الأحدث

البريئة والوحش _28

وصف الرواية :
تأليف : Emy   دخل سلطان الى القصر و عفراء تمشي معه بتردد و سارا في ممر طويل ذات نوافذ فرنسية عملاقة مطلة على حديقة ذات نوافير الى ان وص... [أكمل القرأة]
عرض فصول الرواية : البريئة و الوحش
تأليف : Emy
 

دخل سلطان الى القصر و عفراء تمشي معه بتردد و سارا في ممر طويل ذات نوافذ فرنسية عملاقة مطلة على حديقة ذات نوافير الى ان وصلا الى صالون واسع يحتوي على نفس النوافذ الفرنسية ثم توقفا فجأة و نظرا الى الشخص الذي كان يجلس في احدى الكراسي و ظهره لهم 

"كنت اعلم انك ستعدل عن قراركِ؟"
قال جده قبل ان ينهض و يستدير 

نظرت له عفراء بصدمة 
"انت؟؟"

"عفراء!!!" 

ظل الثلاثة ينقلون نظرهم لبعضهم في حيرة الى ان سألت عفراء
في صدمة 
"كيف؟ كيف تعرفان بعضكما؟" 

"هل تعرفين من يكون؟" 
سأل سلطان بنفس صدمتها

"انها تعرفني يا سلطان" 
قال جده قبل ان تقول عفراء شيئاً

شعر سلطان بالضياع
"انا لا افهم" 

اما عفراء كانت تنظر الى جدها و هي مازالت مصدومة و تذكرت تلك الليلة المشؤومة قبل 11 عام 

Flashback 

"عفراء هناك شخص يود رؤيتك لتعزيتك" 

نظرت عفراء بتعب الى جدتها 
"من؟ ألم يذهب كل المعزون بعد!!، انا اشعر بالتعب لا استطيع ان اقابل احداً" 

جلست جدتها بجانبها ووضعت يدها على يد عفراء
"اعتقد انك يجب ان تقابليه" 

استغربت عفراء من اصرار جدتها ثم نهضت و ارتدت وشاحها و ذهبت الى المجلس و هناك كان جالساً، صحيح ان تعابير وجهه كانت تبدو حزينة و لكن ملامحه القاسية كانت تضغا اكثر 

نهض حالما رآها و قال بنبرة حزينة
"عظم الله اجركِ" 

"البقاء لله، و لكن من تكون؟" 
سألت و هي تشعر بالغرابة

نظر لها في صمت ثم قال 
"انا جدك عيسى آل حامد" 

نظرت له في صدمة و نبضات قلبها تتسارع
رغم ان امها اخبرتها عنه و كل ما فعله بها و بوالدها و لكنها لم تعتقد انها ستراه في يوم ما و بالاخص ليس الآن بعدما توفيت امها،، الآن بعد فوات الأوان!!. 
كان هناك سؤال واحد فقط يدور في رأسها ، لماذا الآن؟؟ماذا يريد منها؟؟!!

"يبدو واضحاً من نظرتكِ انكِ تعلمين من اكون" 
قال بعدما بقيت صامتة 

تجمعت الدموع في عينيها العسليتان و حاولت كتمهم و قالت و الغصة في حلقها
"الآن تأتي؟؟؟!!! الآن بعد 18 عاماً اصبحت جدي و اصبحت انا حفيدتك؟؟!!

"عفراء انا___"

"انت ماذا؟" 
قاطعته و هي تصرخ بألم
"انت ماذا؟؟" 
كررت 
"هيا تكلم، لماذا انت صامت، تكلم لماذا اتيت الآن؟؟!" 

"عفراء اهدئي حتى استطيع ان اتكلم" 

لم تحتمل اكثر فاذرفت الدموع 
"ماذا ستقول؟؟ هل جئت لتعتذر عن كل تلك السنين التي لم نرك فيها ام جئت لتعتذر عما فعلته لامي و ابي!! انت حتى لم تسمح لامي برؤية امها و كان عليها ان تراها و تتحدث معها بالخفاء خوفاً من بطشك و تسلطك و لم تقبل ابي في عائلتك"

"عفراء توقفي ارجوكِ و اسمعيني" 

"لا اريد ان اسمع اعذاراً واهية، ارجوك غادر منزل ابي و لا تأتي هنا مجدداً فانت غير مرحب بك و بالنسبة لنا انت شخص ميت" 

وغادر بعدها و لم تره مجدداً او هذا ما اعتقدت

End of flashback 

كانت تود ان تصرخ و تبكي مثل تلك الليلة و لكنها اكبر عمراً الآن و لن تتصرف بتلك الطريقة و اكتفت بسؤالهم مجدداً بصوت ثابت 
"لم لا تقولا لي اولاً كيف تعرفان بعضكما" 

لم يستطع سلطان ان يقول شيئاً فهو مازال يشعر بالصدمة ان عفراء كانت تعرف عن جدها الذي لم يقل له هذه النقطة عندما واجهه قبل عدة ايام 

"اجلسي يا عفراء و سأشرح لكِ كل شيء" 
قال جدها بهدوء

تجاهلت عفراء طلبه ثم عقدت حاجبيها و نقلت نظرها بين الاثنين ثم قالت بعدما تذكرت ما قاله سلطان قبل ان يغادروا المنزل
"انا لا افهم كيف انت سبب زواج سلطان مني؟؟؟!" 

"لاني طلبت منه ذلك؟" 
قال جدها و هو ينظر لها بجدية 

"كيف؟؟ ماذا تعني انك طلبت منه ذلك!! ما العلاقة التي تجمعكما؟؟" 
حاولت تمالك اعصابها حتى تفهم ما يجري

كان جدها يعلم ان هذا اليوم سيأتي لذلك تحضر له جيداً
"سلطان هو ابن خالك يا عفراء" 

نقلت عفراء نظرها بين سلطان و جدها ثم مجدداً الى سلطان
"ماذا يعني انك ابن خالي؟؟؟ هل خليفة هو شقيق امي؟؟" 
ثم صرخت فجأة 
"ماذا يحدث هنا؟؟؟؟" 

"ليس خليفة، بل ابني بدر،، والد سلطان الحقيقي" 
قال جدها قبل ان يقول سلطان شيئاً 

لم تستطع عفراء ان تتحمل اكثر فجلست على الكرسي و هي تشعر بالضياع و التشوش و الخيانة و الخداع، اعتقدت ان كل ذلك انتهى بعد معرفتها بزواج سلطان منها و لكنها كانت مخطئة كان هناك المزيد من المفاجأت الغير سارة 

رفعت رأسها و همست بألم 
"الشيء الوحيد الذي يدور في رأسي هو انكم جميعاً مشتركون في التلاعب بي، كان من المفترض بي ان اعلم انك كنت وراء كل هذا و لكن لماذا؟؟" 
ثم نهضت و صرخت 
"لماذا؟؟ لماذا تلاعبت بي، في السابق امي كانت الضحية و الآن انا؟" 

"انا لم اتلاعب بكِ انا فقط اردت تأمين مستقبلكِ بعدما استولى عمكِ على كل ممتلكاتكم و لاني كنت اعلم انك لم تلمسي فلساً واحداً ارسلته لكِ"

صرخت من كل قلبها
"كيف كنت تريديني ان استخدم ذلك المال القذر و الذي بسببه قمت بطرد امي من حياتك، انت مغتر كثيراً باسم عائلتك و سمعتك و لم تقبل يوماً والدي في تلك العائلة و الآن تريدني انا ان اعيش من ذلك المال" 
ضحكت بألم و مرارة 
"انت تحلم" 

سلطان كان فقط ينقل نظره بين الاثنين و اصبح هو الذي يشعر بالتشوش و الضياع 
"لحظة انا لا افهم ما يحدث هنا؟" 

نظرت له عفراء بغضب
"لا تدعي انك لا تعرف شيئاً!!،، لا تنكر انك كنت تعرف من اكون عندما تزوجت بي!"

"اقسم لكِ اني لم اكن اعلم، لقد اخفى عني الحقيقة انا ايضاً و لم اعلم الا قبل يومين و لم اعرف كيف اخبركِ لذلك جلبتك الى هنا ليقول هو لكِ كل شيء" 
قال مدافعاً ثم حاول الاقتراب منها و لكنها صدته وبدأت بالبكاء
"ذلك لا يبرر فعلتك بي، كان يمكنك على الاقل اخباري انك تنوي الزواج بي، ماكان سيضرك ان تقول لي؟؟!!" 

"هل كنتي وافقتي اذا اخبرتك؟" 

"بالطبع لا"

"لذلك تزوجت بكِ بتلك الطريقة لاني كنت اعلم انك سوف ترفضينني" 

مسحت دموعها و اغلقت عينيها ثم اخذت نفساً عميقاً و بعدها نظرت اليه 
"لو عاملتي باحترام و اهتمام منذ اول يوم تقابلنا فيه ربما كنت وافقت عليك، كان كل شيء بيدك و انت افسدت الامر بعنادك و عجرفتك و غرورك و احكامك المسبقة" 

"لو لم تعودي مع طفل و اوهمتني انه طفلك لما كانت حياتنا هكذا" 
صرخ هو الاخر بقهر

نظرت له بصدمة 
"انت تعلم؟؟!"

"علمت قريباًً ان سيف هو ابن عهود و مروان و لم اشأ ان اقول شيئاً لاني اعلم لماذا فعلت ذلك؟ اردتني ان اطلقك" 

صفقت و هي تشعر بالمرارة 
"انت حقاً ممثل بارع و تستحق جائزة الاوسكار على تمثيلك الرائع" 
ثم نقلت نظرها الى جدها 
"وانت لا اريد رؤيتك في حياتي مجدداً و الا رفعت دعوة قضائية في المحكمة حتى لا تقترب مني مسافة 100 متر" 
استدارت و كانت ستذهب و لكنها توقفت و نظرت لهما
"انا لم اعلم بعد سبب هذا الزواج!! فانا لم اصدق ادعاءك انك تريد تأمين حياتي" 
وجهت كلامها لجدها

"كان يريد وريثاً يحمل اسم هذه العائلة لاننا الحفيدان الوحيدان لديه" 
قال سلطان وهو ينظر الى جده 

ضحكت عفراء بسخرية و مرارة
"لماذا لا يصدمني هذا، حسنا اصبح لديك حفيد و لكنه لا يحمل اسمك و لن يحمل و انا لن انجب لك وريثاً بالاخص ليس من سلطان لذلك انسى كل ما تحلم به و لا تعيد بناء حياتك بنا"

ثم غادرت القصر و هي تركض و ظلت تركض والدموع تملأ عينيها حتى وصلت الى الشارع و اوقفت سيارة اجرة و عادت الى الشقة ثم جمعت اغراضها و اغراض سيف و غادرت الشقة و ذهبت الى الفندق الذي تعمل فيه و اخذت غرفة

حالما اغلقت الباب على نفسها حتى عادت للبكاء مجدداً 

اما سلطان فكان يحاول استيعاب كل ما حدث قبل قليل و سأل جده 
"لماذا لم تخبرني ان عفراء كانت تعلم من تكون؟" 

ظل جده صامتاً فهو لا يريد اخباره انا عفراء هي الاخرى لم تتقبله، ثم قال اخيراً 
"لم ارى حاجةً لذلك"

عقد سلطان حاجبيه و قال بغضب
"نعم ماذا قلت؟؟! لم ترى حاجةً في ذلك؟؟؟!! الا ترى انك اذا قلت لنا الحقيقة منذ البداية لكانت حايتنا انا و عفراء مختلفةٌ الآن!! انت دمرت حياتنا قبل ان تبدأ، هل تعي ذلك ام لا؟"

"لا ترمي باللوم كله علي؟ انا لم اقل لك ان تخفي عنها زواجك بها؟ انت وحدك فعلت ذلك" 

قال بسخرية 
"انت محق انا فعلت ذلك لوحدي و لكن ببركاتك، انت كنت تعلم كل ما يجري معنا و لكنك فضلت السكوت" 

"لم ارغب بالتدخل، اردتكما ان تحلا مشاكلكما وحدكما" 

"يا لك من رجل حكيم" 
ابتسم بسخرية 

"سلطان"

مد سلطان يده و قال بغضب و حرقة
"لا تقل شيئاً فقط اختفي من حياتنا يكفينا ما اصابنا بسببك"

ثم غادر المكان و صعد الى السيارة و امر السائق ان يعيده الى المنزل و طوال طريق العودة كان يحاول الاتصال بعفراء ولكنها لم تكن ترد عليه حتى اغلقت هاتفها

سأل عنها حالما دخل الى شقته 
"اين عفراء؟" 

"انها ليست هنا" 
اجابته والدته ثم اردفت
"لقد اتت قبل نصف ساعة و اخذت اغراضها و سيف و غادرت" 

نظر لها في صدمة
"ماذا؟؟؟؟ كيف تركتيها ترحل هكذا؟" 

"ذلك افضل، لقد غادرت من نفسها و لكن عليك اخذ ابنك منها" 

"انه ليس ابني حتى استرجعه"

نظرت له في صدمة 
"ماذا؟؟؟ ماذا تعني انه ليس ابنك؟؟" 
ثم شهقت عندما استوعبت الامر و قالت بغضب
"تلك العاهرة القذرة" 

"اميييييييييي"
صرخ بغضب و كانت تلك المرة الاولى التي يصرخ عليها هكذا 

"تصرخ في وجه امك من اجل عاهرة مثلها"
صرخت امه بغضب

نظر لها بغضب 
"لا اسمح لك ان تصفيها بتلك الصفات البشعة" 

"لماذا تدافع عنها،، الم تقل بنفسك ان ذلك الطفل ليس طفلك!!"
صرخت بغضب و حيرة

"سيف ليس ابني كما انه ليس ابنها ، انه ابن شقيقتها المتوفية لذلك لا اسمح لكِ ان تقولي كلمة عنها،، انها انسانة رائعة و خلوقة و رحيمة و صبورة لقد تحملت جميع الاهانات مني و منك" 

نظرت له امه و هي ماتزال تشعر بالصدمة و حاولت استيعاب ما قاله ثم قالت فجأة 
"لقد لعبتما بي و اوهمتماني ان ذلك الطفل حفيدي، لماذا؟؟ لماذا فعلتم ذلك؟" 

نظر الى امه لعدة ثواني ثم قال
"امي لاختصر لكِ القصة، طلب عيسى ان اتزوجها و انجب منها وريثاً حتى يعطيني الورث ولكنه لم يقل لي ان عفراء هي ايضاً حفيدته" 

نظرت له بصدمة 
"ماذا تعني انها حفيدته؟" 

"انها ابنة سارة شقيقة بدر زوجكِ السابق" 

شهقت ثم وضعت يدها على فمها و جلست في الكرسي و بقيت صامتة لفترة الى ان قالت من غير ان تنظر اليه 
"عفراء هي ابنة سارة؟؟؟؟" 

نظر لها سلطان بغرابة 
"هل تعرفينها؟؟"

رفعت امه رأسها و قالت بحزن
"كيف لا اعرفها و هي كانت صديقتي في الثانوية و عن طريقها عرفت والدك و تزوجت به،، هي الوحيدة التي كانت تعلم بأمرنا و عندما تزوجت انقطعت اخبارها و لم اعرف عنها شيئاً" 
مسحت على وجهها و هي تتنهد ثم نظرت اليه 
"سلطان افهمني ارجوك كل ما يحدث" 

"علي ان اجد عفراء اولاً"
قال بقلق ثم جلس و اخرج هاتفه و بدأ بالاتصال باي احد ممكن ان يعرف مكانها

مرت نصف ساعة من غير اي اثر لها و كان حقاً يشعر بالقلق و بالاخص ان غداً هو السبت وهو يوم اجازة و لن تذهب الى العمل مما سيصعب عليه عملية البحث عنها. 

"لم تجدها؟" 
سألت امه في قلق

هز رأسه من غير ان ينظر اليها 

"انا لا افهم، ماذا حدث حتى تغادر هكذا؟ اين ذهبتما؟"

"اخذتها الى عيسى حتى يقول لها كل شيء" 
قال و هو ينظر اليها 

"ثم ماذا حدث؟"

"اعتقدت انها ستصدم عندما يخبرها و لكن انا من صدمت انها كانت تعلم من يكون" 

نظرت له امه بضياع 
"لازلت لا افهم ما يجري"

نظر الى امه و اخبرها كل شيء بدايةً من طريقة زواجه بها الى ما حدث اليوم

حاولت امه استيعاب ما سمعته الذي يكون اقرب الى الخيال ثم قالت بعد بقاءها صامتة لفترة طويلة 
"انت تفعل ذلك يا سلطان؟ انت؟؟ ألم احذرك ان لا تلعب بالنار و ان الانتقام لا يحرق الا صاحبه" 

اسند ظهره و رأسه على ظهر الكرسي و قال بعدما تنهد
"كنت اعمى و كان قلبي مليء بالحقد على والدي الحقيقي و لكن عندما دخلت عفراء الى حياتي غيرت الكثير من الاشياء و لكن كبريائي لم يسمح لي ان افتح لها قلبي بالاخص عندما اوهمتني ان سيف هو ابنها" 
رفع نفسه و نظر اليها و قال بقهر و هو يضرب على صدره 
"كنت احترق من الداخل كلما اراها و ارى سيف، كان علي تحملها حتى انتقم من والدي و كنت اعيش صراعاً دائماً بين عقلي و قلبي" 
اعاد ظهره الى الكرسي و اغلق عينيه و قال بنبرة حزينة
"آه يا امي آه ،، يا ليتني صارحتها بكل شيء منذ البداية لما وصلنا الى هذا الحال و لما كنت دمية في يد عيسى"

بقيت امه صامتة و قلبها يتقطع على حال ابنها ثم بدأت بالبكاء
"انا اسفة يا سلطان جداً اسفة، كل ما تمر به بسببي" 

رفع نفسه ووضع يده على يدها بحنان
"امي ،، انا من عليه ان يعتذر وليس انتي ، الآن فقط ادركت ان السبب الاول و الاخير هو بدر لا انتي و لا والدي خليفة لكما ذنب،، ذنبكما الوحيد انكم اخفيتم عني الامر من اجل مصلحتي و انا من غضبي لم ادرك ذلك،، صحيح انكما اخفيتما عني هويتي الحقيقية و الآن فقط علمت لماذا" 

******************
مر اليوم من غير ان يعلم احد مكان عفراء التي كانت ممتنة لذلك لانها كانت تحتاج الى وقت مع نفسها حتى تصفي ذهنها و تفكر بشكل سليم عما عليها ان تفعل 

في صباح اليوم التالي نزلت الى ردهة الطعام حتى تتناول طعام الافطار ثم اخذت سيف الى نادي الاطفال في الفندق حتى تلاعبه قليلاً و ترفه عن نفسها فهي لا تريد العودة الى غرفتها 

في تلك الاثناء، هناك من رآها من الزجاج الشفاف الذي كان يحيط بالنادي و تفاجأ من رؤيتها مع طفل فدخل الى النادي و راقبها من بعيد قليلاً ثم اقترب منها 

"هل يمكننا التحدث؟"

تصنمت في مكانها و تجمد الدم في عروقها و شعرت انها اقتربت من النهاية. حاولت تمالك اعصابها فنهضت و سيف في حضنها تعانقه بقوة ثم استدارت ونظرت له بوجه خالٍ من التعبير
"ماذا تفعل هنا؟" 

"كنت ابحث عنكِ"
ثم انتبه الى سيف الذي كان في حضنها ملتزق بها بشكل ظريف كحيوان الكوالا
"هل هذا ابنكِ؟"

"نعم ابني، ماذا تريد منه؟" 

اي احد يستطيع رؤية توترها مما اثار شكوكه 
"انه طفل جميل" 

"شكراً لك" 
قالت ببرود 
"و الان عن اذنك" 

تجاوزته و لكنه اوقفها فنظرت الى مكان يده ثم الى وجهه و همست بغضب
"ابعد يدك القذرة عني" 

ابعد يده و نظر لها بغرابة 
"عفراء هل يمكننا التحدث بعقلانية وهدوء اذا سمحتي!"

"الا ترى اني لا اريد التحدث معك"

"لكني اريد ان اعلم عما حدث لعهود" 

نظرت له بغضب
"ألم احذرك ان لا تنطق باسمها" 

نظر لها بغرابة 
"اظن ان من حقي ان اعلم ماذا حدث لها و كيف ماتت" 

"فقدت ذلك الحق منذ ان طلبت منها ان تجهض الجنين"
قالت اخر جملة ثم ابتعدت عنه 

"قلت ذلك لاني خفت ان يحمل طفلي نفس مرضي" 
قال بصوت عالٍ حتى تسمع 

وقفت مكانها في صدمة و تذكرت سؤال الطبيب اذا كان هناك اي احد في عائلة سيف يحمل نفس المرض 

كان قلبها ينبض بشدة فاستدارت و نظرت له و سألت بتردد
"اي،، اي مرض تعني؟؟" 

اقترب منها 
"اني اعاني من مرض في القلب منذ ان كنت طفلاً صغيراً و عشت طوال حياتي اتنقل بين المستشفيات و غرف العمليات، اخبرني الطبيب ان فرصة انتقال المرض لاطفالي هي 90‎%‎ لذلك قررت ان لا انجب حتى لا يعيش اطفالي ما عشته انا" 

كانت مشاعرها مزيجاً من الغضب و الشفقة 
"هل الطبيب إله حتى يقول ذلك؟؟؟! الله وحده يحدد ذلك" 
ثم قالت بغضب اكبر و هي تحاول كتم دموعها
"هل تريد ان تعلم لماذا ماتت عهود؟؟! ماتت لانها حاولت اجهاض جنينها مرتين ، في المرة الاولى استطعت ان اتدارك الامر و لكن في المرة الثانية لم استطع فماتت هي و جنينها" 
انها تعلم انه ماكان عليها ان تكذب بخصوص سيف و لكن ذلك كان الحل الوحيد حتى يتوقف عن ملاحقتها

توقف قلبه عن الخفقان لثانية و لم يستطع قول شيء،، كان هناك امل ضعيف ان سيف ليس ابنها كما قالت بل ابنه هو لشبهه الشديد بعهود

"عهود ماتت بسببك و ذنبها على رقبتك سيحاسبك الله عليها" 
ثم اسرعت الخطى الى غرفتها و هي تذرف الدموع بغزارة 

انتظرت بضع ساعات ثم جمعت اغراضها و اغراض سيف و غادرت الفندق و لم تعرف اين تذهب ثم قررت اخيراً الذهاب حيث يمكث مراد 

ذهبت الى جناحه مباشراً و طرقت الجرس ودعت الله ان يكون موجوداً 

تفاجأ مراد من رؤيتها بتلك الحالة ففتح الباب بشكل اوسع حتى يسمح لها بالدخول 
"انا اسفة لم اعرف اين اذهب" 
كان صوتها يرتجف 

نظر لها في قلق ثم امسكها من ذراعها و جعلها تجلس على الكرسي
"سأصنع لكِ فنجاناً من القهوة" 
ثم ذهب الى المطبخ و عاد بعد عدة دقائق و معه فنجانين من القهوة و اعطى احداهما لها ثم جلس امامها 
"اشربي ستشعرين بتحسن" 

ارتشفت قليلاً من القهوة ثم قالت 
"مراد، اخرجني من هنا لا اريد ان ابقى و لا دقيقة" 

نظر لها بقلق ثم وضع فنجانه على الطاولة ثم اخذ فنجانها من يدها ووضعه على الطاولة بجانب فنجانه ثم امسك بيديها 
"عفراء ماذا هناك؟" 
سأل بحنان و اهتمام 

رفعت رأسها و نظرت اليه 
"جميعهم خذلوني يا مراد، كنت دمية يتحكمون بها كما يشاءون"
ثم بدأت بالبكاء و غطت وجهها بيديها

كم كان يود لو يستطيع معانقتها الآن و لكنه تمالك نفسه و اكتفى بالمسح على كتفها 
"اشرحي لي اكثر" 

نظرت له و قالت له عن جدها عيسى 

بلع ريقه ثم نظر اليها 
"ربما هو فعل ذلك اعتقاداً منه انه يقوم بحمايتك" 

ابعدت يديها عنه ونظرت له بصدمة و غضب
"هل انت موافق على ما فعله؟" 

عز رأسه بشدة 
"بالطبع لا"

"اذاً لماذا تبرر له؟!"

نظر لها لبرهة ثم سأل
"ماذا تريدين ان تفعلي؟" 

اخذت نفساً و هدأت نفسها
"اريد ان اغادر الى اي مكان، مكان لا يجدني فيه احد ، اريد ان ابدأ حياة جديدة بعيد عن كل احد" 

نظر لها بحزن
"عفراء ، اخبرتكِ ان الهروب ليس حلاً" 

عادت للبكاء
"ماذا افعل اذاً؟؟!، هل اسمح لهم بالتلاعب بي اكثر؟ ام اسمح لمروان ان يأخذ سيف مني؟" 

"هل علم مروان بأمر سيف؟" 
سأل بقلق

هزت عفراء رأسها
"لا لم يعلم" 
ثم اخبرته ما حصل قبل عدة ساعات 

شعر مراد بالحيرة اكثر ثم فكر قليلاً و قال بجدية 
"هل تعودين معي الى اذريبيجان؟!!" 

نظرت له لعدة ثواني 
"اي مكان يا مراد ، فقط اريد ان اكون بعيدةً عن الجميع و اعيش في سلام" 

"حسناً اذاً، سوف ارى اقرب رحلة" 
ثم ذهب الى غرفته

عاد مجدداً بعد حوالي الربع ساعة
"هناك رحلة الليلة في الساعة 7" 
ثم نظر الى ساعته و مجدداً عليها 
"سنغادر في الساعة الخامسة" 

كانت الساعة الآن تشير الى الواحدة ظهراً ، ما زال هناك 7 ساعات على موعد الرحلة

طلب مراد طعام الغداء و تناولوا غداءهم ثم نهض ليغادر
"سأشتري بعض الحاجيات و سأعود، لا تفتحي الباب لاحد" 

اكتفت بهز رأسها

غادر مراد فاستغلت عفراء الفرصة حتى تستحم و تجهز اغراض السفر 

عاد مراد بعد حوالي الساعتين و هو يحمل اكياساً 
"لقد اشتريت بعض الملابس الشتوية لكِ و لسيف فالطقس سيكون بارداً في اذربيجان في هذا الوقت" 

نظرت له عفراء بامتنان 
"انت حقاً صديق رائع و ستكون زوجاً و اباً رائعاً ذات يوم" 

شعر بالاحباط و لكنه ابتسم 
"سنغادر بعد نصف ساعة، هل انتي جاهزة؟" 

"نعم" 

"سأجمع اغراضي ثم نغادر" 

"حسنا" 

ذهب الى غرفته و هي بقيت في الصالون و اخرجت هاتفها و فتحته و رأت ان سلطان اتصل عليها حوالي ال50 مرة و رأت ارقاماً غريبة ايضاً ثم فتحت على الرسائل و كانت ايضاً مليئة برسائل من سلطان 
"عفراء ردي علي"
"عفراء اين انتي؟" 
"بحثت عنكِ في كل مكان اين ذهبتي؟"
"عفراء ارجوكِ ردي علي" 
"اني حقاً نادم على كل ما فعلته فقط ردي علي و طمئنيني" 
"عفراء اكاد اجن ، اين انتي؟" 
" انا قلق عليك جدا" 
"ارجوكِ عودي،، انا اسف على كل ما فعلته بك"
وهذه كانت بعضها 

"لن اسامحك ابداً يا سلطان، ابداً ابداً" 
ارسلت هذه الرسالة ثم اغلقت هاتفها مجدداً 

في الجهة المقابلة كان سلطان ينتظر اي رد منها و شعر بالسعادة عندما رأى ان هناك رسالة وصلته منها ففتحه بلهفة و لم تمر عدة ثواني حتى قذف بالهاتف على الجدار و تكسر الى قطع صغيرة و شعر بعدها بالصداع في رأسه و صرخ من الألم في رأسه و ولكن ألمه الاكثر كان في صدره، في قلبه بالتحديد

ركضت امه اليه وشعرت بالخوف عندما رأته بتلك الحالة فدمعت عينيها 
"سلطان مابك؟ ما بك يا ولدي"

لم يستطع الكلام كان فقط يصرخ من الألم حتى استطاع ان يقول اخيراً بشكل متقطع
"اعطني،،، اعطني دوا،،، دوائي" 
و اشار الى الدرج بجانب السرير 

نظرت امه حيث اشار ثم اخرجت الدواء الذي لم تكن تعرف من اجل ماذا واعطته له

اخذ الدواء منها و بلعه من غير ماء ثم انتظر حوالي ال5 دقائق حتى بدأ مفعوله 
"امي اريد ان انام"

"هل انت بخير؟؟ من اجل ماذا هذا الدواء؟" 
قالت بقلق

"سأكون بخير، انه مجرد مسكن" 
ثم اغلق عينيه و لم تمر عدة دقائق حتى غرق في النوم فهو لم ينم منذ البارحة 

بقيت امه معه قليلاً و هي تمسح على شعره و هي تشعر بالألم عليه. اصعب شيء في الحياة هو ان ترى ابنك يعاني و انت لا تستطيع ان تفعل شيئاً له 

قبّلته على جبينه ثم غطته جيداً و غادرت الغرفة بعدها

**********************

في حوالي الساعة الخامسة سمع مراد و عفراء صوت جرس الباب فقال مراد من غرفته 
"انها خدمة الغرف ، افتحي لهم ، اتوا لأخذ الحقائب"

نهضت عفراء و توجهت الى الباب و شعرت بالصدمة عندما فتحته و التقت عينيها بعينين تشبهها في اللون 
"الى اين انتي ذاهبة يا عفراء؟" 

لم تستغرب انه عرف مكانها ، شخص مثله لابد ان له نفوذ في كل مكان 

نظرت له في غضب 
"لا دخل لك اين اذهب و ماذا افعل بحياتي" 

كاد جدها ان يتكلم و لكنه سكت عندما ظهر مراد من احدى الغرفة و هو يقول 
"عفراء ماذا تفعلين ع___" 
ثم صمت وهو ينظر الى الرجل الواقف امامه و معه رجلان اخران يرتديان بدلة سوداء 

ابتسم جدها من ركن فمه
"مرحباً يا مراد، الى اين كنت ستأخذ حفيدتي؟؟!"

^^^^^^^^^^^^

توقعاتكم للاجزاء القادمة؟؟؟! 


التالي










تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-