هذا عقاب من الله لماذا تشفقي عليه، إنه يستحق ما حصل له و أكثر أيضاً ،، اوف ليته ذهب إلى منزل أمه'
قررت أن تتعامل معه برسمية و ستساعده إذا تطلب الأمر ففي النهاية هي انسانة رحيمة و لا تستطيع أن ترى شخصاً بحاجة إلى مساعدة و لا تساعده حتى إذا كان لا يستحق ذلك و لكن للاجر و الثواب. و أيضاً لا تنسى أنها لن تبقى هنا كثيراً بمجرد أن تملك مبلغاً كافياً ستغادر منزله
انهت من تحضير الطعام و ذهبت الى الصالون لاطعام سيف
وكانت منهمكة مع سيف عند رن جرس الباب فنهضت لترى من الطارق و بالطبع لم تكن غير والدته و التي كانت تجر حقيبةً وراءها
اعطت عفراء المجال لأم سلطان حتى تدخل في نفس اللحظة التي خرج فيها سلطان من غرفته و هو يتكأ على عكازتيه
نظر سلطان وهو متفاجيء الى امه و الحقيبة التي تجرها خلفها
"امي!!!!"
"دام أنك لا تريد البقاء في منزلي ، فانا سأبقى هنا معك"
قالت اخر جملة و هي تنظر إلى عفراء بغرور
ماهي توقعاتكم للجزء القادم ، هل وجود ام سلطان سيأثر على علاقة سلطان و عفراء؟؟!!
ترقبوا احداث مشوقة في الاجزاء القادمة