الأحدث

البريئة والوحش _25

وصف الرواية :
تأليف : Emy   كان ماجد يعبث بهاتفه عندما خرج سلطان من الباب و هو كالثمل، يترنح يميناً و شمالاً حتى كاد ان يقع لولا يد جون ترجل ماجد مسر... [أكمل القرأة]
عرض فصول الرواية : البريئة و الوحش
تأليف : Emy
 

كان ماجد يعبث بهاتفه عندما خرج سلطان من الباب و هو كالثمل، يترنح يميناً و شمالاً حتى كاد ان يقع لولا يد جون

ترجل ماجد مسرعاً و ركض اليه و ساعد جون ليساعدا سلطان حتى يصعد الى السيارة 

"هل انت بخير؟" 
سأل ماجد بقلق

"اخرجني من هنا يا ماجد" 
ثم اسند رأسه على مسند الرأس و اغلق عينيه 

ادار ماجد محرك السيارة و انطلق 

بقي سلطان صامتاً لبرهة ثم فجأة لكم الطبلون امامه عدة مرات وهو يصرخ بقهر 

شعر ماجد بالفزع عليه فتوقف على جانب الطريق وحاول تهدئة سلطان و منعه من اللكم 
"اهدأ يا سلطان اهدأ سوف تقوم بايذاء نفسك" ثم دفعه للخلف بلطف حتى يسند ظهره على الكرسي و يريح رأسه

وضع سلطان ذراعه فوق عينيه و بقي هكذا لبرهة ثم ابعد ذراعه ونظر الى ماجد و قال بقهر و هو يضرب صدره 
"لقد تلاعب بنا يا ماجد ، تلاعب بنا،، اني اشعر بالقهر و مازلت لا اصدق ما قاله لي"

نظر له ماجد في صمت 

مسح سلطان على وجهه و قال بنفس النبرة 
"و عفراء يا ماجد ،، عفراء لقد ظلمتها كثيراً"
ثم نظر الى ماجد و قال بحسرة
"و سيف،، سيف ليس ابنها كما ادعت،، انه ابن شقيقتها"

نظر له ماجد بصدمة ولم يعرف ماذا يقول و لكنه سأل بعدما هدأ سلطان قليلاً
"لماذا كذبت عليك؟" 

هز سلطان رأسه و قال بقهر 
"لا اعلم يا ماجد لا اعلم،، ربما كانت تريدني ان اكرها واعتقد انها فتاة لا تصلح زوجة لي لاطلقها"

"الا يشعرك ذلك بقليل من الراحة!!"
سأل ماجد فجأة

تنهد سلطان ثم نظر الى صديقه
"لا اعلم يا ماجد حقا لا اعلم، اشعر اني مشوش الفكر و لا استطيع التفكير بشكل سليم، لا اريد ان اقوم بشيء الان و انا في هذه الحالة و اندم بعدها" 

بقيا صامتين لبرهة الى ان قال ماجد
"هل اعيدك الى المنزل؟؟"

"لا خذني في الفندق" 
قال في هدوء و هو ينظر في الخارج

"هل تعتقد انك في وضع يسمح لك ان تبقى لوحدك!!" 

"لا استطيع مواجهة عفراء"
قال من غير ينظر اليه 

"سلطان لا تضع كل اللوم عليك فهي ايضاً مذنبة" 

نظر له سلطان بتعب
"و هل تستطيع ان تلومها؟؟ وجدت نفسها في وضع هي غير راضيةً عليه و فعلت ما كانت تراه في مصلحتها"
ثم صفع فخذه عدة مرات 
"كيف تحملت كل تلك الاهانات و المعاملة السيئة مني و من امي" 
ثم نظر الى ماجد
"كانت دائماً تردد اني سأندم و كانت تقولها بكل ثقة"
سخر من نفسه
"اليوم حقاً جعلتني اندم" 

نظر له ماجد و هو حقاً يشعر بالحزن و الضيق عليه ثم نظر امامه و قاد السيارة الى فندق سلطان 

ترجل ماجد من السيارة حالما وصلا ليساعد سلطان الترجل من سيارته 
"هل ارافقك الى جناحك؟" 
سأل قبل ان يدخل سلطان الى الفندق 

"لا، اريد البقاء لوحدي" 

نظر له في شك
"هل ستكون بخير؟" 

هز سلطان رأسه 
"نعم لا تقلق علي"

"اتصل بي اذا احتجت الى اي شيء" 

"حسناً" 

انتظر ماجد حتى اصبح سلطان في الداخل ثم غادر اما سلطان فذهب مباشراً الى جناحه و تجاهل الجميع عندما ارادوا تحيته فهم لم يروه قرابة الاسبوعين 

اتصل بسكرتيرته سميرة حالما دخل الى جناحه و طلب منها جلب بعض الاغراض من مكتبه 

احضرت سميرة ما طلب ثم عادت الى مكتبها و اما هو فتح جهاز حاسوبه و بدأ العمل على ما فاته ،، كان يعتقد انه يستطيع ان ينسى قليلاً ما يحدث اذا انشغل بالعمل 
^^^^^^^^^
عندما حل المساء، كانت امه قلقلةً عليه كثيراً عندما لم يعد و حاولت الاتصال به و لكنه لم يرد عليها فذهبت الى غرفته و فتحت الباب من غير ان تطرق
"زوجكِ لم يعد الى الآن و من الواضح انه لا يهمك" 
قالت ام سلطان بغضب 

"انه شخص بالغ و ليس طفل صغير حتى اقلق عليه" 
قالت برود 

"انه مريض ولم يشفى بعد، ماكان علي ان اسمح له بالخروج من الاساس" 
ثم اردفت عندما بقيت عفراء صامتة 
"ألا تشعرين حتى بقليل من القلق!، أليس في قلبك رحمة، ماذا اذا حدث له شيء!!" 

"لماذا لا تتصلي به اذا كنتي قلقة الى هذه الدرجة؟؟"

"وهل تعتقدي اني لم افعل!!"
قالت بسخرية و غضب

نظرت لها عفراء لبرهة 
"هل تريدينني ان اتصل به!!"

نظرت لها ام سلطان بنظرة بمعنى ، افعلي

"حسناً" 
ثم اكملت في داخلها
'اذا لم يرد على امه هل سيرد علي!!'
ثم اخذت هاتفها و اتصلت به 

انتظرت كثيراً و هي تسمع النغمة و عندما كانت ستنهي المكالمة اجاب عليها
"الو ، عفراء!"

عندما كانت عفراء على وشك الرد سحبت ام سلطان الهاتف و هي تشعر بالقهر انه رد على عفراء و لم يرد عليها
"سلطان اين انت؟؟ لقد تأخر الوقت كثيراً و لم تعد بعد! هل انت بخير؟" 
قالت بقلق

"امي!!! نعم انا بخير لا تقلقي ، سأبقى في الفندق لدي بعض الاعمال و لا اعلم متى سأنتهي لذلك لا تنتظريني" 

"ولكن يا سلطان ، سوف ترهق نفسك، هيا اترك كل شيء و عد الى المنزل"
قالت امه معترضة 

"امي اخبرتكِ لدي عمل و ربما انام في الفندق، اذهبي انتي الى النوم و لا تقلقي علي حسناً" 

"سلطان___"

"امي ارجوكِ"
قاطعها سلطان 

اعطت ام سلطان نظرة غضب الى عفراء ثم قالت 
"حسنا، و لكن لا تنسى ان تشرب الدواء" 

"حسنا" 

"تصبح على خير"

"وانتي بخير" 

انهت المكالمة ثم قذفت الهاتف على الفراش و قالت بغضب 
"اقسم لكِ اذا اكتشفت انكِ ضايقته بشيء او قلتي شيئاً ازعجه فاني لن اترككِ بسلام" 

عقدت عفراء حاجبيها و نظرت اليها في صمت فخرجت ام سلطان و اغلقت الباب وراءها بقوة 

قذفت عفراء بنفسها على الفراش 
"اوف متى سينتهي هذا الكابوس" 
ثم حركت رأسها و نظرت الى سيف الذي كان ينظر اليها خلال شبك سريره وهو يبتسم
"لولاك لغادرت هذا المكان منذ زمن، و لكن اين سأذهب وانت معي" 
فكرت و ثم قالت "صحيح لدي مكان اخر و لكنه اخر مكان سأذهب اليه، سأموت و لن اذهب" 

تنهدت ثم نهضت و كما يبدو فسلطان لن يعود الليلة و هي حقاً تود ارتداء شيء قصير و خفيف للنوم فالايام السابقة كانت تشعر بالحر بسبب ملابسها الطويلة فهي لم تعتاد النوم فيها

فتحت حقيبتها و اخرجت قميص نوم حريري قصير ذات حمالات ثم ذهبت الى الحمام واخذت حماماً ثم تجهزت للنوم 

صنعت زجاجة حليب لسيف و اعطته له ثم استلقت على الفراش و عبثت بهاتفها قليلاً و نامت من غير ان تشعر
^^^^^^^^^
في الفندق 

كان سلطان ينظر الى هاتفه و فتح على الرسائل و كتب شيئاً ثم قام بمسحه 
"ماذا اقول لها؟! الى جانب لابد انها نائمة الآن" 
قذف هاتفه بجانبه على الفراش ثم اسند رأسه على لوح السرير و اغلق عينيه و هو يتنهد 
"كيف سأواجهها !! كيف سأخبرها كل شيء؟؟! كيف اقول لها ان جدنا تلاعب بنا بحجة انه يريد وريثاً؟؟! كيف ؟؟ كيف اخبرها؟" 

شعر بالصداع يعود كلما تعمق في التفكير ففتح الدرج بجانب السرير واخرج دواءه و تناوله قبل ان يزداد الألم 
"آه يا الهي !! لماذا يحدث معي كل هذا!! اي ذنب اقترفت حتى تعاقبني هكذا؟؟ اولاً موضوع والدي ثم الورم ثم الزواج من عفراء و الآن هذا؟؟"

تنهد ثم استغفر ربه و ذهب الى الحمام ليتوضأ و يصلي ركعتين لعله يشعر ببعض الراحة و يشكي همه لله ، لعله ينفرج 

استلقى على الفراش مجدداً بعدما انهى صلاته ثم اغلق عينيه و غرق في النوم سريعاً 

فتح عينيه مجدداً ليتفاجأ بوجود عفراء مستلقية بجانبه و هي تنظر له بحنان و همس و هو يشعر بالغرابة
"عفراء!!! متى اتيتي؟" 

ابتسمت له 
"اتيت للاطمئنان عليك، هل انت بخير؟" 

نظر لها لبرهة ثم هز رأسه بحزن
"لا، انا لست بخير يا عفراء"

"ما بك؟ اخبرني"
سألت باهتمام و هي تضع يدها على خده و مسحت عليه بحنان

اغلق عينيه من احساس الدفء الذي شعر به من لمسة يدها الناعمة ثم فتحهما مجدداً و قال 
"الكثير يا عفراء الكثير و لا اعلم كيف ابدأ"

ظلت عفراء على حالها فقط تنظر له في صمت و هي تبتسم و يدها على خده و هو اخبرها بكل شيء و قال بعدما انتهى 

"سامحيني يا عفراء، ارجوكِ سامحيني" 

اختفت الابتسامة من وجهها و سحبت يدها من خده و قالت وهي تبكي
"لا استطيع مسامحتك يا سلطان لذلك سوف ارحل" 

ثم نهضت فامسك يدها و قال برجاء وعينيه مليئة بالدموع
"ارجوكِ لا ترحلي،، لا تتركيني لوحدي، سوف اموت اذا تركتيني، ارجوكِ يا عفراء ، ارجوكِ لا ترحلي"

سحبت يدها من يده ببطء ثم رحلت 

صرخ سلطان بأعلى صوته و هو ينادي عليها و لكنها لم تعد 

في تلك اللحظة استيقظ من النوم وهو يصرخ باسمها و هو يبحث عنها بعينيه
"عفراااااء" 
كان جسده كله يرتجف و قلبه ينبض بقوة ويكاد ان يخرج من صدره من قوة ضرباته
مسح على وجهه و استغفر ربه عندما علم ان كل ذلك كان حلماً. 
ازاح الغطاء عن جسده ثم نهض و هو يتكأ على عكازيه و ذهب الى الحمام و غسل وجهه 
نظر الى انعكاسه في المرآة و رآى شحوب وجهه و الهالات تحت عينيه 
"ماذا حدث لك يا سلطان؟ هل تحبها؟؟ لذلك تبدو كالميت !! ام انك جبان و تخاف مواجهتها؟؟ ما الذي يخيفك؟ ان تكرهك او تهجرك؟ هي ستفعلها الآن اذا سنحت لها الفرصة حتى من غير ان تقول لها اي شيء لانك اسأت معاملتها و اهنتها بكل تلك الاهانات و جرحت انوثتها وكرامتها. عليك مواجهتها و طلب السماح منها ، لا تهرب و تعتقد ان الامور ستُصلح من تلقاء نفسها، عليك ان تعيد كل شيء الى نصابه، عليك ان تعيد بناء ما دمرته، لعلها ستسامحك في يوم، فقط تحلي بالايمان"

خرج من الحمام و استبدل ملابسه ثم طلب من سائق الفندق ان يوصله الى شقته 

دخل شقته التي كان يسودها الظلام فقط من بعض انارات جدارية خافتة الضوء

سار الى غرفته ثم وضع راحة يده على مقبض الباب ووقف مكانه لبرهة
كان على وشك العودة من حيث اتى و لكنه تشجع و فتح الباب و دخل الى الغرفة التي كانت مضيئة من ضوء الابجورة بجانب عفراء.

اقترب من الفراش ببطء و تردد و نظر الى عفراء التي كانت تغط في نوم عميق و الهاتف مازال في يدها و انتبه الى ما كانت ترتدي و ابتسم 
"لابد انها اعتقدت اني لن اعود الليلة" 
فهو بالطبع كان يلاحظ انها كانت ترتدي دائماً ملابس فضاضة و طويلة امامه
نظر لها لبرهة ثم جلس على طرف الفراش و مد يده الى هاتفها و اخذه ثم وضعه فوق الكوميدينو 
مد يده مجدداً و ابعد خصلة من شعرها سقطت امام عينها. سرح و هو ينقل نظره حول ملامح وجهها البريئة . انه لا يعلم حقاً اذا ستسامحه في يوم.
ابعد يده عندما تحركت فجاة و غيرت وضعية نومها و اعطته ظهرها فكشف ذلك عن ظهرها الذي كان مكشوفاً حتى المنتصف ليظهر بشرتها الندية النقية البيضاء 

قال وهو يمسح على كتفها بظهر يده 
"حتى و انتي نائمة لا تطيقينني" 

تنهد ثم ابعد يده و نهض من الفراش و غادر الغرفة و ذهب الى الصالون و جلس على الكرسي و اسند ظهره و رأسه على ظهر الكرسي ثم اغلق عينيه و همس بحزن
"آه يا عفراء،، اذا كنتي تعتقدي انكِ فقط من يتعذب فانتِ مخطئة! فانا اتعذب مثلكِ و ربما اكثر" 

اعتدل في جلسته ثم رفع قدمه المكسورة فوق مسند القدم ثم اراح ظهره مجدداً على الكرسي و عقد ذراعيه ثم خلد الى النوم


في ساعات الصباح الأولى ، استيقضت امه و خرجت من الغرفة و تفاجآت من رؤية سلطان نائم على الكنبة فذهبت اليه و جلست بجانبه 
"آه يا ابني آه ، كم يؤلمني رؤيتك هكذا" 
ثم نقلت نظرها الى غرفته و قالت بغضب 
"و تلك الزوجة التي قطع اهله من أجلها لا تهتم به مقدار ذرة، كيف تركته ينام هنا؟" 
نظرت مجدداً الى سلطان ثم مسحت على كتفه و قالت بحنان و هدوء 
"سلطان ، سلطان استيقظ، لا تنم هنا، اذهب الى غرفتك" 

فتح سلطان عينيه ببطء و نظر الى امه 
"امي!!"

"متى عدت ولماذا نمت هنا؟" 

بحث عن كذبة في رأسه
"عدت متأخراً و جلست هنا قليلاً و نمت من غير ان اشعر"

"اذاً هيا انهض و اذهب الى غرفتك لترتاح في فراشك" 
ثم ساعدته على النهوض 

ذهب الى غرفته و فتح الباب ببطء حتى لا يوقظ عفراء ثم انتبه انها لم تكن في فراشها فدخل الى الغرفة و اغلق الباب خلفه ببطء.
جلس على الفراش ثم اسند ظهره على لوح السرير و نظر جهتها ، في المكان الذي كانت نائمة فيه.
ظل ينظر له لبرهة ثم رفع رأسه عندما سمع صوت باب الحمام و هو يفتح ونظر الى عفراء التي كانت ما تزال ترتدي نفس قميص النوم الحريري القصير الذي كان باللون الاسود و الذي اظهر بياض بشترها الناصعة و طول ساقيها. 

كانت تتمشى في الغرفة براحة الى ان استدارت فجأة عندما قال بمكر
"هل تحاولين اغرائي؟" 

شهقت 
"سسسلطان؟؟؟" 
ثم ركضت الى الحمام و اغلقت الباب بالمفتاح و نظرت الى نفسها في المرآة
"يا لكِ من غبية، كيف لم تنتبهي له" 
ثم نظرت الى نفسها و رغبت بالبكاء من الحرج 
"لقد رآني هكذا" 
ارتدت روب الحمام ثم خرجت على استحياء ووقفت خلف فراش سيف حتى تستمد القوة منه 
"مممتى عدت؟؟" 

'هل اقول لها الحقيقة ام اكذب؟'
كان يتساءل بينه و بين نفسه 
"عدت الآن" 

شعرت بالراحة قليلاً ثم همست 
"لم،، اممم، لم تكن تلك نيتي" 

عقد حاجبيه 
"ماذا؟ لم اسمعكِ" 

اخذت نفساً ثم قالت بصوت اعلى بنبرة اكثر ثقة
"لم تكن تلك نيتي"

عقد ذراعيه امام صدره و سأل بمرح
"لم تكن نيتكِ ماذا بالضبط؟؟" 

تعلم انه يتعمد احراجها
"لم تكن نيتي كما قلت، لم تكن نيتي اغراءك، سمعتك البارحة عندما قلت لامك انك لن تعود و ستنام في الفندق" 

نظر لها بجدية و فرد ذراعيه 
"عفراء انتي زوجتي و ليس عيباً او حراماً ان اراكِ هكذا او بأي منظر آخر لذلك كفي عن الشعور بالخجل امامي" 

اصبحت جدية 
"هل حقاً انا زوجتك؟؟ و هل تعتبر علاقتنا زواجاً طبيعياً حتى امارس دوري كزوجة، نحن زوجين على الورق فقط لذلك لا ينطبق علينا ما ينطبق على باقي الازواج، صحيح اني اشعر بالخجل منك و لكن ليس لانك سلطان ، بل لانك رجل اعتبره انا غريباً" 

آلمه ما قالت و لكنه يستحق ذلك حقاً 
"ولكني لا اعتبركِ شخصاً غريباً ، انتي زوجتي و ستظلين دائماً في نظري زوجتي و عرضي" 

"آه حقاً، لذلك لم تخبرني اني زوجتك طوال تلك المدة!!"
قالت بسخرية 

"ذات يوم ستفهمين كل شيء" 
ثم نهض و غادر الغرفة 

جلست عفراء على الكنبة و هي تشعر بتعب نفسي ، لماذا لا يخبرها بكل شيء؟ لماذا رغم كل شيء مازال يخفي عنها شيئاً

***************
مر اسبوع و علاقة عفراء و سلطان لم تتغير و لكنهما ما زالا يشاركان نفس الغرفة لان امه مازالت موجودة و حاولت تجنبه قدر الامكان و اما هو فكان تأنيب الضمير يمنعه من الاقتراب منها فترك كل شيء على حاله

عادت عفراء الى العمل وتركت سيف في حضانته بعدما شرحت للمربيات حالته الصحية 

ابتدأت يومها بوجه فيانكا العابس 
"لا اعلم كيف وافقوا على اعطائكِ اجازة كل تلك المدة و انتي لم تكملي الشهر في العمل هنا؟"

كانت تحاول ان تبدو كانها تدردش بودية مع عفراء و لكن عفراء تفهمها جيداً و تعلم ما تقصد بذلك 

"كان لدي ظروف عائلية و اشكر السيد جابر على تفهمه لوضعي، و الآن انا عدت بكل نشاط" 
ثم ابتسمت بتفاؤل لتغيظها اكثر

كانت فيانكا حقاً مغتاظة منها و لا تعلم عفراء لماذا و لكنها لم تهتم 

بعد عدة ساعات من العمل مر عليها السيد جابر الى مكتبها الذي كانت تتشارك فيه مع عدة موظفات و موظفين آخرين 
"الحمدلله على السلامة يا عفراء، ارجو ان يكون كل شيء على ما يرام"

ابتسمت عفراء باحترام
"نعم حمداً لله و شكراً لك لتفهمك" 

ابتسم لها بدبلوماسية 
"لا شكر على واجب" 
صمت قليلاً ثم قال
 "آه كيف حال زوجكِ؟ سمعت انه تعرض الى حادث خطير" 
 
نظر الجميع ناحية عفراء بصدمة فهي لم تقل شيئاً و البعض منهم لم يعلم انها متزوجة من الاساس

"اممم انه بخير حمداً لله،،، ولكن من اين تعرفه؟؟" 

"ألسنا نعمل في نفس مجال العمل؟؟" 

ابتسمت بحرج 
"آه صحيح" 

"في الحقيقة التقيت به عدة مرات في مناسبات مختلفة و تفاجأت عندما علمت انكِ زوجته، اعني من ملفك" 

تمنت ان لا يقول اسمه ،، لا تريد ان يعلم اي احد انها زوجة سلطان فيبدؤوا بطرح الاسئلة و نشر الاشاعات و ستتحول حياتها الى جحيم اكثر مما هي عليه 

"ابلغيه سلامي" 

ابتسمت
"نعم بالطبع" 

مثلما توقعت ، فالموظفات تجمعن حولها لطرح الاسئلة 

إلهام
"حقاً انتي متزوجة، لم اكن اعلم!" 

مريم 
"من هو زوجكِ يا عفراء؟؟ اذا كان السيد جابر يعرفه فهذا يعني انه شخص مهم" 

سعاد
"هل لديكِ اطفال؟" 

"بنات ، هيا كل واحدة الى عملها ، هذا مكان عمل و ليس ديوان اجتماعات للقيل و القال"
قالت فاطمة و عفراء كانت ممتنة لها كثيراً 

عاد الجميع الى مكاتبهم و لكن ليس الجميع عاد الى العمل فبعضهم سيقتله الفضول حتى يعلم عنها كل شيء

"شكراً لكِ"
شكرتها عفراء بامتنان 

ابتسمت فاطمة 
"شعرت انكِ في مأزق الى جانب انا لا احب القيل و القال و لا احد له الحق بالتدخل في خصوصيات الاخرين"

وافقتها الرأي
"نعم" 

"هل ترافقيني لشرب القهوة؟"
سالت فاطمة بشكل مفاجيء

"نعم، احتاج القهوة انا ايضاً" 
ثم خرجتا من المكتب و تمشيا في ممرات الفندق حتى وصلتا الى كافيه صغير في احدى زوايا الفندق و طلبتا قهوة

نظرت عفراء حولها و انتبهت الى اجهزة الكاميرا و بعض المعدات الاخرى 
"ماذا يحدث هنا؟ هل سيصورون اعلاناً؟" 
سألت عفراء مستفهمة 

"لا، ألم تقرئي بريدكِ الالكتروني!! السيد جابر ارسل بريداً قبل اسبوع اخبرنا ان فريقاً تلفزيونياً سيأتون اليوم لتصوير حلقة عن الفنادق السياحية في الامارة و اليوم كان دور فندقنا"

هزت عفراء رأسها 
"لا اذكر اذا قرأته، لابد ان السيد جابر متحمس للأمر لذلك كان سعيداً اليوم ، ستكون بمثابة دعاية ترويجية للفندق"

"بالضبط" 

"سيدتي ، مشروباتكم جاهزة"
قاطعهم صوت عاملة الكافيه

استدارتا و اخذتا طلبيتهما ثم مشيتا عائدتين الى مكتبهما 

"عفراء!!! انتي عفراء أليس كذلك!" 

وقفت عفراء مكانها متجمدة من هول الصدمة ، انها تعرف هذا الصوت جيداً ، لا يمكن ان يكون هذا حقيقي؟؟ نعم نعم من كثر خوفها اصبحت تتخيل صوته،، لا يمكن ان يكون هو لا يمكن،

كانت تصرخ في داخلها 
^^^^^^^^^^^

من هو الشخص الذي نادى عليها؟؟؟
ماذا سيحدث بين سلطان و عفراء بعدما عرف الحقيقة؟ هل تعتقدون انه سيطلقها ام انه سيحاول معها و سيعترف لها بمشاعره؟ 
وهل ستسامحه عفراء عندما تعلم الحقيقة؟؟


التالي













تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-